حذرت دراسة عربية للمنظمة العربية للتنمية الإدارية من زيادة أعداد القنوات الفضائية العربية والعالمية وتأثيرها السلبي على الصغار خاصة فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية حيث زادت أعداد القنوات العربية الفضائية لتصل إلى 120 قناة فضائية تبث عبر القمر الصناعي العربي ( عربسات ) والقمر الصناعي المصري (نايل سات ) وامتدت معها ساعات البث التليفزيوني لتصبح على مدار الساعة بعد أن كانت في ساعات محدودة وتنوعت معها البرامج ليغلب عليها الكم بدلا من الكيف ويتبين من ذلك مستوى معظمها الهابط ومحتواها الهزيل الذي لا يقدم نافعا ولا يضيف جديدا . وأضافت الدراسة انه يسيطر على هذه القنوات المضامين الترفيهية التي يغلب على بعضها السطحية والتشابه الشديد في المضمون وتؤكد على القيم الاستهلاكية وإهدار قيمة العمل من خلال المسابقات السهلة التي تسعى لإشاعة أحلام الثراء السريع دون مجهود يذكر ورغم وجود بعض القنوات الثقافية والدينية المتخصصة سواء المصرية أو السعودية إلا أن التليفزيون العربي في مجمله غير قادر على أن يلعب دورا مؤثرا في نقل الثقافة والتعبير عنها - وتكمن خطورة بعض البرامج خاصة الأجنبية في احتوائها على مضامين موجهة ذات أغراض خفية يراد منها النيل من عاداتنا وتقاليدنا حيث تؤكد الإحصائيات أن التليفزيونات العربية تستورد ما بين 40-60 %5 من البرامج التي تبثها الدول الأجنبية وفي الوقت نفسه فان الطفل الخليجي يقضي بين 3 - 4 ساعات يوميا خلال أيام الدراسة وأكثر من ذلك في أيام العطلات . كما حذرت الدراسة من التعمق في استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة ومن بينها الانترنت والتليفون المحمول وغرف الدردشة والتي تساهم في ايجاد بيئة غير صحية لترويج ونقل القيم الغربية المنافية لقيمنا العربية - وحول الآثار السلبية لهذه القنوات الفضائية فندت الدراسة عدة أسباب منها : أن الأبناء يقضون وقتا طويلا أمام هذه القنوات والانترنت مما يضيق الوقت الذي يقضونه مع أسرهم ويساهم بالتالي في تقليل فرص الاجتماعات العائلية ويعزز الميل لديهم للعزلة والانفراد ويقلص علاقاتهم الاجتماعية مع أصدقائهم ؛ العمل على تعزيز النمط الاستهلاكي لدى الأفراد من خلال الإعلانات التليفزيونية بطريقتها الإيحائية الجذابة ؛ مشاهدة مشاهد العنف والجريمة التي تزخر بها الأفلام الأجنبية تولد وتثير النزعة العدوانية لدى الأطفال ومحاولة تقليدها ومحاكاتها مع إخوانهم وأقرانهم واحتواء بعض البرامج التي تخاطب الأطفال جرعات كبيرة من الخيال تجعل الطفل يعيش ويفكر خارج نطاق الواقع ؛ إثارة الغرائز من خلال المشاهد الفاضحة والإلحاح في إشباعها . وقالت الدراسة انه مع زيادة تأثير هذه الفضائيات فانه قل استخدام اللغة العربية بين أبنائنا وشبابنا بسبب الغزو الثقافي الأجنبي وزيادة مفردات اللغة الإنجليزية بدلا من العربية كما انتشرت بين الشباب اللهجة الأمريكية الدارجة مثل wow, come on , go 2 hell وغيرها من الكلمات الأخرى كما امتد التغيير إلى نوعية الأكل والملابس إذ شاع تفضيل الوجبات السريعة ونسيان وإهمال البسملة وأصبحت الملابس المفضلة هي القبعة المعكوسة وملابس الجينز والقمصان التي تحمل صورا نصف عارية . وطالبت الدراسة بضرورة إعادة تأهيل النشء من جديد من خلال إعادة تربية أبنائهم وزيادة الانتماء إلى الدين الحنيف والاعتزاز بهويتهم العربية والإسلامية مما يجعلهم في حصن من الغزو الثقافي الغربية ؛ والعمل على اختيار قنوات فضائية بديلة ومفيدة وتعويد الأطفال على مشاهدتها حتى تتغير ميولهم ويعتادون على البرامج المفيدة .