أعلن منسق العمليات الدولية للبحث عن الطائرة الماليزية الأسترالي أغنوس هوستون أن عمليات البحث عن الرحلة 370 قد تستغرق ما بين 8 إلى 12 شهرًا. في حين طلبت السلطات الماليزية من أهالي ركاب الطائرة الذهاب إلى منازلهم، بعد أن أغلقت مركز المساعدة الذي كان يتجمع فيه ذوو المفقودين، فيما أعلن عالم آثار بريطاني متخصص بالبحار أنه «عثر على حطام الطائرة» في مكان يبعد عن منطقة البحث أكثر من 4800 كيلو متر قرب فيتنام، وتستضيف أستراليا اجتماعًا مع ماليزياوالصين الأسبوع الحالي لتحديد الطريقة التي ستمضي بها عملية البحث عن الطائرة. إغلاق مركز المساعدة وبدأ أهالي الركاب بالصراخ والعويل في أحد فنادق العاصمة الصينيةبكين، بعدما أعلنت الخطوط الجوية الماليزية إغلاق مركز المساعدة الذي كانوا يتجمعون فيه على مدى أسابيع، وطلبت منهم بشكل واضح الذهاب إلى منازلهم. ويعني إغلاق هذه المركز أنه لن يكون هناك إيجاز يومي لوسائل الإعلام وأهالي الركاب، ما أثار موجة من اليأس والقنوط لمئات الأشخاص الذي سمعوا هذا النبأ في فندق ليدو ببكين، وصرخ أحدهم: «ماذا يمكننا أن نفعل؟»، فيما جثا آخرون على ركبهم أمام الشرطة الموجودين لحفظ الأمن في غرفة المؤتمرات في الفندق. وقالت الخطوط الماليزية الخميس: إنها ستبدأ إجراءت تعويض متقدمة فيما يخص ورثة ركاب الطائرة المفقودة، لمساعدتهم في مواجهة احتياجاتهم الاقتصادية الفورية. الحطام قرب فيتنام وقال الباحث وعالم الآثار البريطاني تيم أكيرز (56 عامًا): إنه تمكن من تحديد حطام من المحتمل أن يكون للطائرة الماليزية المفقودة، وذلك بالقرب من شواطئ فيتنام، على بعد أكثر من ثلاثة آلاف ميل (4800 كيلو متر) من منطقة البحث الحالية، وعلى بعد نحو 1000 ميل (1600 كيلو متر) فقط من النقطة التي فقدت فيها الطائرة اتصالها بالأرض. وتكتسب المعلومات التي كشف عنها أكيرز أهمية استثنائية؛ لأنه أمضى عدة سنوات في البحث بأعماق البحر على شواطئ مدينة بيرث الأسترالية بحثًا عن سفينة تعود الى الحرب العالمية الثانية ويسود الاعتقاد أنها غرقت هناك، وهي نفس منطقة البحث الحالية عن الطائرة الماليزية المفقودة. وتأتي هذه المعلومات الجديدة بعد يومين فقط على إعلان شركة أسترالية أنها عثرت على حطام في خليج البنغال ربما يعود للطائرة المفقودة، وهي شركة عالمية متخصصة في أعمال التنقيب عن النفط والثروات المعدنية ولديها تكنولوجيا متطورة وفريق من العلماء المتخصصين، وهو ما يعني أن عالم الآثار المشار إليه يعزز احتمالية أن يكون فريق البحث يعمل في المكان الخطأ منذ أسابيع طويلة. ونقلت جريدة «ديلي ميل» عن أكيرز قوله: إنه «حدد ما يعتقد أنه جزء من ذيل الطائرة المفقودة قرابة شواطئ فيتنام»، وهو ما يدعم ادعاء سابقًا قبل أيام أيضًا جاء على لسان الطيار الأمريكي السابق مايكل هيوبيل الذي قال: إنه حدد مكان حطام الطائرة بالقرب من شواطئ تايلند، وهي نفس المنطقة تقريبًا التي يتحدث عنها عالم الآثار البريطاني. وبحسب أكيرز فإنه تمكن