اكد مدير عام مركز ابحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف اهمية التفكير في كيفية تقليص ظاهرة السلوك الاجرامي لدى بعض فئات المجتمع خاصة جرائم التكنولوجيا التي ساهمت وسهلت الحياة وجعلتها اكثر راحة ونماء وفي نفس الوقت ادت الى اتساع قاعدة الارهاب. واوضح خلال المحاضرة التي القاها مساء امس الاول بنادي ضباط قوى الأمن الداخلي بعنوان (الظواهر الاجرامية المستحدثة وسبل مواجهتها) ان للجرائم المستحدثة بعدين في التكنولوجيا والأنظمة العلمية والجزائية. مشيرا الى ضرورة تدريب رجال الأمن على كيفية الاجراءات الاحتزازية (الفنيات والآليات). مبينا ان الجرائم المستحدثة هي شكل من الجرائم المنظمة, وان غالبية الباحثين والمنظرين للجرائم المستحدثة يصنفون جرائم الارهاب وجرائم غسيل الأموال وجرائم المخدرات وما يسمى بجرائم ذوي الياقات البيضاء وجرائم الحاسب الآلي (الانترنت). وقال ان البعد الحديث في هذه الجرائم ان التشريعات الجنائية في كثير من الدول لا تستطيع ان تلاحق انماط الجريمة, والارهاب ابرز القضايا التي تشغل الرأي العام في جميع المجتمعات, ولعل احداث 11 سبتمبر ابرز شكل حول العالم الى التفكير في العمليات الارهابية. ويعتقد ان الارهاب لا يرتبط بمنطقة ولا بتفكير ولا بدين ولا بأيدولوجيا ولا بمجتمع حيث ان العالم اصبح اليوم مسرحا للعمليات الارهابية. والنمط الجديد في الارهاب هو استخدام التكنولوجيا بشكل اصبح اكثر خطورة ودمارا على الدول. واضاف ان من خصائص واساليب الجرائم المستحدثة بعد الانفجار التكنولوجي والتسهيلات التي اعطت المجرم فرصة لاستخدام الكثير من المعطيات التكنولوجيا لادارات العملية الاجرامية, بعد الخصوصية الزمنية والمكانية للأبنية الاجتماعية التي تحدث فيها الجريمة, عجز الأنظمة والاتفاقيات الدولية عن عمل اطر لتقلص ذلك وغياب الأبنية القانونية. وبين ان معالجة الظواهر الاجرامية المستهدفة تبدأ من مراكز البحوث, ومرونة التشريعات القانونية بالاضافة الى رصد الجرائم واخيرا احترافية الاعلام الأمني. واضاف ان التدريب في القطاعات الأمنية يحتاج الى برامج احترافية تتماشى مع متطلبات الاحداث الراهنة, لكن للأسف لا يوجد توازن بين الأكاديميين في القطاعات العسكرية والعسكريين. واشار الى ان العسكريين يتعاملون بأساليب تقليدية والسلوك الاجرامي يتعامل بأحدث اساليب التكنولوجيا وبالتالي فان العملية تصبح غير متكافئة. ويحتوي البعد التنظيمي عند الفئة الارهابية على متغيرات عدة منها الخلايا العنكبوتية بمعنى ان كل خلية لا ترتبط بالاخرى, القدرة الاستشرافية على القراءة المستقبلية, وخبراتهم الكبيرة في التكنولوجيا بالاضافة الى سرعة تجنيد اعضاء جدد وبشكل سليم. د. اليوسف اثناء المحاضرة