ستظل كل دقيقة من دقائق آلاف آلات التوقيت اليدوي والالكتروني المنتشرة على جدران ساحات النزال والملتفة على معاصم القضاة والمتابعين لاولمبياد اثينا تسجل الاحداث المتسارعة والنجاحات والاخفاقات لآلاف الرياضيين الصفوة لدول العالم اجمع فيما الدروس والعبر تتابع كمتوالية عددية لا تنتهي بل وتبقى على تواصل مستمر حتى تقترب من موعد الاولمبياد المقبل. ومن ابرز ما افرزته منافسات الايام الثلاثة الماضية نتائج تستحق ان تستقي منها دروسا ذات فائدة جمة حافلة بالعبر فقد شهد حوض السباحة الاولمبي بكاء مرا من بطلة العالم لسباق 400 م حرة الالمانية شتوكباوز التي فشلت حتى في تخطي التصفيات الاولية وهي الفائزة ببطولة العالم ببرشلونة العام الماضي لسباقات 400 و800 و1500م ولم تعلق شتوكباوز خسارتها على الفشل الاداري ولاعلى سوء الحظ بل اعلنت بملء فيها انها خسرت لان الآخرين كانوا اسرع منها في وقت لم تعتقد فيه ان هناك من سيفوقها سرعة. وعلى نفس الحوض انهى فريق 4 في 100 متر سباحة حرة تتابع الاسترالي السيطرة الاميركية التي استمرت اكثر من خمسين عاما وبرقم عالمي جديد استحقوا عليه الذهب رغم ان سباحي استراليا جاءوا من اصول عرقية عديدة قبل ان ينالوا الجنسية الاسترالية. وفي كرة السلة كان الدرس الاهم للذين يتشدقون بالروح الرياضية ومنطقية المناقشات المبنية على اسس علمية حين خسر منتخب السلة الاميركي والملقب بمنتخب الاحلام الذي لا يقهر امام منتخب بورتوريكو الذي لا يملك ادنى نسبة من عراقة وشهرة المنتخب الاميركي الذي سقط لاول مرة في الدورات الاولمبية منذ بدأت سلة المحترفين تأخذ مكانها ضمن المنافسات الاولمبية وكان ذلك في اولمبياد برشلونة 1992. تجرع الاميركيون الخسارة ولم يخرج عليهم من اعلامهم من اعمى التعصب العرقي قلبه ليحمل الخسارة للاداريين او الموظفين العاملين في اتحاد السلة الاميركي ممن لا يحملون الجنسية الامريكية لانهم اخذوا اماكن ابناء البلد فمن هم ادنى منهم كفاءة وخبرة بكثير! اما الدرس الاكثر اهمية والذي يستحق منا ان نقف طويلا عنده فهو ما حققه المنتخب العراقي الشقيق الذي استطاع بروحه العالية ورجولته واخلاصه ان يسوق المنتخبين البرتغالي والكوستاريكي بنتيجتين مبهرتين ضمن بهما التأهل للدور ربع النهائي لكرة القدم الاولمبية. لقد واجه العراقيون فريقين يضمان بين صفوفهما نجوما كبارا يلعبون لابرز الاندية العالمية وتقدر عقودهم بمئات الملايين من الدولارات ولم يؤثر ذلك في اصرار وعزم كتيبة عدنان حمد على تحقيق انتصارين مقنعين رغم الظروف العصيبة جدا التي يعانيها الشعب العراقي الذي يشكل عائلات ورفاق واحبة واهل لاعبي المنتخب العراقي الذين احالوا مشاهد القتل اليومي. وما اعظم هذا الدرس الذي قدمه العراقيون عن كيفية ما يجب ان تكون عليه الوطنية ويكون عليه صدق الانتماء ألا فحيوا لاعبي الرفاهية واشطبوهم من سجلاتكم وصفقوا للمنتخب العراقي طويلا حتى تلتهب اكفكم واعيدوا النظر في مقاييس انتقاء لاعبيكم ليكونوا اهلا لامانة تمثيل اوطانكم! البيان الاماراتية