آخر تقرير للأرباح من سوني كان مخيباً للآمال، لكنه ينطوي على فكرة إيجابية، وهي استعداد الشركة لمناقشة بعض اقتراحات تقدم بها المساهم الناشط دانييل لويب. وربما تكون هذه هي البداية فقط. توقعت سوني أن تسجل خسارة سنوية مقدارها 1.1 مليار دولار، في الوقت الذي ستبيع فيه قسم الكمبيوتر الشخصي وتفصل قسم صناعة أجهزة التلفزيون ليصبح في النهاية قسماً مستقلاً عن الشركة. ورغم أن هذه التغييرات لا تلبي جميع مطالبات لويب بإجراء عمليات تفكيك أكبر للشركة، إلا أن هذا القرار أدى إلى ارتفاع أسهم سوني بنسبة 11 بالمائة في الأسبوع الماضي، وتبع ذلك تعهد من الشركة بتقديم المزيد من الشفافية في بياناتها المالية. قال لورنس هافيرتي، وهو مدير للصناديق في شركة جامكو للاستثمار في نيويورك: «هذا يقطع شوطاً بعيداً فيما يريده دان لويب.» يشار إلى أن جامكو تشرف على إدارة أموال بحدود 47 مليار دولار وتمتلك أسهماً في سوني. وقال: «أنا أحب فكرة أن تتم الأمور بحسب أهميتها، وبمعدل خطوة واحدة في كل مرة. هناك أمور ضخمة تبعث على التشجيع فيما يحدث الآن في سوني.» قالت شركة هدسون للأبحاث إن الحاجة تدعو إلى المزيد من التغييرات في هذه الشركة التي تبلغ قيمتها 17 مليار دولار، وهي تقترح فصل جزء من قسم سوني للإنتاج الفني، الذي يضم قسم الأفلام والموسيقى، كما اقترح لويب في مايو الماضي. أو أن بإمكان سوني أن تتبع نهج باناسونيك المنافسة لها وتستمر في بيع أجزاء من أعمالها في الإلكترونيات، كما قالت مجموعة جيفريز. ومن الممكن أيضاً فصل وحدة التأمين والأعمال المصرفية في سوني، التي ساهمت بأكبر قدر من الأرباح للمجموعة في السنة المنتهية في مارس 2013، لتصبح شركة مستقلة، كما قال هافيرتي. ولم نتلق رداً على رسالة إلكترونية إلى ممثل سوني في اليابان للتعليق على هذه الأنباء. محاولات لويب يتولى لويب إدارة صندوق التحوط «ثيرد بوينت»، وقد حض سوني في مايو على بيع ما نسبته 20 بالمائة من قسم الإنتاج الفني على شكل اكتتاب عام أولي، وذلك حتى تستطيع الشركة التركيز على إنعاش قسم الإلكترونيات المعتل. في ذلك الوقت، خسر المساهمون أكثر من 100 مليار دولار في القيمة السوقية منذ العام 2000، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. وبعد أن رفض كازوو هيراي، الرئيس التنفيذي لسوني، ومجلس الإدارة هذه الفكرة في أغسطس، قال لويب: إنه يشعر بخيبة الأمل من القرار وإنه يعتزم «البحث عن خيارات أخرى لخلق قيمة للمساهمين في سوني.» وفي الشهر الماضي طالبت ثيرد بوينت ببذل «جهود جادة لإعادة هيكلة أعمال الكمبيوتر الشخصي وصناعة التلفزيون» وفقاً لرسالة أرسلت إلى المساهمين في صندوق التحوط. وقد امتنعت ثيرد بوينت عن التعليق في الأسبوع الماضي. وفي 6 فبراير أعلنت سوني أنها ستبيع وحدة الكمبيوتر Vaio إلى شركة Japan Industrial Partners، وأنها ستفصل قسم صناعة التلفزيون ليصبح وحدة تشغيلية مستقلة. وقال هيراي: إنه لا يستبعد بيع قسم التلفزيون في المستقبل بعد أن يتلقى «عدة عروض». قال تود لوينستاين، وهو مدير للصناديق في هاي مارك كابيتال، التي تتولى إدارة أموال بحدود 17 مليار دولار، إن بيع وحدة الكمبيوتر ووحدة التلفزيون هما خطوتان في الاتجاه الصحيح من أجل تحرير القيمة. وفقاً لما يقوله دانييل إرنست، وهو محلل في مؤسسة هدسون سكوير في نيويورك، لدى سوني أمور كثيرة يمكن أن تقوم بها، ويجدر بها أن تتبع نصيحة لويب من حيث فصل قسم الإنتاح الفني. يشار إلى أن هذا القسم هو الذي ينتج أفلام «الرجل العنكبوت» ويمثل مطربين ومطربات مثل مايلي سايروس. تعتبر أسهم سوني رخيصة مقارنة بمعظم الشركات النظيرة. وفي الأسبوع الماضي تم تقييمها بأنها أقل من 28 بالمائة نسبة إلى صافي الأصول. وقال ألبرت سابورتا، رئيس قسم الأبحاث في ماكور كابيتال، والعضو المنتدب في AIM&R إن «الأسهم دون قيمتها الحقيقية بكثير. نحن متفقون تماماً مع أفكار لويب». من جانب آخر قال ماساهيكو فوكاساوا، الممثل المشارك لليابان والعضو المنتدب في شركة أليكس بارتنرز، إن من الصعب على الشركات اليابانية أن تتخذ قرارات جذرية. وأضاف: أن القرارات الاستراتيجية تكون محاطة بنوع من عدم الوضوح. «لكننا نرى أن محاولة المحافظة على أعمال لا أمل لها في النمو هي من قبيل هدر الموارد.»