فغر فاهي واتسعت حدقتا عيني وارتجفت طبلتا أذني عندما علمت أنه سيذهب إلى المجر لدراسة الطب، وستشاركونني طقوس الذهول السابقة إذا عرفتم أن جامعة الملك فيصل والتي تدرس الطب لا تبعد عن منزله إلا خمس دقائق سيارية. لنتجرد من عواطفنا قليلا وارموا بالعبارات والجمل المخملية المنمقة جانبًا ولنسلط الضوء على هذه السكتشات: حتى نستثمر المال والوقت المصروفين هناك ينبغي للمبتعث أن يدرس تخصصًا غير موجود في البلد حتى يكون نافعًا لها بعد عودته، أو على الأقل تخصص تميزت به البلدة المستضيفة - أكد (تركي الظفيري) مذيع في قناة المجد وهو أحد المبتعثين لبريطانيا في مقابلة معه عبر برنامج (يومٌ جديد) على نفس القناة: تنصّر أربعة مبتعثين خليجيين العام الماضي، كما أضاف أنه قابل مبتعثًا وقال له: إن لم تقنعني بديني سأذهب وأتنصر!! (كتاب الابتعاث تاريخه وآثاره.. د. عبدالعزيز البداح ص 35). - (بتهمة اغتصاب طالبة أسترالية في ليلة تخرجه!!! مبتعث يخضع للمحكمة). ومع هذه المقاطع التي ربما فيها مبالغة أو محاولة للتركيز على تشويه ملامحنا.. تغضبني تلك العبارة التي تتردد من بعض أولياء الأمور (نحن نثق في أبنائنا!!) كلام عجيب وغريب، أيوجد والدٌ لا يثق في عياله؟ لم يجر أبناءنا لتلك المصائب إلا أمثال هذا الفكر الاسفنجي، ألم يفكروا في أصحاب السوء، الغربة، غياب الرقابة، وسيدهم إبليس؟.نقطة أخرى، حتى نستثمر المال والوقت المصروفين هناك ينبغي للمبتعث أن يدرس تخصصًا غير موجود في البلد حتى يكون نافعًا لها بعد عودته، أو على الأقل تخصص تميزت به البلدة المستضيفة، فالطب الألماني والأمريكي والكندي نعرفه أما الهنغاري!! إنني أناشد المهتمين والمسؤولين بضبط أكثر لبرنامج الابتعاث، ويا حبذا أن يكون التركيز على طلاب الماجستير أو الدكتوراة ولو وضع ضوابط مثل أن يكون متزوجًا، ويقلص ابتعاث خريجي الثالث الثانوي ويا ليت أن يشترط عليهم السفر برفقة أحد والديهم أو مرشد أكاديمي يشرف على مجموعة، المهم ألا يترك الحبل على الغارب، فهؤلاء ذهبوا وهم يريدون أن يحملوا وطنهم على أكتافهم فلا نريدهم بعد الرجوع أن يكونوا عالة وعبئًا على عاتق الوطن.