الوظائف الأمريكية هيرالدتربيون أعلنت وزارة العمل الأميركية زيادة عدد الوظائف الجديدة 144 ألف فرصة عمل خلال أغسطس الماضي، ولكنها جاءت أقل من توقعات الاقتصاديين بقدر بسيط مظهرة البطء بسوق العمل الأميركي في استرداد الاقتصاد لعافيته. وانخفض معدل البطالة إلى 5.4% الشهر الماضي من 5.5% في يوليو الماضي، حيث أوضحت الوزارة أن الانخفاض في معدل البطالة يعود لعدد من العوامل.وكان الاقتصاديون توقعوا بقاء معدل البطالة على حاله خلال الشهر الماضي بينما شكلت الزيادة في الوظائف رقما أقل من توقعاتهم التي تنبأت بنحو 150 ألف فرصة عمل. ويشكل النمو الاقتصادي أهمية في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.ويعتبر معدل البطالة في الشهر الماضي الأقل من نوعه منذ أكتوبر 2001. ومن المنتظر أن يدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ألان جرينسبان بشهادته الأربعاء المقبل أمام لجنة الميزانية في مجلس النواب بشأن الأوضاع الاقتصادية، وقد يلقي الضوء على ثقة صانعي القرار حول استرداد الاقتصاد عافيته. احتفاء بالوفد ولكن الإيكونومست رغم أنهم سياح من الناحية الرسمية، إلا أن الوفد السياحي الصيني الأول يتألف من 60 شخصا من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة والصحفيين. وتكاد السلطات السويسرية في احتفائها بالوفد الجديد أن تفرش له الأرض بالسجاد الأحمر الفاخر إن لم يكن بالورود. إذ يشمل برنامج الزيارة احتفالاً ترحيبياً بالوفد يوم السبت، يليه حفل عشاء فاخر في المقر الأوروبي للأمم المتحدةبجنيف، لينتقل في اليوم التالي إلى بحيرة جنيف، ثم يتحول بعد ذلك إلى أشهر مدينتين سياحيتين سويسريتين، إنترلاكن ولوتزرن برنامج حافل بالفعل. لكن المكتب الوطني للسياحة السياحة في سويسرا ، لديه كل العذر في الفرحة التي يبديها بقدوم الوفد الصيني. فوصول المجموعة السياحية هو أول دليل على أن قرار بكين منح الاتحاد الأوروبي وسويسرا وضعية جهة موافق عليها ، بدأ يعطي ثماره.تلك الوضعية تفتح الباب أمام كل صيني، ممن يقدر على تحمل تكاليف الرحلة، لزيارة أوروبا. ولأن الصيني لم يعد في حاجة إلى التقدم بطلب للحصول على إذن سفر من حكومته، تحولت أنظار سلطات السياحة الأوروبية والسويسرية إلى تلك السوق البشرية الهائلة .. مرحبة ومتوقعة. تتوقع منظمة السياحة في سويسرا أن يتضاعف عدد الليالي التي سيقضيها السياح الصينيون في الفنادق السويسرية إلى 300 ألف ليلة مع قدوم عام 2007، وهو ما سيضعهم في المرتبة الثانية بعد اليابانيين ضمن فئة السياح الآسيويين.هذا هو الخبر الجيد الأول الذي تلقته صناعة السياحة منذ عدة سنوات. فمع انخفاض أسعار تذاكر السفر الجوية في العقد الماضي، بدأ الأوروبيون يفضلون السفر إلى مصايف الجنوب بدلاً من قضاء عطلهم في الجبال السويسرية.. قريباً من بلدانهم.وعندما يتعلق الأمر بجبال الألب فإن النمسا بدأت تكسب معركة السياحة في مواجهة منافستها سويسرا، بعد أن أقنعت السياح أن منتجعاتها تقدم لهم خدمة أفضل مقارنة بالمال الذي ينفقونه. ولكن، وفقاً لاستطلاع للرأي العام الذي أجرته المنظمة العالمية للسياحة، فإن سويسرا - لا النمسا - تدخل ضمن الدول الأوروبية الثلاث التي يرغب الصينيون في رؤيتها.وقد استجابت صناعة السياحة السويسرية على الفور للتحدي، وبدأت في حملة ليس فقط للترويج لسويسرا في الصين، ولكن لتهيئة وإعداد المدن والمنتجعات السويسرية لاستقبال الصينيين. ضمن هذا الإطار، أصدرت دليلاً يعرف بالثقافة والعادات الصينية، مع قائمة بما يجب ولا يجب فعله عند التعامل مع هذه الفئة من السياح. على سبيل المثال، يحذر الدليل قائلاً: إياك وإنزال سائح صيني في غرفة تحمل الرقم 4، لأن هذا الرقم في الثقافة الصينية يجلب الحظ التعيس .