يعتقد الانسان انه بمنأى عن عقاب الله وانه بعيد عن العدالة الالهية فيزداد طغيانه واستبداده وقد غاب عن عقله ان الله يمهل ولا يهمل (اليوم) تطرح حكاية جديدة اشترك في صنعها الرجل والمرأة على حد سواء.. نلتمس فيها الطريق الى النجاة والحياة الصحيحة من خلف الابواب المغلقة، من براثن الادمان وظلم الازواج وضياع الابناء وعقوق الآباء وسطوة النساء، ومآسي الغدر والظلم. ولندرك الهدف الاسمى من طرح القصص الحقيقية على لسان اصحابها. حملنا نفسنا اليه بعد ان سمعنا بقصته العجيبة التي ترددت في الحي وعرضنا عليه ان يحكيها لنا.. فقال بعد برهة وهو ممسك بعصاه يخط بها على الرمال.. وينظر بعيون يكسوها الحزن الى الافق البعيد.. قدر الله ان اكون رجلا عقيما.. فسافرت الى المشرق والمغرب.. وجربت كل الوسائل.. سنوات طوال حتى ايقنت بقضاء الله. فطلقت زوجتي.. وهي لاذنب لها وتزوجت بسيدة عقيم تؤنس أيامي.. وركزت فكري في التجارة التي ربحت منها الشيء الكثير.. وبعدها قررت الاعتناء بأحد ابناء اخي فأخذته عندي وحرصت على تعليمه ومشاركته في التجارة والعمل حتى اصبح ساعدي الأيمن.. وابني الذي لم يخرج من صلبي احببته حد الجنون.. وبعد ان بلغ الكبر مني قررت التقاعد عن العمل.. وكتبت له توكيلا عاما على املاكي وحرية التصرف حتى يقوم بادارة التجارة وتخليص الاوراق المالية وغيرها ولم يكدر صفو حياتي شيء من الألم او يخامرني منه سوء الظن او الغدر.. حتى ذلك اليوم الذي قررت فيه سحب مبلغ ضخم من حسابي لكي اتبرع به الى احدى الجمعيات كما اعتدت كل عام فلم أجد في الحساب سوى مبلغ بسيط. ظننت ان هناك لبسا فحملت نفسي لادارة البنك لتوضيح الامر فأكد المحاسب سلامة اوراقهم وان وكيلي الشرعي قام بسحب رصيدي منذ مدة. ارهبني الموقف وتوجست سوءا فذهبت الى ابني استفسر منه عن ماهية الامر فكانت الصدمة التي اوصلتني الى ابواب العناية المركزة فلقد هب في صارخا وقال بان كل شيء اصبح ملكه الخاص.. وانه يقوم بالصرف علي وعلى زوجتي من ماله الخاص.. بعد ان وثق كل شيء في المحكمة الشرعية بعقود بيع وشراء. ولقد ظللت في العناية لمدة شهر خرجت بعدها.. فقيرا.. يعتريني ألم الغدر والخيانة ونكران المعروف. ولم استطع الذهاب الى المحكمة او الشكوى حرصا على علاقتي بأخي.. ويقيني ان فلوس العالم لاتعوض صدمتي في ابني الذي احببته وربيته.. وشكوت سري وما حل بي لله عز وجل فهو القادر على انصاف المظلوم. وكان انتقام الله عز وجل بالمرصاد فلقد تعرض لحادث مروع اودى بحياته في الحال.. وقام اخي بأرجاع املاكي لي.. طالبا مني الصفح عنه ومسامحته لعل الله يرحمه.. فأخبرته اني قد سامحته لوجه الله تعالى.. بعد ان انصفني. لذلك يجب على الناس ان لايتناسوا المعروف بينهم او يتجاهلوا ان عاقبة الظلم عند الله اسرع من ارتداد البصر وان الظلم مهلك لصاحبه.