من الطبيعي جدا وجود فرق بين نصف الجسم الانساني والنصف الآخر وهذا الفرق وجد في غالبية البشر. هذه الفروقات البسيطة ان وجدت بين الثديين سواء اكانت في المحيط العام للثدي، او حجمه او موضعه على الصدر تعتبر طبيعية؟ بينما الفرق الكبير والواضح في هذه الجزئيات قد يتسبب بالمعاناة الشديدة النفسية والاجتماعية للمصاب. يبدأ التحدي الذي يواجه جراح التجميل عندما يتقدم المريض طالبا التصحيح الجراحي لهذه المشكلة هنا وحسب النقص واحتياج المريض والانسجة المتوفرة لعملية البناء يتخذ القرار حول التقنية الانسب لعلاج الحالة. انواع واسباب عدم التساوي بين الثديين عند الانسان تشمل عدم التساوي: @ الخلقي @ التطوري @ الناتج عن حوادث واصابات @ الناتج عن التهابات @ الناتج عن الاورام الحميدة منها او الخبيثة مع اعتبار الجزئيات الرئيسية للثدي وهي: أ- الغدة الثديية ب - الجلد الذي يغطيها ج - الحلمة والجلد المحيط بها ان النسبة الدقيقة لهذه الحالات بين الحالات الجراحية للثدي لم تنشر وذلك لان المرضى ذوي الفروقات البسيطة لا يطلبون العلاج وبالتالي لا توجد ارقام دقيقة عن هذه الحالات ولكن في تقرير لاحد الجراحين ان 10% من الحالات التي عالجها جراحيا للثدي كانت بسبب عدم تساو واضح جدا بين حجم الثديين. يبدأ نمو الثدي عند التكوين فتؤثر به العوامل الجينية والهرمونات. يبدأ الثدي بالتخلق في الاسبوع الخامس من عمر الجنين ويكون على شكل ارتفاع جلدي في الجزء الامامي من جسم الجنين ويمتد من الابط وحتى اسفل البطن في الجهة اليمنى وآخر في الجهة اليسرى ويسمى (خط الحليب) تستمر عملية التكوين وتتكون مادة من الحلمات الثديية على كل خط ومع النمو وتحت تأثير الهرمونات يكتمل نمو الثدي والقنوات الثديية عند الاسبوع ال 32 - 40 اسبوعا مع اختفاء الحلمات الزائدة بالثديين من الجهتين ويبقى الشكل الطبيعي فقط للغدة والجلد والحلمات ويستمر نمو الثدي حتى سن البلوغ بنسبة تتلاءم مع حجم الانسان وجنسه ذكرا او انثى. ان الهرومونات تؤثر على النمو ولكن لن تؤثر على جهة واخرى لا ويعزى الاختلاف بين الثديين شكلا الى العوامل الجينية والخلقية وعوائق في اثناء التخلق والتطور لهذا العضو الجنيني وكذلك الى تشوهات القفص الصدري الذي يكون عادة الثدي عليه. التشوهات الخلقية للثدي تشمل: @ نقص الغدة مع وجود الحلمة والجلد المحيط بها وتظهر الاعراض عند البلوغ حيث تكبر جهة والجهة المصابة لا تكبر. @ نقص الغدة والحلمة والجلد المحيط بها. @ قد تكون مصاحبة لتشوهات اخرى وتشكل جزءا من حالات تشوه مرضي مثل مجموعة اعراض حالة بولاند. @ زيادة في الانسجة فمثلا بقاء بعض الحلمات التي تكونت عند التخلق عند خط الحليب وعدم اختفائها وتكون موجودة في 5% من الحالات وعادة تحدث اكثر للذكور. @ تشوهات الحلمة فمثلا الحلمة المقسومة الى نصفين بالرغم من انها قد تحتوي قنوات طبيعية لافراز الحليب. @ زيادة وجود نسيج ثديي زائد في مكان مختلف عن الطبيعي ويحدث على خط الحليب ايضا وقد يوجد في الابط او البطن وقد يحتوي على حلمة وجلد حولها ايضا. وقد تبرز هذه الحالة مع الحمل او الارضاع نتيجة زيادة حجمها مع التأثر بالهرمونات: @ اختلاف في موقع