أكد الناطق الاعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي القرشي ، سقوط 4 اشخاص من المعتمرين نتيجة التدافع الذي حدث اثناء غسيل الكعبة المشرفة امس، وتلقى ثلاثة منهم العلاج بالموقع، بينما نقل الرابع للمستشفى عن طريق الهلال الأحمر وتلقى العلاج اللازم وغادر المستشفى ولله الحمد، نافيا في الوقت نفسه ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، حول انتحار 3 اشخاص اثناء غسيل الكعبة، داعيا الى تحري الدقة والمصداقية في نشر الاخبار والحصول عليها من المصادر الرسمية بعيداً عن الشائعات. من جهته أوضح الخبير النفسي ومدير مستشفى الطائف سابقا الدكتور رجب بريسالي، أن ما حصل من وقوع اصابات بسيطة امس داخل المسجد الحرام له علاقة بالانتحار بتاتا، مفسرا ذلك بأنه نتيجة حتمية لما أثبتته بعض الدراسات النفسية الحديثة من التأثير النفسي العميق لبعض من تكون عنده قابلية للاصابة ببعض الاضطرابات النفسية عند مشاهدته وبشكل مفاجئ لمجسم أو معلم اسلامي له وقع روحي عميق في نفس المسلم أي مسلم كان، ونتيجة لهذا المشهد المهيب لا يستطيع بعض الناس تحمله عاطفيا ونفسيا مما يسبب حالة مفاجئة وحادة من التلبك والارباك النفسي وعدم الاتزان العاطفي في المحتوى والتفكير، وحدوث هزة نفسية حادة يمكنها أن تظهر في صورة أعراض ذهانية حادة أو حالة من عدم الاتزان العاطفي والنفسي نتيجة اللهفة الجامحة في رؤية الكعبة من الداخل، وينجم عن ذلك تدافع وارباك لانسيابية الحركة وتحدث مثل تلك الحوادث المؤسفة، كما ان هناك تفسيراً آخر يرتبط ببعض المفاهيم الدينية الخاطئة عند البعض، والتي قد تكون سببا في عملية التدافع كمفهوم دخول الجنة أو حصول الشفاعة المحمدية عند المشاركة في غسيل الكعبة المشرفة، وعندئذ تكون رغبة الكل في المشاركة ونيل هذه الفضيلة ويقع التزاحم والتدافع.في الأثناء، تواصل فريق عمل "اليوم" مع المصابين في الحادثة، إذ تحدثوا إليهم وكانوا مذهولين، فقد حماهم الله في بيته العتيق من موت محقق لأطفالهم الذين لم يتجاوز عمرهم السنتين في منطقة الزحام خوفاً عليهم من السقوط والاختناق، وتزامن ذلك مع صراخ أمهاتهم بقوة جراء رؤيتهن المشهد الدموي أمامهن في منطقة الزحام. وأوضح المصاب الباكستاني زين غلام بروعي (44 سنة) أنه قدم فجر أمس الأول لأداء مناسك العمرة، وقال: "نجوت من موت محقق، لكن رأيت في الوقت نفسه لحمة المسلمين خلال التدافع وهم يحاولون جاهدين حماية أطفال وتناقلهم من فوق رؤوس المعتمرين الذين توقف بهم الزحام مدة 90 دقيقة أثناء غسيل الكعبة، الأمر الذي أسهم - بشكل كبير - في حالات دهس عدد كبير تخوفا منهم في عدم الخروج والاختناق". مفيدا بأنه لم ير أي حالات سقوط من الأعلى مثلما يذكر بعض المعتمرين، وأن الحالات التي بها دماء هي لحالات عانت إعياء وإرهاقا ودهسا من معتمرين يريدون الخروج نحو اتجاه معاكس لمعتمرين قادمين. وأضاف: "انتظرت بمكاني حتى حضر رجال الأمن الذين أسهموا بشكل كبير في احتواء الأزمة والاسهام في نقل الأطفال، وفك الطريق الى موقع الزحام خلال دقائق معدودة من ساعة الحادثة واحتواء المصابين ومعالجتي أنا وثلاثة من المصابين أحدهم نقل الى مستشفى أجياد العام بمكةالمكرمة ولم نعرف عنه شيئا وكان يعاني نزيفا من الأنف". وقال شقيقه المصاب أيضا مظفر (54 سنة): "كنت قلقاً على أخي زين لحظة الزحام الذي أفجع العديد من المعتمرين الذين رووا المشهد المفجع، ورغم أنني زرت البيت العتيق أكثر من ست مرات، لكن هذه هي المرة الأولى التي رأيت فيها الموت المحقق وخوفي من عدم عودتي إلى أبنائي في باكستان". وأضاف: "اتصلت على أبنائي الستة بعد الحادثة لاطمئنهم على سلامتي كون نبأ الحادث وصل إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي". مشيرا الى ان منطقة الزحام كانت ضيقة جداً، وهذا أسهم في حالات اختناق ودهس بشكل ملحوظ.