كان ابو بكر الرازي جم الطاقة والمهارة فكرس وقته للدراسة والبحث، لذا انتج انتاجا هائلا في معظم فروع المعرفة وفي مقدمتها علم الكيمياء. عليه اهتم أبو الريحان البيروني بحصر انتاج العلامة محمد بن زكريا الرازي، فألف كتابا خاصا سماه: رسالة للبيروني في فهرسة كتب ابي بكر الرازي اعتنى بنشرها وتصحيحها. كراوس سنة 1936 ميلادية، وسنكتفي هنا بسرد مؤلفات الرازي في حقل علم الكيمياء، كما وردت في الرسالة المذكورة اعلاه لأهميتها وهي: المدخل التعليمي، وعلل المعادن (المدخل البرهاني)، واثبات الصناعة، وكتاب الحجر، وكتاب التدبير، وكتاب الأكسير، وكتاب شرفة الصناعة، وكتاب الترتيب (وهو الراحة)، وكتاب التدابير، وكتاب الشواهد، وكتاب محن الذهب والفضة، وكتاب سر الحكماء، وكتاب السر، وكتاب سر الأسرار، كتابان في التجارب العلمية، رسالة الى فان، منية المتمني او رسالة الى الوزير القاسم بن عبدالله، كتاب التبويب، الرد على الكندي في رده على الكيمياء، وفي الرد على محمد بن الليث الرسائلي في رده على الكيميائيين. وقد زين ابو بكر الرازي كتبه في افكاره الأصيلة، لذا كان لجميع مؤلفاته تأثير عظيم على الحركة الفكرية ليس فقط في مجال علم الكيمياء ولكن في سائر العلوم الأخرى. والحق ان مصنفاته المتعددة الجوانب لتشهد له على عبقريته الفائقة النظير في حقل الكيمياء. لذا نرى ان العلماء الذين عاصروه والذين أتوا بعده بالغوا في الاهتمام بمؤلفاته، لأنه يحتوي ليس فقط على وصف الأجهزة بل ايضا على المواد المستعملة، ويصف نتائج تجاربه العلمية بلغة سهلة واضحة متحررة من السحر والغموض والرمزية. والمعروف عن ابي بكر الرازي انه لا يرضى ابدا في البحث العملي إلا بما كان في وسعه معاينته واختباره، وهذا يدل على أخذه في التجربة العلمية المخبرية. ويقول أ.ج. هولميارد في كتابه (صانعو علم الكيمياء) إن الحضارة الاسلامية قد جاءت بأبي بكر الرازي بعد ارسطو طاليس بألف وتسعمائة عام، فكان نابغة يرفض رفضا حاسما كل الموضوعات المتعلقة بالسحر والتنجيم، وعدم قبول اي شيء لا يمكن إثباته بالتجربة. أما بارتنجتن فيقول في كتابه موجز تاريخ الكيمياء إن ابا بكر الرازي كيميائي ماهر في اعتماده على التجريب العلمي.