تزداد قضية الطائرة الماليزية المفقودة تعقيداً يوماً بعد آخر مع استمرار اختفائها وفشل أكثر من عشرين دولة في الوصول إلى أي أثر يدل عليها أو قطعة من حطامها، حيث دخلت عمليات البحث مرحلة جديدة ببدء السلطات الماليزية التحقيق مع مجموعة يعتقد أنها إرهابية، وأنها وراء اختفاء الطائرة، وذلك بعد الكشف عن شحنة غامضة مكونة من 2.3 طن كانت على متن الطائرة دون أن يتم تقييدها ببيان جمركي ومن دون أن يعلم المحققون ما مضمونها، وهي الشحنة التي يمكن أن تقود التحقيقات إلى مسار جديد بالكامل، وتعهدت أستراليا والصين وماليزيا امس باستمرار البحث عن الطائرة. وبهذه المعلومات يكون فريق التحقيق قد عاد إلى فحص نظرية أن تكون الطائرة قد اختفت نتيجة عمل إرهابي مدبر وتم تنفيذه بإتقان. مجموعة من 11 فرداً وكشفت جريدة «ديلي ميل» البريطانية أن مجموعة يُعتقد أن لها ارتباطاً بتنظيم القاعدة وتضم 11 عنصراً تم إلقاء القبض عليهم جميعاً في العاصمة الماليزية كوالالمبور وتم إخضاعهم للاستجواب، لمعرفة ما إذا كانوا يقفون وراء اختفاء الطائرة الماليزية. وجاءت هذه الاستجوابات - بحسب الصحيفة البريطانية - بعد أن طلب فريق التحقيق الدولي من السلطات في ماليزيا التحقيق بشكل مكثف بشأن الطائرة مع كل عسكري في البلاد يتراوح عمره بين 22 عاماً و55 عاماً بما في ذلك الطلبة وأصحاب الأعمال والأرامل. وتقول «ديلي ميل»: إن شهرين من البحث المكثف عن الطائرة الماليزية المفقودة، كلف مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، ولكن بلا جدوى، فيما لا يزال الاعتقاد السائد هو أن تكون الطائرة قد تحطمت في المحيط الهندي، وقضى جميع من كانوا على متنها، وعددهم 239 شخصاً. وقال ضابط في إدارة مكافحة الإرهاب الماليزية: إن الاعتقالات تمت على خلفية احتمالات أن يكون اختفاء الطائرة مرتبطاً بعمل إرهابي. وأضاف الضابط: «احتمالية أن تكون الطائرة قد تم تحويل مسارها من قبل مسلحين لا يزال يتصدر قائمة الاحتمالات التي وضعها المحققون الدوليون الذين طلبوا تقريراً مفصلاً ومكثفاً عن المجموعة التي تم اعتقالها». وتابع: «في المقابلات التي أجريت مع عناصر المجموعة اعترف بعضهم بالتخطيط لحملات إرهابية مستمرة في ماليزيا، إلا أنهم نفوا أي علاقة لهم باختفاء الطائرة». وكان مسلم بريطاني على ارتباط بتنظيم القاعدة، وهو ساجد بدعت، قد اعترف أمام محكمة أميركية أنه سلم حذاء مفخخاً لماليزيين كانوا يتدربون معه في معسكر تابع للقاعدة في أفغانستان قبل سنوات. وأضاف: «أعتقد أن من بين المجموعة الماليزية شخصاً يعمل طياراً أو مساعد طيار، ولديه قدرة على دخول غرف قيادة الطائرات». وعادت احتمالات العمل الإرهابي، عندما اكتشف المحققون أن الطائرة كانت تحمل مواد يبلغ وزنها نحو 2.3 طن دون أن يتم إدراجها في البيان الجمركي، فيما رفضت الخطوط الماليزية الإفصاح عن هذه المواد، أو أنها ربما لا تعرف أصلاً ما هي هذه الحمولة غير