تجاوزت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية سقف 26 ألف حاوية كحجم نقل باتجاه واحد لشهر واحد خلال شهر رجب الماضي ، ومن خلال 500 رحلة نقلت وقتها 282809 أطنان، وهو يعتبر أعلى رقم تحققه المؤسسة في مجال نقل الحاويات إلى الميناء الجاف بالرياض بعد أن تجاوز حجم النقل للحاويات للمرة الأولى في تاريخ المؤسسة مستوى 20 ألف حاوية، وكان ذلك في شهر جمادى الأولى من العام 1424 ه . كما بلغ عدد الحاويات التي تم نقلها في شهر شعبان الماضي 24200 حاوية، من خلال 460 رحلة نقلت فيها المؤسسة 224133 طنا. وفي تعليقه على هذا الإنجاز قال المهندس ناصر بن أسعد الرفاعي المشرف العام على الصيانة إن وصول المؤسسة إلى حجم نقل شهري يزيد على 25 ألف حاوية شهريا هو أحد الأهداف الإستراتيجية التي وضعتها المؤسسة ضمن برنامج عملها، لتتواكب هذه الزيادة مع الزيادة المتسارعة في الطلب على خدمات المؤسسة. وعزا المهندس الرفاعي هذه النتائج للتحسن في مستويات الصيانة والتشغيل والجاهزية للقاطرات والعربات. وأضاف المهندس الرفاعي: بمراجعة سريعة يلاحظ أن حجم النقل الإجمالي للحاويات خلال عام 1423ه بلغ نحو 220 ألف حاوية، وبلغ حجم النقل للحاويات في عام 1424ه 240 ألف حاوية، فيما بلغ حجم نقل الحاويات للعام 1425ه حتى نهاية شهر رجب الماضي نحو 183 ألف حاوية، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الحاويات المنقولة 280.000 حاوية مع نهاية العام المالي الجاري في كلا الاتجاهين وهو حجم نقل سنوي لم تصل له المؤسسة في تاريخها. وأمام هذا النمو المستمر فقد اتخذت المؤسسة قراراً استراتيجيا بإدخال تقنية التحميل المزدوج للحاويات ( Double Stacking ) في عملياتها التشغيلية مع توقيع الرئيس العام للمؤسسة المهندس خالد اليحيى في التاسع والعشرين من ربيع الأول من العام الحالي 1425ه عقدا مع إحدى الشركات الأمريكية ( Johnstown America Corporation ) بتأمين 200 عربة نقل مزدوجة للحاويات بقيمة تقدر ب 53 مليون ريال تورد خلال عشرة أشهر . ويشمل العقد تدريب الكوادر السعودية في مجال تشغيل وصيانة هذه العربات في كل من المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، وتعتبر هذه التقنية الأحدث عالميا في مجال نقل الحاويات، وستصبح المملكة العربية السعودية الدولة الخامسة على مستوى العالم في اعتمادها بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية, المكسيك, كندا وأستراليا. وأوضح المهندس الرفاعي أن التقنية الجديدة للنقل المزدوج تمتاز بإمكانية تحميل العربة الواحدة بأربع حاويات نمطية (مقاس 20 قدما) أو حاويتين (مقاس 40 قدما) على طبقتين بدلا من تحميلها على طبقة واحدة كما هو الحال في العربات التقليدية.. مضيفاً أن هذه التقنية ستتيح تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية والتشغيلية ومن أهمها للجمهور تقصير فترات الانتظار عند تقاطعات الطرق مع السكك الحديدية، والحد بذلك من إرباك حركة المرور إذ سيصبح باستطاعة المؤسسة تسيير قطارات أقصر طولا، وأقل عدداً ما بين ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام والميناء الجاف بالرياض لنقل نفس الكمية من الحاويات. كما تحقق التقنية فوائد اقتصادية أخرى أهمها رفع الطاقة الاستيعابية للخط الحديدي دون الحاجة إلى استثمارات باهظة في البنية التحتية، فضلا عن خفض تكاليف تشغيل وصيانة أسطول النقل والخط الحديدي لنفس الحجم من النشاط، وقد أوضح المشرف العام على الصيانة أن المؤسسة شرعت في إجراء التعديلات اللازمة على الخط الحديدي والكباري والجسور في شبكة المؤسسة بما يسمح بمرور القطارات الجديدة عالية الارتفاع. يشار إلى أن العديد من مسئولي و ممثلي النقل الحديدي في الاتحاد الدولي والعربي للسكك الحديدية باركوا هذه الخطوة والتي جاءت في وقت ملائم جدا بعد أن شهدت المؤسسة خلال السنوات الخمس الماضية زيادات كبيرة متتالية في أعداد الحاويات المنقولة حيث ارتفعت معدلات النقل في عام 2004 بما نسبته 75 بالمائة مقارنة بما كانت عليه عام 1998م. كما أن توقيع المؤسسة لعقد تأمين 8 قاطرات في وقت سابق سيكون له الدور الرئيس مع العربات الجديدة في دعم طاقة الأسطول اللازمة لمواجهة الزيادات في حجم أنشطة النقل بالمؤسسة .