من تحديد أجسام ليست سوى أجزاء من الطائرة في نفس المنطقة التي كان عمال نفط قد أبلغوا السلطات الفيتنامية أنهم شاهدوا فيها الطائرة تهبط من السماء وهي تحترق، وأضاف: «إن الفكرة الأقرب للتصديق هي أن تكون الطائرة قد سقطت في جنوبي بحر الصين، وليس جنوب المحيط الهندي». وتمكن أكيرز من الحصول على صور عبر الأقمار الصناعية يقول: إن الأجسام الظاهرة فيها تعود لذيل وأجنحة طائرة، إضافة الى نافذتين لطائرة أيضًا، وإن هذه القطع ربما تكون أجزاء من حطام الطائرة الماليزية المفقودة. حطام مختلف وفجر العالم البريطاني أكيرز مفاجأة جديدة عندما قال: إن المشكلة في منطقة البحث الحالية في جنوب المحيط الهندي أنها مليئة بالحطام أصلًا، وهو حطام يعود إلى العام 2004 عندما حدث «تسونامي» كبير جرف خلاله المحيط الكثير من الحطام، بمواد مختلفة وألوان متعددة. وأشار الى أن الحطام الذي يظهر في الصور المسحية بمنطقة البحث الحالية دائمًا ما يظهر ويسبب إزعاجًا للباحثين، لكنه يعود الى «تسونامي 2004»، وليس للطائرة المفقودة. وأضاف إن «الحقيقة الثابتة لدينا هو أنه لا يوجد حطام ناتج عن طائرة محطمة تم العثور عليه في أستراليا، سواء في البحر أو الأرض أو على الشواطئ». وبحسب أكيرز فإنه في جنوبي بحر الصين يوجد شهود، ويوجد حطام، وتم العثور على وقود طائرات، وهو ما يعزز فرضية أن القطع التي تم تحديدها عبر الصور تعود للطائرة الماليزية المفقودة. ويتابع: «لا توجد احتمالات أخرى لما ظهر في الصور؛ لأن أجزاء الطائرة مميزة جدًا». ويؤكد أكيرز أن «المنطقي هو أن على السلطات أن تقوم بالبحث في تلك المنطقة بواسطة طائرات تحلق على ارتفاع منخفض، إضافة إلى فحص سطح البحر بواسطة سفن حربية، لكنها لم تفعل ذلك، وهذا غريب جدًا». اجتماع ثلاثي وفي السياق تستضيف استراليا اجتماعًا مع ماليزياوالصين الاسبوع المقبل لتحديد الطريقة التي ستمضي بها عملية البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة في الرحلة الجوية رقم «إم.إتش.370» طبقًا لما ذكرته قناة «إيه.بي.سي» التلفزيونية الاسترالية أمس الجمعة. ويأتي الاجتماع الذي سيعقد في كانبرا والذي أعلن عنه أنجوس هوستون المارشال المتقاعد في سلاح الجو الأسترالي ورئيس مركز تنسيق عمليات البحث الاسترالية في أعقاب قرار صدر هذا الاسبوع لتقليص حجم عمليات البحث في المحيط الهندي التي لم تتوصل حتى الان إلى أي مؤشر بشأن موقع الطائرة الماليزية. وذكر المارشال هوستون الذي يقوم بزيارة قصيرة إلى ماليزيا «إنه اجتماع مهم للغاية نظرًا لأنه سيشكل الطريقة التي سنمضي بها قدمًا لضمان استمرار عملية البحث بشكل سريع وبدون توقف في أي مرحلة». وقال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين الذي تحدث إلى الصحفيين إلى جانب هوستون: إنه سيحضر الاجتماع. وذكر مسؤولون مؤخرًا أنه ربما تكون هناك حاجة لوسائل أكثر تعقيدًا من أجل عملية البحث التي لم تؤت بثمارها حتى الآن في قاع المحيط الهندي عن حطام السفينة.