الدنيا ليس فيها مساواة.. لا مساواة في أي شيء، كل وردة لها رتبة مختلفة من حيث الشكل والرائحة والجمال، لا تتساوى وردتان.. ولايتساوى أخوان في عائلة واحدة، وفي الفاكهة.. نجد في عائلة واحدة (النخيل) كالثمر عشرات الرتب والدرجات والأصناف وكل صنف له طعم ونكهة ومذاق، وعلماء الحشرات يصنفون لنا من الحشرة الواحدة كالنمل اكثر من ألف نوع وكل أسرة فيها اكثر من مائة مصنف. وفي الإنسان يزداد التفاوت والتفاضل.. فنجد الذكي والغبي، والأحمر، والأسود، والأصفر، والأبيض، والأشقر، والطويل والقصير، والسمين والأصلع، والكثيف الشعر، ونجد من يولد جميلا ومن يولد عكس ذلك, بل أن كل انسان يحمل بصمة اصبع مختلفة، وكل إنسان له ذاته ولكل واحد منا عدد من الخلايا هي كل ثروته.. وكل واحد يوهب عددا من الخلايا مختلفا عن الآخر، ومعنى هذا أن الدنيا كلها تقوم على قانون التفاضل والتفاوت، وان عدم المساواة هو القاعدة في كل شيء. هكذا أراد خالق الكون المنفرد سبحانه وتعالى لخلائقه هو أراد لحكمة يعلمها أن يخلقنا درجات وخلق فينا القوى والضعيف ليختبرنا وليظهرنا على نفوسنا ويعرفنا على حقيقتنا، ولا ظلم في ذلك. وهل يعلم الإنسان من البداية استحقاق كل واحد قيمته ويستحق كذا وكذا، وإنما الظلم بعينه أن يتساوى غير المتساوين، والى أن تنتهي الدنيا سوف يظل هناك الأعلى والأدنى. وان كل هذا التعريف نقطة من بحر عن نفسك أيها الشاب والعاطل عن العمل وكل من ترك ركوب قطار التعليم المهني، كان نبي الله أبونا نوح عليه السلام يعمل نجارا وكثيرا من الأنبياء والصحابة والخلفاء الراشدين كانوا مهنيين، صنعة في اليد أمان من الفقر. اسأل جدك من بنى سكنك ومن زرع قوتك، ومن رعى ماشيتك، هم آباؤنا وأجدادنا يرحمهم الله؟. اكثر من ثمانية ملايين من الوافدين يعملون في وطنك القارة المترامية الأطراف وهم برخاء العيش والاطمئنان ومنهم الشاكر وفيهم عكس ذلك، وهم عبء عليك وعلى أمن وطنك، كم تصرف الدولة على الأمن وما يحدث منهم، ثمانية ملايين وافد من مختلف الجنسيات والأديان والمذاهب والطباع والتقاليد. هل تعلم كم من مئات الملايين من الريالات أسبوعيا هؤلاء يرسلونها إلى أوطانهم، هؤلاء هم الأقوياء وجدوا ذاتهم، لقد بنوا سكنهم في أوطانهم وتزوجوا وزرعوا ومنهم من فتح ورشا مهنية وشغلوا إخوانهم وأقاربهم العاطلين عن العمل في أوطانهم، اكثر من مليوني وافد يعملون لحسابهم الخاص بأسماء مواطنين ومواطنات بعقود صورية والبعض من كفلائهم لا يعلمون عن موقع الورش أو المحلات التجارية التي بأسمائهم. هل لكم الحق أن تصرخوا بأعلى أصواتكم نحن العاطلين عن العمل حاملون المؤهلات الابتدائية والمتوسطة والثانوية بنسبة 65% أو 70% ساهرون الليل على القنوات الفضائية التي تنشر الإرهاب الفكري وتصدقون كل ما أذيع أنه صحيح مما سبب لكم هبوط العزيمة وجعلك تعيش بالأوهام والسراب الملبد بالغبار ثم تنام طول النهار وتصرخ بأعلى صوتك أنا عاطل لم أجد عملا وتضع همك وعبئك على والديك بدلا من مساعدتهم، ترغب أن تعمل في مجال غير أنت مؤهل لهذا العمل. قم أيها العاطل وابحث عن ذلك، وضع قوتك في المكان الذي تنتج فيه، إن بداية الكيلو الواحد خطوة، والجزاء والأجرة من جنس عملك، إن فاتك قطار المهنة اعمل عاملا مع المهني فترة وتتعلم المهنة، اقتنع بالقليل يأتك الكثير، هل تعلم أن دخل المهني اكثر من مرتب الموظف على البند والفئات 75% وبعد فترة وتكون مهنيا تقوم أنت بتشغيل الآخرين لأنك أنت القدوة لهم. عبدالوهاب حسني القبلي المدينة المنورة