الطائف تستعيد الصدارة السياحية بالتاريخ والطبيعة الخلابة

حديقة نجد تنافس الهدا والشفاء

انطلق في مدينة الطائف الأسبوع الماضي مهرجان (الطائف أحلى وأحلى)، وهو المهرجان الذي تسعى من خلاله لاستعادة مجدها في المجال السياحي، كونها مصيف المملكة الأول.
والطائف مدينة سياحية تاريخية، ضاربة بجذورها في عمق التاريخ أيضا، وهي إحدى مدن الحجاز، التي اشتهرت بموقعها الاستراتيجي والاقتصادي، وإشرافها على منافذ الطرق قديما وحديثا، وتتميز بمواقع أثرية عبر أجيال طويلة ذات قيمة تاريخية منذ العصر الجاهلي وصدر الإسلام، حتى الآن.
وتمتاز الطائف بمناخها المعتدل، خاصة في فصل الصيف، وهي منطقة جذب للسياح, كما أنها زاخرة بالآثار التاريخية الشهيرة، وتتوفر فيها الخدمات الفندقية، كما تمتاز بهدوئها وصفاء جوها النقي.
عراقة تاريخية
وتقع الطائف غرب مسجد العباس (رضي الله عنه)، على التل الممتد من الجنوب إلى الشمال من برج غفلة حتى آخر التل عند مجمع الإدارات الحكومية اليوم، والمعروف قديما بجبل غزوان، وهو موقع الطائف قديما.
والموقع المتميز للطائف جعلها تحتل موقعا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، خاصة لقربها من مكة المكرمة، فهي بوابة مكة لليمن ونجد، وملتقى طرق مهمة للحجاز، وهذا الأمر هيأ إقامة سوق عكاظ فيها، حيث كانت تتزامن إقامته مع قدوم الحجيج لمكة المكرمة، مما اكسبها شهرة ثقافية وسياسية، حيث كان يلتقي في السوق رؤساء العشائر والقبائل، وانعكس موقعه الاقتصادي المهم على أهله وسكانه.
الشفاء والهدا
من أهم المواقع السياحية في الطائف الشفاء، الذي يعد من اجمل مصايف المملكة، ويبعد عن الطائف مسافة 30 كيلومتراً، وقد تم تشجير الطريق والاستراحات وعددها 21 استراحة بحوالي 17 ألف شجرة وشتلة، كما شجرت الجزر والوسطية الواقعة على طريق 21 جزيرة وسطية, ويحتوي منها على 18 حوضا، ومساحة الحوض 64 مترا مربعا، كما أقيم على الطريق 365 عمودا للإنارة.
ومن المواقع أيضاً الهدا، الذي يبعد عن الطائف 22 كيلومتراً، ويشتهر بجمالها الطبيعي، لوقوعها على شفير وادي السكر الكبير، وزرعت في الهدى اكثر من 60 ألف شجرة وشتلة، وزودت الجزر الوسطية بأحواض الزهور المتميزة والجذابة.
حديقة نجد
تعتبر حديقة نجد أكبر وأجمل حدائق الطائف، وأكثرها اجتذابا للورد، فهي تقوم على مساحة 175 ألف متر، وتضم ملاعب للأطفال وبحيرة صناعية مساحتها 7200 متر مربع، يعلوها جسر يصل بين طرفيها، مع شلال صناعي، يسقط عليها من أحد التلال، كما تضم مسجدا، مساحته 525 مترا مربعاً، ومطعما و44 مظلة للجلوس وأماكن للجلسات العربية، و4 نوافير كبيرة وطريقا مسفلتا للخدمة، مبلطا بالحصيات الصغيرة، بطريقة فنية، وتنار الحديقة ليلا. ومع الإقبال الذي لقيته الحديقة من نشاطات من البلدية تم تنفيذ مشروع لتوسعتها بمساحة 657ر139مترا مربعا، وخصصت مساحة التوسعة أيضا للنساء.
غابات شجرية
كما يوجد في الطائف 3 ملايين دونم من الغابات الشجرية، من أشجار العرعر، الطلح، السدر، الضهيان، القرض، الأثل، السلم، الضرم، العتم وأنواع أخرى, معظمها تغطي الجبال المرتفعة في الهدى، ثقيف، ميسان، الشفاء، بني مالك، بني سعد والحارث، إذ تتميز قرى وهجر جنوب الطائف بمواقع طبيعية جميلة ومناظر خلابة وطقس معتدل، فهي تمتلك بذاك مقومات السياحة الأساسية.
