في اليوم الوطني، نستعيد جميعاً ذكرى الملحمة الرائعة والتي استطاع فيها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بعزيمة الرجال وصبر الحكماء أن يلملم أطراف هذه البلاد ويجمعها تحت راية التوحيد الخفاقة.. ولتظل راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عالية بين الأمم مدى الدهر إن شاء الله. في هذا اليوم المبارك، والمجيد من تاريخ بلدنا وأمتنا، نرفع أسمى التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، كما نرفع أسمى التبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، ولكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة ولشعبنا السعودي الأصيل، داعين الله أن يحفظ قيادتنا وبلدنا ويديم علينا نعمه وأمنه واستقراره. وإذا كنا نحتفل اليوم بهذه الذكرى العطرة، فإنه من الواجب علينا كمسؤولين وكمواطنين، أن نستلهم العبرة في كيفية انتصار الإرادة على المعوقات، وأن نتعلم واحدا من أهم معاني الحياة، وهو أن الرجال العظام هم وحدهم وراء الأحداث العظيمة، وأن الزعماء الحقيقيين هم الذين يصنعون التاريخ، لا العكس.. فهكذا سار عبد العزيز، وهكذا أيضا سار على نهجه ودربه أبناؤه الغر الميامين من بعده. والمتأمل لسيرة الملك عبد العزيز، يتأكد من أن توحيد بلادنا لم يأت صدفة، بل كان وراءه جهد خارق وعزيمة لا تلين، وقبل كل ذلك، إيمان مطلق بالله رب العالمين، ويقين بأن السعي الجاد وراء الهدف النبيل من أهم عناصر تحقيقه. وهذا لعمري، من أهم أسباب النجاح، ولن نكون مبالغين حينما نقول إن المؤسس استطاع في فترة وجيزة تحقيق معجزة، حينما قهر الطبيعة والجغرافيا، وتجاوز زمنه بعبقرية فذة جعلت منه في رأي المنصفين العالميين بحق رجل القرن العشرين المنصرم، فمن يذكر حال الجزيرة قبل التوحيد لا شك أنه سيرى كيف كان الأمر، وكيف أصبح؟ والتاريخ وحده الحكم في ذلك. علينا كمواطنين أولا ومسؤولين ثانياً أن نقيس حجم المعجزة، ونرسخ أركانها في أذهان أبنائنا وبناتنا، ونحاول جاهدين الحفاظ على هذا الإنجاز، ولا نسمح للدخلاء أو الحاقدين أو مرضى النفوس، بالنيل منه أو الاعتداء عليه.. ولتكن هذه هي رسالتنا الأولى وهدفنا الأغر.. وكما رأينا وطننا شامخاً بقيادته، فيجب أيضا أن يكون هذا الوطن شامخاً بأبنائه وبناته في مواجهة ما نتعرض له من حملات مغرضة، وندعو الله أن يحفظ بلدنا ويرد كيد الكائدين. *مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية