لم تعد هزيمتنا امام البحرين من وجهة نظري مشكلة وطنية، وليس لخروجنا من بطولة كأس الخليج تداعيات تستحق المتابعة، في ظل هجمة شرسة فوجئنا بها من اناس اسقطوا الاخلاق من حساباتهم واعتلوا مقاعد ليست مقاعدهم وتجاوزوا حدود العقل والمنطق لينالوا من وطن بحجم المملكة العربية السعودية ومن شعب لم يروا منه الا الحب والاحترام. وكأنهم كانوا يبحثون عن فرصة ليسلطوا اسلحتهم ووقاحتهم وسقوطهم الاخلاقي والادبي والرسمي للنيل منا جميعا، ارضا وشعبا ووحدة وجيرة وقرابة واخوة.. وكأنما كانوا بانتظار ما حدث، وكأنهم جاهزون لسيناريو وضعوه قبل الحدث. فتحاور الاثنان وورطا معهما اعلاميا بارزا في مملكة البحرين، لم يصدق ما يسمع ولم يعرف كيف يتعامل مع الموقف الذي وضعاه فيه، فتحول الضيف الذي فاز منتخب بلاده من عريس الى شاهد صامت، فلم يتكلما عن فوز البحرين ليتكلم، بل تحدثا عن المملكة ارضا وشعبا ووحدة وهي امور اكبر منهما ومن الذين وظفوهما ومنحوهما هذه السلطة المطلقة للحديث والاساءة والتشكيك للوطن واهله ورموزه. فتحدثا بلا رقيب او حسيب، وبلا رادع بينهما بالغي الذي هما فيه وبخطر ما يقولان او يتحدثان لقد شطح احمد السليطي كما شطح في سنوات الغفلة التي طلع علينا بها في الرياض وتشمت خالد جاسم وفتح المجال للحاقد الساقط المحرض لينال من وطننا واهلنا في الغرب والشرق، الى ان تحول حديثه من حديث الى (هذي) لم يعد الانسان العاقل معه يصدق ان مثل هذا الكلام يقال عبر فضائية عربية فما بالك بفضائية خليجية وعلى ارض تستضيف اهل الخليج وكلنا يعرف ماذا تعني الضيافة في العرف العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، حتى انه اصبح يقول (انني وانني وانني....) ونحن لانفهم من انت ايها السليطي (السليط) ومن تمثل حتى تطلب ان تغادر السعودية كأس الخليج ان هي ارادت وان تتحدث باسم اهل الخليج واتحاداتهم الرياضية ولجانهم الاولمبية ووزراء شبابهم؟ انت لاشيء، ولم تكن في يوم من الايام على خارطة الرياضة الخليجية حتى تتكلم وتسيئ وتحرض! رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، اما الذين يتجاوزون حدودهم ويسيئون لضيوفهم واهلهم فلا يستحقون منا الا الشفقة لانهم مساكين وجدوا انفسهم في لحظة غفلة يتكلمون على الهواء في محطة هي امتداد لمحطة (عدوة) لكل ماهو سعودي اسمها (الجزيرة). وأنا ومثلي ملايين السعوديين نظل نعتبر اهل قطر هم اهلنا وامتداد لنا، وكرامتهم كرامتنا ولانعتبر السليطي وخالد جاسم وقناتهما (المشبوهة) الا نشازا في المجتمع القطري الذي يرفض ان يتجاوز احدا حدوده ويسيئ لاهله في المملكة العربية السعودية. وانا ومثلي ملايين السعوديين ايضا لايهمنا ان كان حسين ياسر مصريا او ان وسام رزق سوري او ان يكون عبدالله كوني وناصر كميل غانيين ومعهم محمد صقر وسيد علي بشير (الكونغولي)، لايهمنا ذلك طالما انهم يحملون الجنسية القطرية ويمثلون قطر لاننا مقتنعون بأن عملية التجنيس مسألة سيادية لكل دولة، ولن يأتي اليوم الذي نشكك فيه باهلنا وناسنا في كل بقعة من خليجنا الحبيب والعزيز علينا بترابه وبأهله اينما كانوا. وحتى اعلامنا عندما طرح قضية التجنيس لم يتحدث عن قطر بشكل خاص بل تحدث عن القضية كقضية عامة. بل حتى الاتحاد الدولي تحدث عنها وناقشها ووضع لها ضوابط ولو لم يحدث ذلك لربما كان باتيستونا الان هداف كأس الخليج التي تستضيفها قطر.. وعزاؤنا ان ما قاله السليطي وما وجهه من اهانات واستفزازات لايمثل أهل قطر الطيبين، انما يمثل آراءه الحمقى وآراء من يشجعونه خلف الكواليس. يقول هذا السليط، ان التأهل لكأس العالم اصبح امرا هينا وانا المسألة اذا كان الامر كذلك فلماذا لم تتأهل قطر ولو مرة واحدة، بل لماذا لم تتأهل حتى للتصفيات النهائية؟! ويقول ايضا ان التأهل الذي شرف الكرة الخليجية هو تأهل الكويت في 82 بنتائجها المبهرة وليس مثل التأهل السعودي، واقول له ان تأهل الكويت اسعدنا جدا وكنا معهم قلبا وقالبا، وعندما تأهلت الامارات شعرنا بان المنتخب السعودي قد تأهل. وعندنا تتأهل قطر سنكون اول المباركين والمساندين، نحن نحب خليجينا ونفتخر باشقائنا. اما ما يقوله عن نتائجنا في كأس العالم باعتبارها مهزلة، اذكره مع ان الذكرى لاتنفع مع امثاله بان المنتخب السعودي حقق افضل انجاز عربي في المونديال وكان ذلك في كأس العالم 94 بامريكا، وهو انجاز سيظل مفخرة لكل انسان يعز عليه تراب هذا الخليج وعروبة هذا الوطن ويعتز بشبابه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل كان السليطي يمثل نفسه ام يمثل الإعلام القطري ام "جزيرته" البغيضة؟ سؤال مهم واجابته اهم لانها ستكشف لنا الاقنعة التي يختبئ وراءها جيش من الحاقدين المكابرين الشامتين. لقد سقطت قناة الجزيرة الرياضية ايما سقوط وسمحت بالنيل من وطننا وشعبنا ووحدتنا لان المتحدثين تحدثوا في امور اكبر منهم واكبر من قناتهم وهمزوا وغمزوا وتجاوزوا كل الخطوط الصفراء والحمراء دون ان يتدخل احد ليعيد الامور الى نصابها والعقول الى رؤوس من طارت منهم عقولهم. كنت اتمنى من زميلنا القدير محمد لوري الحاضر في الاستوديو ان يتدخل بحكم خبرته وحبه للخليج وللمملكة بشكل خاص ليوقف تلك المهزلة وليذكر الثنائي بان المنتخب البحريني قد فاز وتأهل ويستحق ان يأخذ حقه من الاهتمام والمتابعة ولكن زميلنا لم يتحدث وتابع واندهش وفوجئ فكان حاضرا غائبا بفعل فاعل هو خالد جاسم الذي تجاهل وجوده وترك المساحة كلها للسليطي ليسيئ للمملكة واهلها وترابها ووحدتها. واذا كنت اعتب على زميلنا (لورى) فالعتب ايضا على اعلامنا السعودي المرافق لبعثتنا في الدوحة لانه كان ضعيفا وغير مؤثر سمح لمثل السليطي وجزيرته بالاساءة لمن هم اكبر منه تاريخا ومكانة وماضيا وحاضرا. وللحديث بقية ان لزم الامر. ولكم تحياتي خالد جاسم