وتجتذب هذه الغابات الطبيعية عشاق الطبيعة، حيث توافر مساحات خضراء واسعة، بعدما قامت البلدية بدور فعال في توفير الطرق والخدمات فيها، كالإضاءة والعاب الأطفال والمظلات العائلية وخلافها، ومن أهم الغابات الشفاء.
حدائق تاريخية
وهناك الحدائق التاريخية، مثل حديقة الحيوان، التي أنشئت عام 1403ه بالردف، على مساحة 85 ألف متر مربع، وهي معلم سياحي للمدينة، يزورها الآلاف من أهل المدينة والمصطافين القادمين إليها من جميع أنحاء المملكة والخليج، وبها العديد من الحيوانات كالأسود، النعام، الفيلة والنمور وغيرها من الحيوانات، وقد نفذ بها مشروع للتوسعه والتحسين في حظائر الحيوانات وتوفير 40 نوعا من الحيوانات، التي جيء بها من حديقتي جبل الخالدية وسارية المؤتمر، وهما حديقتان جبليتان، بينهما منطقة مشجرة، مساحتها الإجمالية 59 آلف متر مربع، وموقعها شرق حديقة الملك فهد.
حديقة السداد
وتعد حديقة السداد أول حديقة أنشئت في بداية التركيز على التشجير والحدائق، وهي حديقة للعائلات. ولجوها الهادئ وتصميمها الذي يضمن للعائلات أوقات من الترويح, مع ملاعب الأطفال, وتقع في منطقه نهار، وبها الآن اكبر واحدث الملاهي, وتبلغ مساحتها 94500متر مربع، وهي حديقة نموذجية تنسيقا ونباتا.
وهناك حديقة الحوية، التي تقع شمال الطائف، ومساحتها 75 ألف متر مربع، وهنالك العديد من المنتزهات الجميلة، مثل الردف، الذي يعتبر أكبر المنتزهات في الطائف، ويضم 18 حديقة، ومساحتها 146 ألف متر مربع ويتوسطه مصلى العيد.
آثار تاريخية
وكانت سوق عكاظ أعظم أسواق العرب في الجاهلية، وكانت تقوم في سهل منبسط بين مكة والطائف، حيث تقع جنوبه بمسافة تبلغ 20 كيلومتراً، واختلف المؤرخون في تحديد الموقع.
ومن المباني التاريخية في الطائف قصر شبرا، الذي بني عام 1325ه، وقصر الشيخ عبدالله السليمان، الذي بني عام 1362ه، في مجرى وادي وج، وبقايا سوق عكاظ، وبركة زبيدة التي بنيت عام 179ه، في عهد هارون الرشيد، وملعب أبي زيد الهلالي، ويقع في قرية غرابة بني سعد جنوب الطائف.
حصون وقلاع
كما توجد العديد من الحصون القديمة والقلاع والمنازل الأثرية، التي تتمركز معظمها في المراكز الجنوبية في بني سعد، ميسان، بني مالك وثقيف. حيث يرى العابر لطريق الملك فهد السياحي كلا من ميسان، بني صعب، سد وادي لية، سد اللصب، سد عكرمة الذي أنشئ عام 1375ه، سد عرضة، السمان، ثلبة، سويس الأسفل، سلامة اليسرى، وهنالك 3 سدود أثرية في نيسان، وهي مبنية بالطين والحجارة، وجميع السدود تتميز بالنقوش الخطية الموجودة على واجهات الصخور المجاورة لها.
محاصيل زراعية
تعد الطائف منذ القدم من اشهر المدن المنتجة للمحاصيل الزراعية، لما توفر لها من مقومات الزراعة، من وفرة المياه الحلوة، والتربة الخصبة الصالحة للزراعة. ومن المحاصيل المتميزة في الطائف: العنب، الرمان، البرشومي، المشمش، الحماط، اللوز، البخارة، التفاح والليمون. ومن الخضراوات: الخيار، الكوسة، الفاصوليا، والكثير من نعم الله على هذه المدينة الجميلة التي أطلق عليها عروس المصايف.
مساجد قديمة
وهناك العديد من المساجد القديمة التي أنشئ بعضها في صدر الإسلام، مثل مسجد عبدالله بن عباس، مسجد الهادي، الذي أنشأة السيد هادي بن محمد البدري اليمني بقرية بالهضبة السفلى. وأنشئ في حدود 1050ه، وهو الآن يقع في وسط السوق المركزي، مسجد حليمة السعدية يقع في قرية الشوحطة ببني سعد، وهناك مساجد أخرى متعددة.
قصر شبرا أحد أبرز المعالم السياحية التاريخية
طبيعة خلابة في الطائف