هاري بوتر هو اليوم في سن الثالثة عشرة، وهي مرحلة مركبة من العمر لأي كان حتى ولو كان صبيا يتمتع بقوى خارقة. لقد تولى الفونسو كوارون، الذي اشتهر بصنع فيلم (البلوغ الجريء) مهمة الاخراج ونقل القصة في اتجاهات مظلمة أكثر. والكثير من ذلك يأتي من مصدر مواد المؤلفة جي. كي. رولينغ فالفيلم أثقل من ناحية الموضوع من الفيلمين السابقين مع اكتشاف هاري المزيد من كيفية موت والديه ومع ازدياد فهمه لهويته الحقيقية. (ستيف كلوفز الذي اقتبس للشاشة كتابي هاري بوتر الأولين، كتب النص السينمائي لهذا الفيلم، وهو الثالث، أيضا. وفي هذه الأثناء أنجزت رولينغ تأليف الكتاب الخامس من سلسلتها المؤلفة من سبعة كتب). ولكن من ناحية البصر (ازباكان) ليس براقاومزاجيا مثل الفيلمين الأولين (هاري بوتر والحجر السحري) و(هاري بوتر وغرفة الأسرار) اللذين أخرجهما كريس كولومبوس. ولقد أعاد كولومبوس اختراع المسلسل من أساسه بأسلوب جميل وأنيق يشبه التعبيرية الألمانية مستعملا ظلالا رمادية باردة وكمية سخية من اللون الأسود وزاوية غير معهودة لتلتقط منها الكاميرا المشاهد. ول(أزباكان لحظات رائعة أيضا). هناك مشهد يحلق فيه هاري (دانيال رادكليف) ممتطيا حيوان هيبوغريف وهو حيوان طائر نصفه حصان والنصف الآخر نسر في رحلة وكأنه ملك الأجواء، ولكن دون مسار صوتي مرعد. والطاقم المساعد أروع مما كان في الفيلمين السابقين. فبالاضافة الى الممثلين العائدين، ومنهم ألن ريكمان في دور البروفسور سنايب الوقح وروبي كولترين في دور المارد المحبوب هاغريد هناك بعض الاضافات الرائعة: دافيد ثيوليس يعلب دور معلم (الدفاع ضد قوى الظلام) الذي يساعد هاري على مواجهة مخاوفه، فيما واطسون تسيطر على الشاشة في دور استاذة الفراسة الأنيقة، وهذا دور ظاهر يتعارض تماما مع الأدوار المتزمتة والمحتشمة التي اشتهرت بها. وفي دور سيريوس بلاك، الشخص الغامض وغير المفهوم جيدا، يضفي غاري أولدمان على هذه الشخصية الكثير من العاطفة والتعاطف. وقد نجح مايكل غامبون تماما في تقمص دور البوس دمبلدورن مدير مدرسة هوغوارت، وهو الدور الذي أداه ريتشارد هاريس الى حين وفاته في العام 2002. والأهم من ذلك أن رادكليف والممثلين الصغار الذين يشاركون في نجومية الفيلم كأصدقاء هاري، هم أكثر ثقة بالنفس من أي وقت مضى. ورادكليف الذي كان طفلا مقربا الى القلب، ولو غريب الأطوار بعض الشيء في الفيلمين السابقين. قد شب ليصبح مراهقا كاريزيما في الرابعة عشرة من العمر. واما واطسون، في دور هرميون، صديقة هاري المتسلطة قليلا، قد نمت وأصبحت صبية جميلة. أما روبرت غرين الصديق المفضل لدى هاري، فإنه يظهر في دور رون ويبدو انه بات يمتلك روحا فكاهية وحسا بالوقت أفضل من السابق. ان هذا الفيلم هو نسخة هاري بوتر للبالغين وان الجمهور المعتاد على ثقافة البوب الموقرة قد (يزعلون) من شيء ما. ولكن (أزباكان) يبقى أكثر أفلام هذه السلسلة حتى الآن من ناحية مادته الدسمة. (أزباكان) من توزيع وونر براذر، ومصنف (PG) الارشاد الأبوي لوجود لحظات مخيفة وعنف ويستغرق عرضه 141 دقيقة.