يراهن الاقتصاديون في ألمانيا على اندفاع المستهلكين الالمان في الانفاق الاستهلاكي خلال موسم عطلات رأس السنة التي ستبدأ بعد أيام في توفير بداية قوية للاقتصاد الالماني في العام الجديد. والحقيقة أن ارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار يضغط بقوة على الصادرات الاوروبية خاصة الالمانية في الاسواق العالمية مما جعل الامل في إنعاش الاقتصاد الالماني أكبر الاقتصاديات الاوروبية معقودا على المستهلكين الالمان الذين قلصوا إنفاقهم الاستهلاكي خلال السنوات الثلاث الماضية مما ألقى بظلال كثيفة على اقتصاد البلاد الذي عانى الركود وبدأ رحلة الخروج من دائرة الركود خلال العام الحالي. يقول هوبرتوس بلينجهار المتحدث باسم اتحاد تجار التجزئة الالماني إن المتاجر استعدت لاستقبال المستهلكين الالمان لشراء احتياجات موسم نهاية العام. بالفعل انطلق المستهلكون في الانفاق بشدة حيث كان يوم السبت الماضي هو السبت العظيم بسبب الانتعاش الكبير الذي شهدته الاسواق الالمانية. وقال بلينجهار: بالنسبة للكثيرين كان أفضل يوم من حيث المبيعات على مدى عام. ويتوقع بلينجهار نمو مبيعات متاجر التجزئة في موسم رأس السنة الحالي بنسبة 3ر1 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ويعني هذا احتمال ارتفاع مبيعات الموسم إلى مليار يورو( 34ر1 مليار دولار) ليصل إجمالي الانفاق الاستهلاكي في ألمانيا خلال الموسم إلى 70 مليار يورو. وكانت البيانات الرسمية التي صدرت مؤخرا قد رصدت زيادة في مبيعات التجزئة في ألمانيا خلال شهر أكتوبر الماضي بنسبة 3.2 في المئة. كما توقع مركز جي.إف.كي للابحاث الاقتصادية زيادة ثقة المستهلكين خلال ديسمبر الحالي في ظل زيادة رغبة المستهلكين في الانفاق إلى أعلى مستوى خلال ثلاث سنوات لتمهد الطريق أمام بداية قوية للاقتصاد الالماني في العام الجديد. في الوقت نفسه سجل الناتج الصناعي الالماني وطلبات قطاع التصنيع نموا غير متوقع خلال الشهور الماضية مما أنعش الآمال في تحسن الاقتصاد الالماني بعد تراجع معدل نمو الاقتصاد إلى 1.0 في المئة خلال الربع الثالث من العام الحالي نتيجة ضغط الصعود القياسي لاسعار النفط العالمية على نمو الاقتصاد الالماني. كما يتوقع اتحاد منتجي السيارات الالماني نمو المبيعات المحلية خلال العام المقبل لاول مرة منذ عام 1999. ورغم ذلك قال بلينجهار إن التحسن الذي تشهده مبيعات موسم رأس السنة جاء في وقت متأخر بحيث لن يسمح لقطاع مبيعات التجزئة بالخروج من دائرة الانكماش حيث يتوقع الاتحاد تراجع المبيعات خلال العام الحالي ككل بنسبة 5ر0 في المئة. وأخيرا يرى المحللون أن الطفرة التي تشهدها مبيعات موسم رأس السنة يمكن تمثل أساسا قويا للاقتصاد الالماني في العام الجديد.