تطاير تصريح وزير الشئون الاجتماعية، الذي أطلقه قبل نحو شهرين، بزيادة مبالغ إعانة الأيتام، من مجهولي النسب، الذين يعيشون في كنف أسر سعودية، إلى خمسة آلاف ريال، فأسعد الجميع (الأسر والأيتام)، بيد أن التصريح أتبعه جدال واسع، أشار إلى إمكانية أنه قد يكون غير صحيح، وأن مخصصات الأيتام، ستبقى على حالها. واستفسرت عشرات الأسر الحاضنة، في ضواحي المنطقة الشرقية، عن صحة تصريح الوزير، وطالبوا الوزارة بإيضاح عاجل لهذا التصريح، تحدد فيه هل ستكون هناك زيادة في مخصصات الأيتام، أو انها ستبقى على حالها.. تضارب حول حقيقة مخصصات الأيتام (اليوم) المنطقة الشرقية ويطالب أولياء 35 أسرة حاضنة للأيتام- من مجهولي النسب، الذين يعيشون في مدن المنطقة الشرقية- المسئولين وأصحاب القرار في وزارة الشئون الاجتماعية إيضاح ما تم تناوله من أخبار تم نسبها على لسان الوزير نفسه، تشير إلى زيادة مبلغ إعانة الأسر الحاضنة، لتصبح خمسة آلاف ريال، بدل من ثلاثة آلاف ريال، والتي تتكفل الوزارة بصرفها كل شهرين، لكل أسرة تُعيل وترعى أيتاماً. ما أثلج صدورنا، وجعلنا نتأكد من مضمون الخبر، أنه جاء على لسان الوزير شخصياً، وأكد أن هذه الزيادة في الطريق
مجهولو النسب ويقول عبدالله الجبيري، الذي يحتضن طفلاً عمره ست سنوات، منذ ما يقارب خمس سنوات: «استبشرت خيراً أنا وغيري من الآباء، ممن يحتضنون أطفالا أيتاما من مجهولي النسب، من أجل تربيتهم ورعايتهم، عندما أعلن الوزير زيادة مخصصات الأسر الحاضنة، خاصة أن الخبر انتشر في عدد من الصحف المحلية والمنتديات»، مشيراً إلى أن «مضمون الخبر يؤكد أن وزارة الشئون الاجتماعية، سوف تزيد إعانة الأسر الحاضنة، التي تتبنى رعاية وتربية أي يتيم، سواء كان ذكراً أو أنثى، لتصبح خمسة آلاف ريال شهرياً بدلا من ثلاثة آلاف ريال عن كل طفل»، مبيناً «ما أثلج صدورنا، وجعلنا نتأكد من مضمون الخبر، أنه جاء على لسان معالي الوزير شخصياً، وأكد أن هذه الزيادة آتية لا محالة». مراكز الإشراف وتابع الجبيري، «اعتقدت في بادئ الأمر أن هذا الكلام، ربما يكون مجرد شائعة، ولكن في الواقع، كان الأمر مختلفا، فقد تأكدت من صحة الخبر من قبل عدد من موظفين الوزارة، وكذلك بعض المشرفات اللواتي هن مسئولات في مراكز الإشراف التابعة للوزارة، اللائي أكدن صحة الخبر، وأعلن أن هذه الزيادة، ستصرف بعد شهر تقريباً، وقد كانت ذلك بالتزامن مع فترة صدور حزمة من القرارات الملكية». الشئون الاجتماعية ويحتضن فهد الراسي أربعة أيتام (ثلاثة أولاد وبنت واحدة)، أكبرهم يبلغ من العمر 11 عاماً ويقول: «بعد مضي قرابة شهرين، ونحن ننتظر صرف هذه الزيادة، التي حتى هذه اللحظة، لا نعرف هل هي صحيحة أم شائعة»، مضيفاً: «لم يتم نفي هذا الخبر من قبل المسئولين في الوزارة، خاصة أن الكلام منسوب لوزير الشئون الاجتماعية الذي يأتي على رأس الهرم في الوزارة». وأضاف