لم يتوقع منصور مناور الشمري أن يصبح في يوم من الأيام شارلوك هولمز باحثا عن الأوراق والقصاصات وربما في المكتب الذي يعمل به وتحول من مدخل بيانات إلى عامل ونجار ومنظف للمكاتب أيضا. الشمري الذي تم تحويله من قبل مكتب العمل والعمال في الخبر بتاريخ 20-2-1425ه للعمل مع شركة مشغلة لمشاريع أرامكو السعودية (تحتفظ الجريدة باسمها؟) وقد باشر الشمري عمله كمدخل بيانات لمدة ثلاثة أيام ولكن مسؤول الشركه قام بتحويله إلى عامل ومنظف مكاتب ورغم ذلك قبل الشمري هذه الوظيفة فهو شاب طموح يريد أن يعمل ويكسب رزقه من خلال هذه الوظيفة. ومع الشهر الأول من عمله مع الشركة واستلامه لكشف الراتب وجد أن الشركة تخصم مبلغا وقدره (500) ريال نظرا للتأمينات رغم أن مرتبه الأساسي قبل خصم التأمينات هو 2496 ريالا سعوديا وحسب قانون التأمينات المتبع في المملكة 9% فقط لا غير ولكن حسب رؤية المسؤول في الشركة قال له أن الخصم هو 18% وحينما بدأ منصور التحرك لمعرفة أسباب هذه الحسومات وكذلك تقدمه لمكتب العمل في 24-4-1425ه مطالبا بتطبيق نظام التأمينات حسب ما هو معمول به في نظام المملكة مساواة بالشركات الأخرى . قامت الشركة بالتضيق عليه وتحويله إلى عامل بدل أخصائي معلومات وحينها بدأ الشمري باكتشاف كثير من الممارسات الخاطئة التي تمارسها الشركة وحصل منها على صور ومستندات (تحتفظ الجريدة بجزء منها) وتحرك المواطن السعودي في أعماق منصور الذي جعله يقدم شكوى لمسؤول شركة أرامكو عن كثير من تلك الممارسات وتم إيصالها لمسؤول قسم التحقيقات في شركة أرامكو السعودية التي قدمت له خطاب شكر وعندما أكتشفوا تلك الأخطاء قام بتسويتها مع الشركة التي قامت بدورها محرجة بإرسال خطاب شكر يحتوى على إنذار على ما قام به من تبليغ الشركة وكذلك طلبوا منه عدم تكرار ما فعله مرة أخرى ونقل إلى العمل في مشروع خارج المكاتب وأصبحت الشركة تحسم عليه في حضوره أو غيابه ويعتبرونه أحيانا غائبا عن العمل رغم وجوده. ومن ضمن أوراق منصور التي قام بتصويرها والاحتفاظ بها مباشرة العمل التي كتبت الشركة إلى أرامكو السعودية بأنه باشر العمل في 7-2-2004م هو ومجموعة من رفاقه في العمل . بينما كان الشمري حينها يعيش في مدينته خارج الدمام وباشر عمله في تاريخ 13-4-2004م وحينما بحث منصور حول هذا الخطأ الفادح اكتشف أن عقد شركة أرامكو السعودية مع هذه الشركة يلزمها بتقديم 15 موظفا سعوديا كل ثلاثة شهور حيث اشتراطات توطين الوظائف يهم أرامكو السعودية.. وكانت الشركة تجد لها مخرجا من خلال تقديم كشوفات غير صحيحة وتأتي بالعمالة غير السعودية لتحل محل المواطنين السعوديين. وهذا ما حدث مع منصور عندما تم تحويله إلى عامل بدلا من مدخل بيانات وتم تشغيل الوظيفة الخاصة به من قبل عمالة غير. منصور الذي وجد نفسه يعمل في شركة أساسها التحايل على العمل وتقديم أسوأ أنواع الخدمات مقابل صورة غير صحيحة يقدمونها للمسؤولين في شركة أرامكو السعودية. وقام بتقديم الشكوى لمكتب العمل بحثا عن مخرج لما تقوم به الشركة من مخالفات مع الموظفين المجبرين على قبول جميع شروط الشركة حتى العقد الجزائي الذي وضعوه في حال فقدان البطاقة 3000 ريال بدلا من 300 ريال القيمة الحقيقية التي تقتطعها أرامكو السعودية لفقدان البطاقة. ويضيف الشمري " علما بأن الشركة تقوم بأخذ البطاقات وتعطيها لسائق الباص الذي يدخلنا للشركة يسلمنا اياها عند الدخول ويأخذونها عند الخروج. وحينما تفقد تكون المسؤولية علينا ويؤكد الشمري على أننا كمواطنين وأبناء لهذا الوطن نساهم في البناء والتنمية وما يحدث لا يعتبر تنمية ولا بناء بل مغايرا لما نتمناه أن يحدث في يوم من الأيام.