قامت الغرفة الالمانية العربية للصناعة والتجارة في القاهرة بانشاء اكاديمية للخضراوات والفاكهة بهدف تدريب المصدرين المصريين وتأهيلهم لاقتحام السوق الاوروبي. وقد تم انشاء الاكاديمية بالتعاون مع عدد من المؤسسات الاقتصادية الالمانية التي تعمل في نفس المجال مثل جمعية تجارة الفواكه الالمانية، واتحاد جمعيات رجال الاعمال للانتاج والتصنيع الزراعي، وجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية . وتهدف الاكاديمية الى تدريب اصحاب ومديري الشركات المصرية العاملة في تصدير الحاصلات الزراعية والتي ترغب في زيادة صادراتها الى السوق الاوروبي او تلك الشركات التي تسعى الى التصدير لاول مرة الى السوق الاوروبي، بالاضافة الى منح تلك الشركات الفرصة في وضعها على اول الطريق الذي ينتهي بالتصدير الى اوروبا من خلال خطوات محددة. والمعروف ان مصر تصدر بالفعل العديد من الخضر والفاكهة لدول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها البطاطس والبصل والبرتقال والاعشاب والزهور وغيرها الا انه غالباً ما كانت تقع بعض المشاكل بين المصدرين المصريين والمستوردين الاوروبيين بسبب عدم معرفة المصدرين بمواصفات الجودة المطلوبة. "مزارعون لا تجار" ويقول هلال شتا رئيس غرفة المصدرين المصريين بالقاهرة، وهو من اكبر مصدري الحاصلات الزراعية ان المصريين من قديم الازل هم زراع ممتازون وصناع مهرة لكنهم مع الاسف ليسوا تجاراً شاطرين! ويضيف: اننا لسنا مسوقين جيدين لسلعنا بنفس قدرتنا على الانتاج ولذا ليس عيباً ان نبحث عمن يدربنا على عملية التسويق ويعرفنا على مواصفات احتياجات الاسواق العالمية وكيف نرتادها ونتعامل معها. وتقول مصادر الغرفة الالمانية العربية للصناعة والتجارة ان الاكاديمية الجديدة ستعتمد في عملها على الحلول العملية بعيداً عن المحاضرات النظرية حيث توفر طريقاً اذا ما التزم به الدارس فانه يستطيع بصورة محددة ان يعرف كيف ومتى وماذا يصدر للسوقين الالماني والاوروبي، وما المواصفات والاجراءات التي من شأنها المساعدة على تصدير المنتجات الزراعية والغذائية بسهولة، سواء بالنسبة للشركات العاملة في مجال التصدير لاوروبا ولديها عراقيل تتعلق بطرق التصدير، او تلك الشركات التي تسعى لفتح افاق جديدة. وتركز العملية الدراسية في الاكاديمية على عدد من ورش العمل التي تغطي موضوعات تصدير الخضراوات والفاكهة والمنتجات الغذائية. ويتعرف الدارس من خلال اوراق العمل على خطوات محددة من شأنها توسيع دائرة المستوردين الالمان للمنتجات المصرية المصدرة بعناية ودقة شديدتين. حيث ان المدربين في هذه الاكاديمية هم رجال اعمال المان يعملون في مجال استيراد المنتجات الزراعية والغذائية وهو ما يوجد تلاحماً كبيراً بين المدرب والمتدرب ويمنح الدارسين الفرصة للوصول الى اقصى درجة من المعرفة في هذا المجال. كما يغطي برنامج الدراسة في الاكاديمية موضوعات تتعلق بشرح سوق الواردات الالماني وخاصة في قطاع الخضراوات والفاكهة وتوضيح اذواق المستهلكين واخر التطورات التكنولوجية في صناعة وتعبئة الحاصلات الزراعية. ويتعرض برنامج الدراسة للشرح التفصيلي لمفهوم الجودة في السوق الالماني والطرق المطلوبة لوضع الاجندة الموسمية للمنتجات الزراعية وكذلك كيفية تلافي الوقوع في اخطاء تعبئة وترقيم وتكويد المنتجات بالاضافة الى توضيح كيفية الوصول الى المستوردين الالمان وقنوات التوزيع في السوق الاوروبي. وتقول سحر عصمت رئيس قسم التجارة الخارجية والتسويق بالغرفة الالمانية العربية للتجارة والصناعة ان الدراسة في الاكاديمية عبارة عن برنامج تدريبي للمصدرين يضم اربع دورات تدريبية تنظم على مدار عامين وتقام كل دورة في مدينة مختلفة من مدن مصر لمدة ستة اسابيع. وعن المشاكل التي تواجه المصدر المصري قالت سحر: اهم مشكلة هي عدم وعي المصدر المصري بالسوق الاجنبي حيث تنقصه الكثير من المعلومات مثل كيف يفكر المستهلك الالماني والجهات المستوردة ومن يخاطب وحجم السوق والمتغيرات التي قد تحدث وغيرها من المعلومات الهامة. اما المشكلة الثانية كما تقول فهي عدم وعي المصدر بمقاييس الجودة الالمانية وربما يرجع ذلك الى عدم تواجد المصدر المصري في السوق الالماني بالقدر الكافي ومن هنا تعاظمت المشاكل امام المصدرين وهو ما دفعنا لمحاولة التغلب عليها من خلال الدورات التدريبية التي تؤهل المصدر المصري للتواجد بقوة في السوق الالماني. وعن حجم اقبال المصدرين على الدورات التدريبية قالت سحر: ان الاقبال كبير وهو ما يكشف عن رغبة المصدر المصري في تطوير ادواته التصديرية، حيث اضطرت الاكاديمية الى زيادة اعداد الدارسين في كل دورة من 20 الى 30 مصدرا لاستيعاب الزيادة، وقد انتهت الاكاديمية من دورتها الاولى في القاهرة في شهر مايو الماضي وستقام الدورة الثانية في مدينة الاسماعيلية تليها الاسكندرية ثم غيرها من المحافظات. وتقول د. يمنى الشريدي رئيس مجلس ادارة الشركة الدولية للاغذية الخاصة واحدى خريجات الاكاديمية ان فكرة الاكاديمية فكرة جيدة ومجهود كبير من الغرفة الالمانية في القاهرة لانها تساعد المصدرين على فهم العالم الاخر ومنح الفرصة التصديرية للمنتجات المصرية وايجاد كوادر مصرية تستطيع العمل في مجال التصدير. وتقول ان دراستي بالاكاديمية ساعدتني على فهم السوق الالماني فهماً جيداً من حيث اهتماماته ومتطلباته والمواصفات القياسية التي يطلبها الاتحاد الاوروبي في مجال التعبئة والتغليف ونوعية العبوات ومواعيد تسليم البضاعة والطرق المثلى لخدمات ما بعد البيع والنظام المتبع لتحصيل قيمة البضاعة كما ساعدتني على تصدير احد منتجات الشركة الى المانيا.