يتطلع أهالي الاحساء الى محافظتهم بمستقبل مشرق سيكون على شواطئها الجميلة على ساحل الخليج العربي بعد أن بدأت بالعمل الجاد لتلبية رغبة ومتطلبات الأهالي من جميع النواحي والاستفادة من هذه السواحل صناعياً وسياحياً، وعملية التوزيع السكاني، ففي شاطئ العقير تواصل أمانة الاحساء جهودها لاستكمال مشروع تطوير الشاطئ في مراحلة المتقدّمة، والحلم الأكبر والمنتظر هو تحقيق حلم تطوير شاطئ العقير السياحي لبناء مدينة العقير السياحية، بإطلاق شركة العقير بالشراكة بين أمانة المحافظة والهيئة العامة للسياحة وصندوق الاستثمارات العامة وعدد من الجهات الحكومية، ويحلم الاهالي بإعادة تشغيل ميناء العقير القديم وما سيشكّله من نقله كبيرة على المنطقة، مروراً بمدينة سلوى الاقتصادية التي تم الإعلان عنها والتي ستشهد مشروع مدينة سلوى الصناعية وهي تقع على الساحل، وبمساحة 300,000,000 متر مربع والتي ستحقق تطلعات رجال الصناعة وطموحاتهم المستقبلية للاستثمار فيها واليوم تتواصل الجهود والتطلعات بأمنية وحلم تحويل منطقة رأس أبو قميص الواقعة على ساحل الخليج العربي لتكون هي الأخرى مدينة اقتصادية استثمارية مستقبلاً نظراً لتوافر المقوّمات المساعدة فيها خصوصاً بعد زيارة وفد من الغرفة التجارية لها مؤخراً وبحث إمكانية الاستفادة منها. صورة جماعية لمسئولي وفد الغرفة التجارية بالأحساء خلال زيارة رأس أبو قميص (اليوم) ويقع شاطئ رأس أبوقميص شرق مدينة الهفوف على بعد 280 كلم تقريباً، وهو يتبع إدارياً لمركز سلوى المنفذ السعودي الحدودي مع دولة قطر الذي يتميّز بشاطئه الجميل ووفرة صيد الأسماك فيه مما جعل الكثير يؤكدون على نجاحه وتميّزه مستقبلاً من جميع النواحي لتوافر كافة المقوّمات ويشرف عليه قيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية. «اليوم» استطلعت آراء بعض المسئولين حول إمكانية الاستفادة من هذه المنطقة. في البداية يؤكد المهندس صالح العفالق رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء أن هناك جهوداً تنسيقية تبذلها الغرفة بالتعاون مع بعض الجهات المعنية لبحث إمكانية الاستفادة من منطقة رأس ابوقميص، حيث توقع العفالق أن تكون منطقة رأس أبو قميص الأنسب لاستيعاب مدينة اقتصادية استثمارية في المستقبل في الوقت الذي يجري العمل على مشروع سياحي ضخم في ميناء العقير المطل على سواحل الخليج العربي والقريب من منطقة الأحساء، وذلك استناداً إلى ما يتوافر فيها من مقوّمات اقتصادية ومعدل نمو سكاني مرتفع مما يجعل الأحساء تعدّ المرشّح الأبرز لاحتضان هذا المشروع الضخم. وقال العفالق إن هناك عدداً من النتائج الأولية لتلك الزيارة والفرص الاستثمارية التي يمكن تنفيذها بتلك المنطقة ولعل ابرزها أن المنطقة ذات موقع جغرافي يؤهلها لأن تكون منطقة حرة مستقلة باستثماراتها بوجود ميناء يخدم منطقة دول الخليج المطلة والقريبة على رأس ابوقميص (قطر، الامارات)، أيضاً وجود نوعيات وكميات تجارية ضخمة من الأسماك تؤهله لعمل مشاريع استثمارية في مجال صيد الأسماك واستزراعها، كما يمكن عمل سوق خاص بالأسماك في تلك المنطقة، وإقامة منتجعات سياحية تخدم السائح السعودي والسائح الخليجي والعربي. وأشار العفالق إلى أن وفداً من الغرفة قام مؤخراً بزيارة منطقة رأس ابوقميص والتي تقع على الحدود السعودية القطرية وتأتي هذه الزيارة بالتنسيق مع قيادة حرس الحدود في المنطقة، حيث التقى الوفد خلالها بالرائد خالد بن رجاء العتيبي قائد قوة سلاح الحدود بالمنفذ والذي قدّم شرحاً وافياً عن المنطقة. وقال إن هذه المنطقة تتميّز بوجود مساحات كبيرة من الأراضي إلا أن الأنشطة الموجودة هناك تتمثل في صيد السمك. وأضاف فهد خالد القحطاني رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالاحساء ورئيس اللجنة الصناعية في الغرفة: تمثل منطقة رأس أبو قميص موقعاً هاماً كونه يتوسّط ثلاث دول تتمتع بالنشاط الاقتصادي الكبير هي المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات، وتتميّز بقربها من الأسواق العالمية وتعتبر منطقة حرة وتطلعاتنا لها كبيرة جداً بأن يكون الاستثمار فيها كبيراً جداً خصوصاً أنها ستكون بين ثلاثة رؤوس أموال في الخليج العربي والجميع سيتطلع لها بشغف كبير وستكون رافداً من روافد الصناعة ومتطلباتها، مؤكداً على أن أي صناعة أو تجارة في هذه المنطقة ستنجح وستخدم السوق كثيراً، وقال: في هذه المنطقة ستفتح المجالات الكثيرة لعملية التوظيف أمام الشباب السعودي الطموح، كما أنها تعتبر فرصة سانحة لعملية توزيع البنية السكانية، حيث إن مثل هذا الساحل يحتاج إلى توزيع سكاني لتكون مدينة صناعية متكاملة. وقال عبداللطيف العفالق رئيس اللجنة السياحية في غرفة الاحساء والرئيس التنفيذي لشركة الاحساء للسياحة والترفيه إن منطقة رأس أبو قميص ومن خلال الزيارة التي قمنا بها من خلال التصوّر لها اتضح لنا أنها مكان مناسب سياحياً وإقامة منتجع سياحي على مستوى عالٍ نظراً لتوافر الإمكانيات التي تساعد على ذلك في منطقة ضيقة وتتميّز بساحلها الجميل النظيف وصفاء الشاطئ وزرقة المياه الجميلة جداً، وتميّزها بالتكوينات الرملية المواجهة للشاطئ وأيضاً الأهم من ذلك كله قربها للاحساء والمناطق الحدودية، وهذا الشاطئ من الممكن أن يتحوّل إلى منتجع كبير والى نشاط سياحي فعّال، خصوصاً انه سيستهدف أبناء هذا الوطن من المناطق القريبة وأيضاً أبناء دول الخليج وهي أمنية كبيرة في أن تجد هذه المنطقة نصيبها من الاهتمام السياحي.