لم تعد الشعوب بمجملها غافلة عما يجري على ارجاء هذه البسيطة, فقد اضحى التنقل يسيرا بسبب وسائل النقل المريحة مما جعل البقاع بأممها وتضاريسها ومناخها كتابا مفتوحا. نعم يكفي ان ازور منطقة ما من العالم فأطلع على احوالها اطلاعا يغنيني عن مجلدات كتبت عنها, بل انني ببساطة استطيع ان اميز الصدق في تلك الكتابات من عدمه, اذ كما هو معلوم ان من رأى ليس كمن سمع او حتى (قرأ) انطلق من هنا, لأوجه عتابا رقيقا (ولا مانع من شيء من قسوة بغية المصلحة والسمعة الوطنية) لوزارة المواصلات ولبلدية الاحساء فأقول: حجاج دول الجوار ومعتمروهم, وكذا السياح الذين تستهويهم المنطقة او غيرها من مناطق مملكتنا السياحية التي اضحت علما على نار في عالم السياحة النظيفة والبريئة عندما يتوافدون على هذه البلاد الطاهرة برا فإن اول ما يقع عليه نظرهم طريق سلوى, وهو طريق يجمع من ارتاده من اهلينا انه لا يتناسب ومكانتنا الدولية وامكاناتنا المالية فالطريق مع كثرة عبور السيارات عليه ومنها شاحنات كبيرة, ضيق جدا وغير مستو في اجزاء كثيرة منه وقد سجلت حوادث مريعة فيه راح ضحيتها ابناء كنا نرجو نفعهم وذخرهم واخوة كنا نأمل رجوعهم الى اهليهم سالمين ودعاءهم لنا في ظهر الغيب وانا كمواطن في هذا البلد اتمنى الا يرى الزائرون الا كل ما يسر, لذا تراني لا امل من المطالبة من مسئولينا الكرام ان يولوا هذا الطريق الأهمية اللائقة بحجم منافعه!.. وارجوهم مخلصا ان يجعلوا من هذا الطريق جنة للعابرين, وهو امر لا اظن انه عسير على المخلصين, لابد من توسعة الطريق ليكون بعدة مسارات وسفلتته بطريقة مهنية صحيحة وكذا انارته, مع توفير كافة الخدمات اللازمة على جانبيه (استراحات ودورات مياه) وان تكون على مستوى جيد من التصميم والنظافة التي لابد من التأكيد عليها فما يرى حاليا من قذارة مثل تلك الأمكنة شيء يؤلم القلب ويؤذي العين ولا يمكن تخيل وجود مثيل له الا في اشد البلاد بؤسا وفقرا!! اقول كل ذلك مطلوب حتى تتحسن الصورة البائسة التي فرضها واقع الحال, وانا عندما اخاطب وزارة المواصلات فإنني بالتأكيد اخاطب مسئولين ذوي حس وطني لا يرضيهم ان ترمى بلادهم بسوء وان نكون محل تندر القادمين, كما ان هذا التجميل الذي ننشده يعد دعاية لسياحتنا الداخلية نخاطب بها جمهرة شعوب مجاورينا من الخليج الذين قدموا من بلاد مترفة ومعلوم ان الزائر لا يرضى ان يقيم في بلد لا يتوافر فيه مثل ما هو متوافر في بيته او اكثر. اما بلدية الاحساء فما ادري ما يقال لها وقد جف القلم من كثرة الكتابة عن رداءة طرق احياء المحافظة وسوء تخطيطها وهي كما نعلم اول مدينة يدخلها الزائر من بعض دول الجوار, فهل يرضيهم ان ينقل القادم تلك الصور البائسة عن اوضاع المحافظة؟