تشهد بكين اليوم الاربعاء معركة خليجية بين البحرينوقطر ضمن المجموعة الاولى تحولت بعد الجولة الاولى الى واحدة من اهم مباريات الدور الاول لكأس الأمم الاسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 اغسطس المقبل، وستخطف الاضواء من لقاء أصحاب الارض الذين يسعون الى تلميع صورتهم على حساب اندونيسيا. وقبل انطلاق البطولة، كانت مباراة البحرينوقطر تعتبر مفتاح التأهل الى ربع النهائي بالنسبة إلى كل من الطرفين لاعتبارات كثيرة منها ان انتزاع اي نقطة من الصين يبدو صعبا فيما الفوز على اندونيسيا سهل المنال، لكن الجولة الاولى قلبت الامور رأسا على عقب، فانتزعت البحرين نقطة ثمينة من الصين، ولقيت قطر خسارة مفاجئة أمام اندونيسيا 1-2. حسابيا كل الاحتمالات واردة، لكن من الناحية المنطقية اجتازت البحرين الاختبار الاصعب وانتزعت نقطة من الصين، ومع ان لقاءها مع قطر يغلب عليه طابع مباريات كأس الخليج، فانها تبدو أفضل من الناحيتين الفنية والبدنية وفوزها سيضعها على مشارف ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها. يذكر ان البحرين تخوض النهائيات للمرة الثانية بعد عام 1984، في حين كانت قطر وصلت الى ربع نهائي النسخة الماضية في لبنان عام 2000 قبل ان تخسر 1-3 امام الصين بالذات التي ستقابلها في الجولة الثالثة الاخيرة. وفضلا عن ان البحرين لفتت الأنظار في مباراتها الاولى، فان المباراة تكتسب اهمية أخرى كون الاضواء مسلطة حاليا على المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الذي قاد اليابان الى اللقب في الدورة الماضية واعلن قبل ثلاثة ايام انه سيترك منصبه بعد نهاية الدورة، لكنه لم يتمكن من تحقيق امنيته هذه على الاقل لان الاتحاد القطري قرر اسناد المهمة في المشوار المتبقي من البطولة إلى المحلي سعيد المسند. ومع الاتفاق على اقالة تروسييه امس او استقالته بنفسه بعد البطولة، فان المردود النفسي المتوقع قد لا ينفع ايضا لان المنتخب القطري بدا طري العود وقليل الحيلة ويفتقد الى هداف ينهي الكرة في الشباك، اذ تبين في المباراة الاولى ان المنتخب قادر على صنع الهجمات وايصال الكرة الى داخل المنطقة لكن الجهد يقدم هدية للخصم لعدم وجود من يضع الكرة في المرمى. وتروسييه هو أول من وضع يده على الجرح عندما قال اننا نصنع فرصا كثيرة لكننا لا نستفيد منها، وكان اعطى مثالا على ذلك قائلا اذا كان منتخب فرنسا يحتاج الى ثلاث تمريرات عرضية أو ركلات ركنية للتسجيل فان منتخب اليابان يمكن ان يسجل من ست او سبع منها، بينما يحتاج منتخب قطر الى 20. ومهمة المنتخب القطري أمام البحرين ليست سهلة ابدا في حال كانت تحت قيادة تروسييه او المسند او اي مدرب آخر، لان الوقت لا يسمح بتغيير الخطط الموضوعة في المعسكرات والتدريبات السابقة، خصوصا ان تروسييه نفسه كان اعتبر هذه المباراة محكا مهما يجب تحقيق نتيجة ايجابية فيها لانها مفتاح التأهل الى ربع النهائي. في المقابل، يؤكد منتخب البحرين من مباراة الى اخرى انه لم يعد يخشى مواجهة احد حتى في البطولات الكبيرة، ويحسب له تعامله الجيد مع المباراة الاولى حيث خاضها اللاعبون من دون ضغوط نفسية او رهبة امام اصحاب الارض، لا بل انهم افتتحوا التسجيل قبل ان يتراجعوا للحفاظ على النتيجة فتلقوا هدفين، لكنهم تميزوا بالروح القتالية حتى الثواني الاخيرة الى ان خطفوا التعادل عبر بيليه الكرة البحرينية حسين علي. واكد مدرب البحرين، الكرواتي يوريسيتش ستريشكو بنفسه قوة شكيمة البحرينيين بقوله يلعب المنتخب البحريني بروح قتالية عالية حتى الدقيقة الاخيرة وهذا ما حصل امام الصين، لكنه اكد ايضا المباراة مع قطر تشكل مفتاح التأهل الى ربع النهائي وستكون صعبة. وكانت قطر فازت على البحرين 2-صفر في مباراة ودية قبل نحو خمسة اشهر، لكنهما تعادلتا سلبا في افتتاح مبارياتهما في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت في 27 ديسمبر الماضي. مدرب البحرين ستريشكو