الثدي بين الجهتين وهي حالة ليست نادرة. @ اختلافات الحجم بين الجهتين. وذلك لاختلاف عدد الخلايا الثديية بين الجهتين. @ اختلافات الشكل ويعتمد الشكل على تنظيم الخلايا المتكونة في الغدة واي خلل بالتنظيم ينجم عنه رد فعل للتأثيرات الهرمونية مختلف بين اجزاء الثدي فمثلا الاختلاف بين الانسجة المحيطة بالثدي والخلايا الثديية عن الطبيعي قد يؤدي الى تشوه يدعى بالثدي الانبوبي حيث ينمو جزء من الغدة من خلال انسجة غير طبيعية ويحدث التشوه. أسباب اخرى كذلك للتشوه منها تأثير حجم الثدي مع الجاذبية الارضية يؤدي الى نزول الثدي الى مستوى منخفض في بعض الحالات وقد يكون ذلك مع انخفاض في حجم الثدي (هبوط). وقد ينخفض ويصغر الثدي عند بعض الاناث بعد الحمل والانجاب وتكون هذه الحالة مؤثرة نفسيا كثيرا على المرأة وخاصة لو ان هذا الامر حدث في جهة واحدة فقط. الاختلاف في موقع الثدي يكون ناتجا عن اختلاف في وضع الخلايا الاصلية المكونة للغدة عند عملية التخلق الباقية من بعد اختفاء خط الحليب على كل جانب من الصدر والبطن. اما بالنسبة لاختلاف الحجم فقد يكون ناتجا عن فرق في حجم الخلايا الثديية الاصلية او فرق في رد فعل الخلايا ونموها بتأثير الهرمونات بين الجهتين. وهناك حالات يكون فيها الثدي ضخما جدا في الجهتين نتيجة رد الفعل الاكثر من العادي وتأثر الخلايا بالهرمونات بدرجة كبيرة فيزداد احيانا حجم الخلايا او احيانا اخرى عددها. اما بالنسبة للمؤثرات الخارجية على النمو منها التعرض للاشعاعات والجراحة والاصابات في الحوادث. الاختلافات في الحلمة والجلد المحيط بها: هي تختلف من انسان لانسان ومن الحالات المشوهة ضعف الجلد المحيط بالحلمة مما يجعل الغدة تنمو من خلاله وترفع الغدة والحلمة الى الامام على شكل انبوبي. ان البروز الطبيعي للحلمة يصل طولا الى (10 - 12 ملم) في المرأة البالغة. وقد تكون الحلمة في بعض حالات التشوه اكبر من ذلك وذلك يصاحب احيانا صغر في حجم الغدة مقارنة مع الجهة الطبيعية الاخرى وفي احيان اخرى تترتب كمضاعفة للاضاع الطبيعي ولكن لفترات طويلة. وقد تكون الحلمة غير بارزة ابدا بسب عامل خلقي او نتيجة عن شد عليها اثر أو اورام خبيثة تشد الحلمة من الداخل عبر الالياف او نتيجة عن التهابات نتيجة لجراحات في المنطقة اما الناتج عن عامل خلقي فعندما توجد من الممكن توارثها في العائلة بنسبة 50% وهي عادة تعمل بشكل طبيعي في خلال عملية الارضاع. الاختلافات الناتجة عن الاورام: وتحدث بعد استئصال اورام حميدة او خبيثة وحسب حجم الورم قد يترك فراغا كبيرا يحتاج لعملية تجميلية من الداخل والخارج حتى مستوى الاثر الذي يتركه الجرح على الجلد. الالتهابات: كانت التأثيرات من تغيير في جوانب الثدي اقوى في الماضي ولكن ومع وجود المضادات الحيوية لم تعد تحدث اي منها بنسبة كبيرة بل اصبحت نادرة. الخطوات نحو التصحيح الجراحي: اهم الخطوات هي مقابلة المريضة او المريض ومعرفة مدى ضرورة العملية لهذا الانسان وكذلك للتقييم النفسي والقدرة على التوازن، فعادة يبذل المرضى مجهودا كبيرا في محاولة اخفاء هذا التشوه. اما المرضى الذين يعانون من عدم التوازن النفسي فسوف يحتاجون الى مساعدة الطبيب النفسي