رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس حفل افتتاح مبنى سفارة المملكة العربية السعودية الجديد لدى جمهورية تونس الشقيقة. وقد اقيم بهذه المناسبة حفل خطابي بدأ بالقرآن الكريم ثم القى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس احمد بن علي القحطاني كلمة رحب فيها بسمو وزير الخارجية والحضور. واكد ان علاقة المملكة وتونس علاقة ماثلة وناصعة تدل على الحكمة والحنكة التى تتمتع بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله الذي شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين وتشرف شعب المملكة بخدمة الحجيج والزوار والمتعمرين. ثم قدم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس نبذة مختصرة عن مشروع السفارة والذي يقع على مساحة تقدر بعشرة الاف وتسعمائة وتسعين مترا مربعا اقتطع منها اربعة الاف وثمانمائة وستة وخمسين متر مربعا خصص للمبنى الرئيسي الذي يضم الى جانب مكاتب موظفي السفارة والملحقيات والمكاتب السعودية الاخرى مكتبة وقاعة كبيرة للاحتفالات وقاعة للمحاضرات والندوات ومراكز لرجال الاعمال السعوديين للالتقاء مع نظرائهم رجال الاعمال التونسيين تم تجهيزه بالكامل وربطه مع الغرف التجارية السعودية بخط معلومات مباشر لتسهيل الحصول على اية معلومات تتعلق بالاستثمار والتجارة في المملكة العربية السعودية بهدف دعم التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين. واشار الى ان هذا المبنى رمز وعلامة من العلامات الراسخة الازلية والتاريخية التى تربط المملكة العربية السعودية بشقيقتها الجمهورية التونسية على كافة الاصعدة الرسمية والشعبية. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس لقد كان للمملكة العربية السعودية مواقفها الرسمية والشعبية التي لا تزال ذاكرة لدى الشعب التونسي الشقيق تستعيدها في المناسبات التي تستذكر فيها كفاح هذا الشعب ونضاله للحصول على استقلاله ولقد رسخ هذه العلاقة وعمق جذورها تبادل التمثيل السياسي قبل ما يزيد على اربعين عاما حيث كانت الاتصالات وتبادل الزيارات الرسمية بين القيادة في البلدين الشقيقين كما تبع ذلك زيارات بين مسؤولين في البلدين على كل المستويات في مجالي القطاعين العام والخاص للاستمرار في بناء هذه العلاقة على أسس ثابتة وراسخة. وفي هذا الاتجاه تم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة كما ان اللجنة السعودية التونسية المشتركة تقوم بدور مهم في هذا الشأن ولقد توجت مؤخرا هذه العلاقة بالتوقيع على مذكرة تفاهم في الثاني من شهر ذي الحجة عام 1424ه والتي سوف تفتح المزيد من آفاق التعاون والتشاور في كافة القضايا المشتركة. ورفع في نهاية كلمته بالغ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولى العهد وصاحب السمو الملكى الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام على كريم دعمهم وتوجيههم الدائم لكل ما من شأنه ان يرسخ عرى العلاقات الاخوية المتينة بين المملكة وتونس ويزيد من اواصر التلاحم والتقارب بين الشعبين الشقيقين. كما شكر سمو الامير سعود الفيصل لتوجيهاته المستمرة التي تؤكد حرص سموه الشديد للعمل على ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية حيث كان لذلك بعد توفيق الله الاثر الكبير والفعال في تحقيق الكثير من الانجازات لخدمة مصالح البلدين المشتركة. كما اعرب احمد القحطاني عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية على توجيهات فخامته السديدة وحرصه الشديد على توثيق وتمتين عرى الاخوة وتأكيد تميز وتفرد العلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في كل المجالات كما عبر عن شكره لكافة المسؤولين في الحكومة التونسية على اهتمامهم وتقديم التسهيلات التى ساعدت في تقوية وتوطيد العلاقات وتطويرها للافضل. ثم القى صاحب السمو الملكى الامير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة رحب فيها بمعالى وزير الخارجية التونسى الحبيب ابن يحيى وشكره على حضوره الاحتفال بافتتاح مبنى سفارة خادم الحرمين الشريفين الجديدة في تونس. واوضح سموه ان مبنى السفارة الجديد صرح يعبر عن العلاقات القائمة والمتميزة بين الجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية كما انه يحمل معنى اكبر من ذلك حيث يشكل بانشائه صرحا لمستقبل