ذكرت لي إحدى الصديقات انه ذات يوم قام طفلها البالغ من العمر أربع سنوات بابتلاع حبة من دواء السكر الخاص بوالدتها وانهم -بفضل الله- أدركوه في المستشفى بغسيل للمعدة قبل أن تظهر عليه أعراض انخفاض السكر وهو أمر خطير خاصة انه قد يؤثر على خلايا المخ، وحدثتني أخرى ان طفلها تناول حبوبا مسكنة أثرت لفترة على وظائف الكلى. إن عبارة "أبق الدواء بعيدا عن متناول الأطفال" لم توضع عبثاً على الأدوية إنما لتنبهنا لأهمية تفادي مثل هذه الحوادث، حيث أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يقبل على أخذ الأدوية عبثا مرة قد يكررها مرة أخرى بنسبة كبيرة. كما ينبغى إبعاد كل ما يسبب خطرا عليه عن متناوله من مواد تنظيف ومبيدات حشرية. فالطفل بطبيعته "يبدع" في البحث والتنقيب عن مكامن الخطر في المنزل ظناً منه أنه يخوض مغامرة لاكتشاف ما حوله، لذا وجب الحذر أيضاً على الكبار، حيث نستنتج مما سبق خطورة أخذ الأدوية بجرعات غير متزنة وهو خطأ شائع يقع في بعض المرضى بزيادته أو إنقاصه جرعة الدواء نتيجة سوء فهم أو محاكاة جار أو صديق نصحه بذلك، والصواب أن يلتزم بالجرعة المحددة وإن كان لديه شك فليقطعه باليقين بسؤال الطبيب عن الجرعات خاصة لمن يعاني عدة أمراض مزمنة ويخشى اللبس بينها. نعود للحديث عن الأطفال ففي فصل الشتاء يعاني كثير من الأمهات ارتفاع درجة الحرارة لدى أطفالهن فتبادر بإعطائه العلاج، إلا أن الحرارة لا تنخفض وهنا ينبغي التأكد من أن جرعة الدواء صحيحة وليست أقل مما يحتاجه. وكذلك ليست أكثر، فالجرعة توصف بدقة تتناسب مع وزن الطفل.. أذكر صديقة حين لم تلمس تحسن طفلها الرضيع سريعا ضاعفت جرعة الدواء ما نتج عنه نتائج سلبية استدعت إسعافه بالمستشفى . عزيزتي الأم: بوركت وبارك الله في جهودك وليس هناك أحرص منك على صحة طفلك، لذا أنصح نفسي وإياكم بألا نغفل لحظة عن فلذات أكبادنا، فكما قال العرب سابقا: "من مأمنه يؤتى الحذر" ويقال بالعامية "من خاف سلم". وعن واقع تجربة فإنه يفضل تعليم الطفل "الألوان" منذ سن مبكرة جدا ولنربط بينها وبين حياتنا اليومية، ليدرك أن هناك فرقا بين الحلويات والعصائر والأدوية ومواد التنظيف، وأن اللون الأحمر على صنبور الماء يعني الماء الساخن، وغيرها من المهارات التي وإن بدت بسيطة لكن نتائجها فاعلة في وقايتهم من أي مكروه بإذن الله.