دفعت الأوضاع المتردية في مبنى الحجر الصحي الذي يقع في نطاق مستشفى الملك فهد بالهفوف المرضى إلى مطالبة المسؤولين في وزارة الصحة والشؤون الصحية في محافظة الأحساء إلى إيجاد حلول سريعة، توقف تفاقم الأوضاع، في المبنى المكون من 4 طوابق، والذي يقطنه عدد من المرضى المصابين بأمراض معدية مثل الدرن (السل)، ومرضى الكبد الوبائي والتسمم والعنقز والأمراض الجلدية. واشتكى مرضى التقت بهم (اليوم) على أسرتهم في الحجر الصحي من سوء التكييف، الذي لا يعمل، مما جعل الغرف تتحول إلى أفران، لشدة الحرارة.. مشيرين إلى ان أجهزة التكييف قديمة جداً، وتصدر أصواتا مزعجة. أحد المرضى كان يتجول في أروقة المستشفى وهو ملثم، يقول: لا يمكن ان تسير في الردهات إلا وأنت ملثماً، بسبب الروائح الكريهة التي تصدر من دورات المياه، التي لم تعد صالحة للاستخدام، بسبب عدم صيانتها، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة جداً، تثير الاشمئزاز في النفس، كما ان المياه تنقطع عنها بشكل دائم، مما يدفعنا إلى جلب كميات كبيرة من المياه من الخارج. كما يجلب المرضى المنومون وجبات الغذاء والعشاء لهم من منازلهم، أو من المطاعم القريبة من المستشفى، لرداءة الوجبات المقدمة في المستشفى. فضلاً عن انقطاع وسائل الاتصال بالخارج، فلا يوجد هواتف في غرف المرضى، مما يدفعهم إلى استخدام الهواتف الجوالة في الاتصال بذويهم في الخارج. أكثر من مريض أشار إلى عدم وجود مراوح شفط في دورات المياه وغرف التنويم وباقي مرافق المستشفى، مما ساهم في جعل المكان مختنقاً. وكذلك تدني مستوى النظافة والتعقيم، مما ينذر بإمكانية تفشي الأمراض المعدية بين المرضى، فالمصاب بالسل قد يصاب بمرض جلدي آخر، بسبب افتقاد النظافة والتعقيم. النقص لا يقتصر على الإمكانيات والتجهيزات، بل يشمل الكوادر البشرية، فالحجر لا يوجد به سوى ممرضين، يخدمان أكثر من 24 غرفة. ويذكر أحد المرضى ان تردي الخدمات في الحجر حول المنومين فيه إلى مرضى نفسيين، بالإضافة إلى الأمراض التي دخلوا من أجلها الحجر.. مشددين على ضرورة التنبه إلى وضعهم المزري، ومعالجته سريعاً، خصوصاً ان وضعهم دقيق جداً.