ايضا وهم اقل بكثير من المتوازنين نفسيا، الذين سيقوم الجراح التجميلي بعملية التفهم لمشكلتهم وعرض الحلول المتوافرة لديه على الجميع بعد ذلك حسب نوع التشوه. الجراحات التجميلية: كثيرة ومنها ما يساعد على تصغير الحلمة اذا كانت كبيرة او ابرازها اذا كانت صغيرة او ما يساعد على بناء حلمة بعد الاستئصال التام ضمن عملية كعمليات سرطان الثدي وبعد بناء ثدي من انسجة الجسم. اما في حالات صغر الثدي، فان التقنيات تشمل تكبير الثدي بالاكياس او انسجة الجسم في بعض الاحيان اذا احتاج الامر في الجهة المشوهة. واذا احتاج بعد ذلك الثدي الطبيعي الى عملية تثبيت او تصغير قليلا تجرى له حتى نصل بالثديين الى نتيجة متوازنة ومتقاربة من بعضهما البعض. الحالات التي تصاحب تشوها في القفص الصدري: يعتمد تصحيح التشوه الصدري على درجة وموقع التشوه. التشوهات البسيطة تخفف بتحريك الانسجة في المنطقة مع زيادة حجم الثدي. اما الاكبر منها فتبنى من تحريك عضلات وجلد في منطقة الصدر او بوضع اجزاء صناعية لبناء الموقع من الخارج. ويفضل المريض بشكل عام استخدام الانسجة الطبيعية. التشوهات الناتجة عن الاصابات: يوجد لها وحسب المسبب ودرجة التشوه عمليات تجميل وبناء مختلفة مثلا تشوهات ما بعد الحرق قد تؤثر على نمو الثدي او موقعه وتحتاج الى عمليات مثلا ال (Z - plasties) او تحريك انسجة من جلد والعضلات لبناء الموقع تأتي من الظهر مثلا او اسفل البطن. تضخم الثدي: ويحتاج الى عمليات تصغير الثدي في الجهة المصابة مع عمليات تثبيت ان احتاج الامر للثدي في الجهة الاخرى. اما تضخم الثدي عند الرجال فقد يحتاج الى عمليات تتدرج من شفط لدهون المنطقة الى شفط واستئصال جزئي للغدة الى عمليات تصغير للثدي في الحالات المتقدمة. استئصال الثدي في حالات السرطان: في الحالات المبكرة من الممكن بناء المنطقة باستخدام الانسجة والعضلات من الظهر او البطن او رفع الجلد وعضلة الصدر الامامية ووضع اكياس قد تحتاج للتغيير بعد مدة من الزمن، ومن ثم عملية بناء الحلمة والجلد المحيط بها بأخذ جلد لونه اغمق عادة ما يكون من جلد الفخذ الاعلى او وضع مادة ملونة على المنطقة المبناة للحلمة والجلد الذي يحيط بها بنية اللون مشابه للون الحلمة في الجهة الاخرى بعملية وشم للمنطقة حتى تبدو مشابهة للجهة الطبيعية وان اتقنت تعطي نتائج اجمل من الترقيع الجلدي. ا ان الهدف من الجراحات هو الوصول الى اقرب درجة ممكنة من التشابه، وعادة ما تكون نتائج هذه العمليات جيدة جدا ولكن تحفها مخاطر مضاعفات كأي عمليات اخرى ولهذا يجب اختيار التقنية المناسبة للتشوه بموافقة المريض تماما على الجراحة المختارة للتشوه وعادة ما يكون الاثر ايجابيا على نفسية المريض وينعكس ايجابيا على محيطه من الأهل والأقارب. ان هذه الحالات موجودة في كل البلاد وانما قد تبرز او تختفي حيث هناك الحياء من المشكلة ومواجهتها نظرا لخصوصية الموقع المصاب او عدم المعرفة بان هناك كثيرا من الحلول الجراحية التي تساعد في رفع التشوه او على الأقل التخفيف منه. الدكتورة / رولا عبدالله الحقيل استشارية جراحة التجميل مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر - جامعة الملك فيصل