بعد ما يزيد على قرن من انتاج المناشف والمفارش والملاءات للبيوت الامريكية لا مستقبل للمنسوجات في هذه البلدة التي أطلقت على نفسها اسم (مدينة الانوال) بينما يخشى الكثير من البلدات في ولاية نورث كارولاينا من أن تلقى المصير نفسه. ففي 31 ديسمبر القادم ستنتهي القيود التي فرضتها الولاياتالمتحدة على حصص الواردات من الاقمشة والملابس الجاهزة في اطار اتفاقية للتجارة العالمية تم التوصل اليها في عام 1994. وتتوقع وزارة العمل الامريكية تراجع صناعة الملابس الجاهزة بنسبة 69 بالمئة أو حوالي 245 ألف وظيفة فيما بين عامي 2002 و2012 ويرجع ذلك أساسا الى المنافسة من الصين عندما ينتهي أجل نظام الحصص. كما ستتراجع العمالة في صناعة المنسوجات بنسبة 31 بالمئة أو حوالي 152 ألف وظيفة. قال ستيف دوبينس رئيس مصانع كارولاينا ومقرها ميدين بولاية نورث كارولاينا ان من المحتمل أن تكون تلك الارقام محافظة ما لم تتخذ الحكومة الاتحادية خطوات لمنع الصينيين من الاستيلاء على سوق المنسوجات الامريكي. وأضاف دوبينس: لسنا ضد التجارة الدولية... لكننا فقط لا نريد أن نقتل. وعندما أغلقت شركة بيلوتكس كورب أبوابها في 30 يوليو 2003 شعر كثير من الناس في كانابوليس كما لو أن كارثة طبيعية حلت بهم. فالبلدة شيدت حول مصانع كانون التي بدأت العمل في عام 1887 وأصبحت جزءا من بيلوتكس في عام 1997. وفقد نحو 4800 عامل في كانابوليس والمقاطعات المحيطة وظائفهم في أكبر تسريح للعمال في تاريخ البلدة. ومتوسط أعمار العمال 46 عاما ونصفهم تقريبا لم يحصل على دبلوم مدرسة عليا. ويشكل النساء ما يقرب من 60 بالمئة منهم. ولا يعرف كثيرون كيف سيسددون الايجار أو القسط القادم للمسكن. قال راي موس رئيس بلدية كانابوليس ان تسريح العمال اضر بالمدينة. وأضاف: عندما يضرب الاعصار فانه يقتلع البيوت. ما حدث هنا كارثة اقتلعت الوظائف وتركت البيوت. انهم يمتلكون بيوتا لا يستطيعون دفع ثمنها لانهم لا يعملون. كما خلف الاغلاق وراءه منشأة مساحتها 557400 متر مربع تتكون من حوالي 20 مبنى مختلفا مشيدة على 145 فدانا في وسط البلدة. وقال هاريس رينور المدير الاقليمي الجنوبي لنقابة تضم عمال النسيج والفنادق ان أحدا لم يبد اهتماما بشراء الشركة لتشغيلها. واستطرد قائلا: الاجابة التي تلقيناها هي كيف يمكننا أن نستثمر في هذه الصناعة بعد معرفة ماذا سيحدث في عام 2005. وبدلا من ذلك تم تفريغ المصنع وبيعت معداته لمنتجي منسوجات آخرين في انحاء العالم. قال موس: لا مستقبل للمنسوجات في كانابوليس مشيرا الى أن البلدة أكثر حظا من الكثير من البلدات الاخرى نظرا لنمو مدينة تشارلوت القريبة مما ساعد الكثير من العمال السابقين في بيلوتكس على العثور على وظائف جديدة. وقال مايك ليج مدير المدينة ان المسؤولين بالمدينة يأملون العثور على مشتر للعقار الذي من المحتمل أن يعاد تطويره لاستخدامات متعددة قد تضم متاجر أو بيوتا أو صناعات خفيفة أو مجمعا ترفيهيا. وبلغ عدد الوظائف المفقودة في صناعات المنسوجات والملابس في نورث كارولاينا منذ عام 2001 حوالي 60 ألف وظيفة. واشترى ما تبقى من صناعة المنسوجات في الولاية 48 لوحة اعلانات في انحاء الولاية كتب عليها (كفوا عن ارسال الوظائف للخارج. أصلحوا السياسة التجارية الان). كما انضموا الى منتجي المنسوجات والاقمشة في الولايات المحيطة لحث ادارة الرئيس جورج بوش على استخدام حقها بموجب قواعد التجارة العالمية لفرض قيود مؤقتة على أقمشة تقدر بمليارات الدولارات قادمة من الصين عند انتهاء العمل بنظام الحصص. ووافقت بكين عند انضمامها لمنظمة التحارة العالمية على السماح للولايات المتخدة وأعضاء اخرين بفرض قيود وقائية سنويا على وارداتها ردا على زيادات تقوض استقرار السوق حتى نهاية عام 2008. وقال جيري رولاند رئيس المنسوجات الوطنية في ونستون سالم بنورث كارولاينا انه بينما يعيش المنتجون الامريكيون في خوف من أول يناير كانون الثاني 2005 كانت الصين توسع صناعة المنسوجات والملابس عندها على نحو مثير. واستطرد قائلا: اشتروا ما بين 64 و75 بالمئة من كل معدات المنسوجات الرأسمالية التي بيعت في العالم في السنوات الثلاث الماضية. ويأمل القائمون على الصناعة أن تسمح قيود الوقاية للمنتجين الامريكيين بالبقاء حتى يمكن العثور على حل أطول مدى ربما في اطار محادثات التجارة العالمية الحالية.