الراسي :»ما يثير شكوكنا نحن أولياء الأمور، أن إعانة الشهر الماضي، قد زادت بمعدل ألف ريال، وعند الاستفسار عن سبب هذه الزيادة، أوضحوا لنا أنها تأتي ضمن أمر أصدره الوزير»، موضحاً «صرنا في وضع محيّر، هل هناك زيادة رسمية ثابتة أم لا»، موضحاً «لو كان الخبر شائعة ومصدره غير صحيح، فلماذا صرفوا لنا هذه الزيادة، وكان من المفترض أن يتم نفيه من قبل، لوضع حدٍ لتلك الشائعات». نهاية شهرين وكشف جمال العابد، أن لديه طفلين من الأيتام، يبلغان من العمر 10 سنوات، ويقول: «تبنيت رعايتهما من دار الحاضنة، بعد أسبوع من العثور عليهما، راجياً الأجر والثواب من عند الله رب العالمين»، موضحاً» ،استبشرت خيراً بقرار زيادة الإعانة، وتأكدت بنفسي من صحة الخبر، من خلال الاتصال على الوزارة في مدينة الرياض، وأكدوا لي أن مبلغ إعانة الأسر الحاضنة لليتّم قد زادت بمقدار ألفي ريال، وأنها سوف تودع في حسابات الأيتام، عندما يتم صرف الإعانة كل نهاية شهرين، وقد مضى أكثر من ثلاثة أشهر ولم يتم إيداع أي مبالغ». دار الحاضنة وأضاف العابد: «سؤالنا على الزيادة، يأتي من منطلق الحرص على تأمين مستقبل هؤلاء الأيتام، الذين يعتبرون أمانة في رقابنا، ومن هنا نتابع كل ما يتعلق بشئونهم من قبل الوزارة، خاصة أن هناك بعض الأيتام بالفعل ظروفهم المادية صعبة، حتى لو كانوا يعيشون مع أسرٍ ترعاهم»، موضحاً «هناك بعض الأسر حالتهم المعيشية سيئة خاصة، عندما يتوفى الأب المُعيل، وما يزيد الأمر صعوبة، أن المرأة التي ترعى اليتيم، لا يمكنها أن تتخلى عنه وإرجاعه إلى دار الحاضنة لأنها تعلّقت به وتعلّق بها».
مصدر: الشئون الاجتماعية حريصة على الزيادة .. و"المالية" ترفض أوضح مصدر مسئول في وزارة الشئون الاجتماعية (فضل عدم ذكر اسمه) أن الوزارة تحرص على رفع المخصصات الشهرية للأيتام، التي تصرف للأسر الحاضنة، من ثلاثة آلاف ريال إلى خمسة آلاف ريال شهرياً»، كاشفاً أنه «تم الرفع بذلك إلى وزارة المالية، من أجل اعتماد هذه الزيادات، إلا أن المالية رفضت هذا الأمر، فتم رفع الأمر للجهات العليا، لأخذ موافقتها على هذه الزيادات». وأكد المصدر أيضا أن «مخصصات الشهرين التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للأيتام من مجهولي النسب، صدرت ضمن حزمة من القرارات الملكية، وتم اعتمادها منذ ما يقارب أربعة أشهر، وقد أودعت كل المبالغ في حسابات الأيتام البنكية، بواقع 700 ريال عن كل شهر، بإجمالي 1400 ريال للشهرين، على اعتبار أن المكافأة لا تصرف إلا كل شهرين تقريباً. كما أفاد المصدر بأن «المسئولين في الوزارة يقدمون كل ما في وسعهم لتسهيل الأمور على الأيتام، واضعين في الاعتبار أنهم يعيشون وضعاً إنسانياً صعباً، وأنهم جزء لا يتجزأ من أفراد المجتمع، فهم أبناء هذا الوطن الكبير مهما اختلفت مكانتهم، لان الواجب الإنساني يحتم علينا مساعدتهم والوقوف بجانبهم».