العلاقات ونموها بالشكل الذى يتناسب مع طموح قادتنا. وقال سموه انه من حسن الطالع ان يجرى افتتاح هذا الصرح في هذه الايام التي تنعقد فيها القمة العربية ولعل ذلك من حسن الطالع لانه سيكون من دعائم ما سترسمه هذه القمة العربية من تعاون بين الدول العربية ورص جميع الصفوف. وكما ذكرت من قبل ان هذه القمة تحمل الجدية والمصداقية. واضاف سموه ان تونس عودتنا بالرؤية الواضحة والجدية في اتخاذ رالقرارات والمصداقية في التنفيذ. ودعا الله ان يوفق الجميع ممن يعملون في هذا الصرح وان يكونوا في محل اداء الواجب. وقال ومن حسن الطالع ان يكون في هذا الحفل ايضا الزميل والاخ ابراهيم العساف وزير المالية.. منوها بتجاوب وتعاون معاليه مع الخارجية في مجال بناء السفارات خاصة في هذا البلد الذى يتردد عليه كثيرا ويكسب في قلبه وشعوره محبة خاصة. وشكر سموه جميع من ساهم في وصول هذا البناء الى ما وصل اليه منوها بالتسهيلات التى قدمتها الجمهورية التونسية والمسؤولون التونسيون.. متمنيا من العاملين في هذا المبنى ان يكونوا عند حسن ظن قادتهم في خدمة ابناء هذا الوطن وخدمة السعوديين الذين يعملون في هذا الوطن. وجدد سموه الشكر للجميع على تلبية الدعوة خاصة وان الجميع مشغولون في هذا الوقت وخص بالشكر كاتب الدولة في الخارجية التونسية وكل مسؤولى وزارة الخارجية الذين حضروا الحفل. وتحدث في الحفل وزير الشئون الخارجية التونسى الحبيب بن يحيى معبرا عن ارتياحه للفرصة التى اتيحت له لحضور هذا الحفل ووصف سمو وزير الخارجية بانه الاخ العزيز وبانه مدرسة في الدبلوماسية العربية وهو عميد الدبلوماسيين العرب في حسن اداء الرسالة الدبلوماسية العربية التى تتسم بالجدية والصراحة ولباقة اللفظ. وتوجه الى سموه بالقول هذه مناسبة تأتى الى هذه الارض السعودية التونسية لتشهد صرحا جديدا من نمط عمراني سعودي تونسي بنته اياد تونسية وسعودية. ومضى الى القول ان ما بدا اليوم في جمع للشمل تحت سفارة مرموقة تشهد على صلابة العلاقات بين المملكة وتونس وعلى مستقبل هذه العلاقة والشراكة السعودية التونسية ولدينا تعليمات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ومن فخامة الرئيس زين العابدين بن علي للمضى قدما في تدعيم هذه العلاقة بين المملكة وتونس. وبين ان هذه الشراكة برزت في الحقل الدبلوماسى اخيرا منوها بمساعى صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وعمله الدؤوب منذ بدأت تحضيرات القمة السادسة عشرة في تونس حتى تم الوصول الى وفاق عربى حول أهم القضايا التى سيبدأ القادة اليوم في دراستها مؤملا الخروج بحصيلة طيبة ليس في تونس الخضراء فحسب وانما لكل العالم العربى وللمصداقية والحرية في هذا العالم الذى يتحول ويتغير كل دقيقة وهنأ معاليه المملكة العربية السعودية وهنأ سمو وزير الخارجية بالمبنى الجديد معتبرا ان افتتاحه في هذا اليوم قبيل بدء القمة السادسة عشرة يحمل اكثر من معنى واكثر من دليل وهو رمز للاخوة الحميمة بين المملكة وتونس وهو رمز يتم الانطلاق منه لتوثيق العلاقات العربية على أسس قوية وعلى جدية العمل العربى المشترك. وعبر عن امله في الخروج من هذه القمة رافعين الرأس وكرامة العرب محمية في مصداقية العرب وعملهم في توحيد كلمتهم. وشكر سفير المملكة العربية السعودية احمد بن على القحطانى على اختياره لهذا اليوم لافتتاح المبنى الذي وصفه بمبنى الجدية والعمل المشترك. ثم قام سمو الامير سعود الفيصل بقص الشريط ايذانا بافتتاح مبنى السفارة الجديد وازاح سموه ووزير الشؤون الخارجية التونسى الحبيب بن يحيى الستار عن اللوحة التذكارية ثم تجولا وبقية الحضور داخل اقسام السفارة وشملت القنصلية وصالة الاستقبال والمكتبة العامة والتي تضم اهم وابرز الكتب في مجالات متعددة. وفي نهاية الجولة حضر سموه والحضور حفل الاستقبال الذي اقيم تكريما لسموه والوفد المرافق. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الوزير المفوض في وزارة الخارجية ومعالي وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف ومعالي وزير الحج الاستاذ اياد بن امين مدني وكاتب الدولة للشؤون الخارجية التونسي المكلف الشؤون المغاربية والافريقية حاتم بن سالم وعدد من كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين وسفراء الدول العربية والاسلامية والصديقة المعتمدين لدى جمهورية تونس.