كما أتاحت منظمة السياحة في سويسرا المجال للمنتجعات السويسرية للمشاركة في برنامج تسويقي مشترك يشمل، كما يشرح السيد فابريزيو دأويزيو من مكتب سانت موريز للسياحة في حديث مع سويس إنفو، المشاركة في ورش عمل ومناسبات في الصين... دعم وتنسيق نشاطات الترجمة، وإنتاج المنشورات وغيرها من المواد الدعائية (باللغة الصينية(!وتتوقع سانت موريز (وهي إقليم سياحي سويسري مشهور) أن تشهد زيادة كبيرة في عدد الزوار الصينيين على مدى السنوات الخمس والعشر القادمة . ووفقا لاستبيان أجرته منظمة السياحة في سويسرا بالتعاون مع سويس إنفو، فإن نحو 20 مدينة ومنتجع سويسري يتوقعون الاستفادة من قرار السلطات الصينية منح سويسرا وضعية جهة موافق عليها .هم بذلك يتبعون خطى شركة تيتليس للعربات المعلقة في كانتون لوتزرن، التي تكللت جهودها ونشاطاتها في السوق الصينية في الأعوام العشرة الماضية بالنجاح. ويشرح السيد أندريه كوتيل من شركة تيتليس في سنغافورة، حيث كان يقوم بجولة دعائية في آسيا، بالقول: ستستضيف شركة تيتليس هذا العام 20 ألف سائح من الصين. أحد أسباب نجاح شركة تيتليس في استقطاب الصينيين إليها كان قرارها تعيين مرشدي سياحة متحدثين بلغة الماندارين، وتوظيف طباخين صينيين في مطاعم قمم الجبال السياحية، وطبع المنشورات الدعائية باللغة الصينية. وهو ثمن لا يرغب - أو لا يستطيع - كل مدير أو منتجع سياحي أن يدفعه. هذا هو لسان حال السيد بيات أنيلير مدير مكتب السياحة في ثون في مدينة بيرنييز أوبرلاند الذي يقول ليس لدينا أي مال للاستثمار في أسواق جديدة. ويستطرد لو كان لدينا المال لاستثمرناه في الترويج لبحيرة ثون في بريطانيا أو في هولندا، اللتين تحتلان الموقع الثالث والرابع في الأهمية بعد ألمانياوسويسرا لإقليمنا . في نفس السياق، يقول السيد بيترو كافيزيل مدير مكتب السياحة في أبنزل إجمالاً، لم يشهد قطاع السياحة أي نمو على مدى الأعوام القليلة الماضية. وقد نتج عن ذلك فشل المحاولات لاختراق أسواق جغرافية جديدة. وأنا أعتقد أن معظم المناطق في سويسرا ليس لديها الوسائل أو البنية التحتية اللازمة للوصول إلى آسيا أو شرق أوروبا . يعتقد السيد جوزيف مونل، الخبير في العلوم الصينية في جامعة سانت غغالن ومدير مركز التدريب الإداري السويسري الصيني، أن توقعات قطاع السياحة السويسري واقعية.لكنه في الوقت ذاته يلفت إلى أن هناك العديد من العواقب التي يجب تجاوزها. فقد لفت في حديث مع سويس إنفو إلى أن الصينيين المشاركين في برنامج مركزه، لا يفهمون كيف تستطيع سويسرا أن تجذب مواطنيهم إليها، في الوقت الذي لا توجد فيه رحلات طيران مباشرة من أهم المدن الصينية إلى مطارات الكنفدرالية.وحتى مع قرار الصين منح سويسرا والاتحاد الأوروبي وضعية جهة موافق عليها ، فإنه سيتوجب على الصيني الحصول على تأشيرة سفر إلى سويسرا إضافة إلى التأشيرة الخاصة بالاتحاد الأوروبي (تأشيرة شنجين الأوروبية). أما العقبة الكبرى في رأي السيد مونل فتتصل أساساً ب قلة المعرفة بالثقافة الصينية وعاداتها حسب قوله.تلك العقبات كما التوقعات تظل واقعية. لكن الخطوات التي اتخذتها هيئة السياحة السويسرية تظهر جلياً أنها تسعى حثيثاً للتغلب على العقبات المذكورة كي تتحقق توقعاتها المنشودة.