الشرعية على متن الطائرة الشحنة الغامضة وبحسب المصادر القريبة من التحقيقات، فإن الشكوك والأسئلة تزايدت لدى فريق التحقيق الدولي بعد أن رفضت الخطوط الماليزية الإفصاح عن تفاصيل تتعلق ب2.3 طن من المواد المشحونة على متن الطائرة المفقودة، وهو ما أعاد إلى الواجهة احتمالات أن تكون الرحلة (MH370) قد كانت ضحية لعمل إرهابي متعمد ومدبر. وعادت احتمالات العمل الإرهابي عندما اكتشف المحققون أن الطائرة كانت تحمل مواد يبلغ وزنها نحو 2.3 طن دون أن يتم إدراجها في البيان الجمركي، فيما رفضت الخطوط الماليزية الإفصاح عن هذه المواد، أو أنها ربما لا تعرف أصلاً ما هي هذه الحمولة غير الشرعية على متن الطائرة. وبحسب ما اكتشف المحققون، فقد كان على متن الطائرة4.566 طن بضائع، تشمل المانجا والفواكه المختلفة، إضافة إلى بطاريات ليثيوم سريعة الاشتعال التي كانت في شحنة منفصلة يبلغ وزنها الإجمالي 2.453 طن، ليتبين أن بطاريات الليثيوم يبلغ وزنها 200 كيلوغرام فقط، بينما لا يعلم المحققون حتى الآن مضمون 2.253 طن من الشحنة المشار إليها. شركة للبحث وفي السياق، قال مسؤولون من أسترالياوماليزيا والصين، امس: إنه من المقرر أن تشارك الِشركات الخاصة في عمليات البحث عن الطائرة الماليزية التي يعتقد أنها سقطت في المحيط الهندي. وقال وزير النقل الاسترالي وارين تروس للصحفيين عقب اللقاء الثلاثي: «نبحث طرح مناقصات لمشاركة وقيادة شركة واحدة في الانشطة الجديدة لعملية البحث هذه». ووفقا لأحدث إحصاء، فقد جرت 334 رحلة بحث جوي كما تم تمشيط 5ر4 مليون كيلومتر مربع من سطح المحيط فضلا عن 400 كيلومتر مربع من قاع المحيط. ومن المقرر أن يلتقي خبراء الطيران ومحققو الحوادث في العاصمة الاسترالية يوم غد الاربعاء لتقديم مقترحات عن الشركات الخاصة المعنية. وتم تحديد منطقة بحث جديدة تحت سطح البحر بطول 700 كيلومتر وعرض 80 كيلومترا لتعمل بها الشركات الخاصة التي ستكون مزودة بغواصة لها قدرة على الغوص لاعماق اكثر من الغواصة «بلوفين-21» المستخدمة حاليا. صعوبات البحث من جهته، بين الخبير البحري، مايكل ماكارثي، الذي تمكن وفريقه من العثور على السفينة الأسترالية الحربية «أم أتش سيدني» التي غرقت وطاقمها المكون من أكثر من 600 شخص قبل 60 عاما، أوجه الشبه مع جهود البحث في المنطقة ذاتها عن الرحلة الماليزية المفقودة رقم 370. وقال ماكارثي في تصريح لCNN : «أجهزة السونار ستقوم بإجراء مسح ذهابا وإيابا للمنطقة المرغوبة تماما كما هو الحال في آلة جز العشب إلى حين الوصول إلى ركام أو حطام». وألقى الخبير الضوء على أن هذه العملية «تحتاج إلى وقت حتى وإن كنت تعلم بالضبط البقعة التي تريد البحث فيها عن الحطام،. وقال ماكارثي: إن الصعوبات تتمحور في نطاق ومساحة البحث الضخمة إلى جانب العمق بالإضافة إلى التيارات البحرية وهي كلها ذات العوامل التي واجهتنا في عمليات البحث عن السفينة الأسترالية طوال 25 عاماً.