سبق وان تحدثنا في الاسبوع الماضي عن التاريخ الطبي للدورة الدموية، حيث تذكر الكتب الطبية ان ابوقراط وجالينوس وابن النفيس وغيرهم تحدثوا عن القلب وان ابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية ومع بداية القرن العشرين بدأت الاكتشافات التشخيصية لامراض القلب، فاخترع ريفاروكي في ايطاليا، الجهاز الزئبقي لقياس ضغط الدم في اواخر القرن التاسع عشر سنة 1896م فكان ذلك بداية لدراسة مرض الضغط المرتفع ثم اكتشف رونتجن الاشعة السينية X-Ray حيث ساعد ذلك في تشخيص ومعرفة امراض القلب، ثم اكتشف اينشوفين من جامعة ليدن بهولندا، جهاز التخطيط الكهربي للموجات القلبية فكان ذلك سببا في الدراسات الدقيقة لاضطراب نظم القلب وفي التشخيص الدقيق لامراض القلب كما تم استعمال القسطرة القلبية كوسيلة من وسائل فحص القلب، وكذلك استعملت الموجات فوق الصوتية ULTRASONICS في مجالات التشخيص الطبي المختلفة كما تطورت طرق فحص القلب بالرسم الكهربائي وتم اكتشاف اجهزة تسجيل نظم القلب على مدى يوم كامل في مختلف ساعات الليل والنهار، حتى يمكن تشخيص ما يشكو منه المريض تشخيصا دقيقا ثم جاءت الاشعة المقطعية التي تصور القلب وشرايينه في مختلف اجزائه بخلاف الاشعة السينية العادلة والتي تصور عمقا واحدا من القلب، كما جاء الفحص عن طريق الرنين المغناطيسي لتصوير أي عضو من اعضاء الجسم تصويرا واضحا، وقد شهدت الخمسون سنة الاخيرة توسعا في طرق التشخيص توسعا مذهلا في العلاج الطبي والعلاج الجراحي لامراض القلب وقد تم اكتشاف العديد من الادوية منها مخفضات ضغط الدم وموسعات شرايين القلب ومانعات الانقباض ومقويات لعضلة القلب ومجموعات مختلفة من مدرات البول، وتطور العلاج الجراحي الى حد استبدال القلب المريض بقلب سليم. ان تقدم العلم والمعرفة ليس له حدود، وماكان يعتبر مستحيلا قبل سنوات اصبح ممكنا اليوم ومانحلم به الان سيجد له العلم حلا في المستقبل.ان ما اكتسبته البشرية من معرفة في الخمسين سنة الماضية يفوق كل ما اكتسبته على مدى تاريخها الطويل. @@ استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان