تشهد محافظة الأحساء هذه الفترة أجواء ربيعية يعرفها الأهالي عن ظهر قلب، حيث بدأ ظهور نبات الفقع والطراثيث في بطون الأودية الممتدة في عدة مواقع جبلية بالمحافظة. ويجد الاهالي هذه الأيام فرصة للاستمتاع بالأجواء الجميلة والتي تعد من أهم فترات الربيع التي تشهدها المنطقة باعتدال الأجواء، وخاصة بعد تحول أراضيها إلى مسطحات خضراء ونمو أنواع كثيرة من النباتات والأعشاب البرية والجبلية، والتي أصبحت مطلبا هاما للأهالي، الذين يحرصون على جمعها، لما تمثله من فوائد صحية، خاصة أنها من طبيعة الأرض، وتستخدم كغذاء ودواء، والتي يأتي في مقدمتها الفقع (الكما) والطراثيث ونبات الحميض الجبلي، حيث تجمع ويتم تناولها بعد ان تنظف وتغسل جيدا. ويقول خليل الحصحوص وعبدالله السبيعي، خلال رحلتهما البرية، ان مثل هذه الأجواء مشجعة على التنزه في المواقع البرية والجبلية بعد أن تحولت أراضيها إلى مسطحات خضراء جميلة، ونمت الأعشاب والنباتات المختلفة الأشكال والألوان فيها، والتي دائما ما تشجع على إقامة المخيمات، كما انها فرصة جيدة للبحث عن الفقع (الكما) من نوع الاخلاص والزبيدي، الذي يكثر تواجده بكميات جيدة في العديد من المواقع في هذه المنطقة، ومن أهمها بر الرياشي وبر العقير، مؤكدين أن الأمطار التي شهدتها المنطقة ساهمت في وجوده، كما تمكنا من جمع كميات جيدة، والفقع كما هو معروف مادة غنية بالغذاء ومفيدة، حيث تتطلب عملية التنظيف جيدا قبل ان يتم طبخها بطريقة جيدة، منوهين إلى مذاقه وطعمه الجميل. وأضاف وليد حمد: "انا من محبي الطلعات البرية، حيث أصبح البحث عن الطراثيث مطلبا هاما للكثير، بل انه تحول إلى أمر مربح، ودخل سهل لمن يقوم بجمعه وبيعه في الأسواق بأسعار تتراوح بين 10 إلى 15 ريال للكيلو الواحد، مؤكدا انه يجد إقبالا من الأهالي، سواء ممن يقومون بجمعه أو شرائه، حيث تعتبر الاحساء من الأماكن التي ينتشر فيها هذا النبات (الطرثوت)، وهو نبات رملي مستدق كالفطر يتشكل لونه من الأحمر إلى البنفسجي، ويتميز بوجود الكمية الكبيرة من العصارة المائية بداخله، ويوجد عند نبات الغضا، وهو نوعان مر وحلو، وهناك الكثير من كبار السن من أكدوا ان هذا الطرثوث مفيد وانه بمثابة الغذاء والدواء، خصوصا في فترة الربيع، حيث ينبت بعد هطول الأمطار الغزيرة وطلوع الشمس، ويفضل أكله، إما مباشرة بعد عملية التنظيف او عن طريق الشي، حيث إنه مفيد للمعدة.