@ من سجل مفكراتي اليومية أود أن أسرد لكم بعض المواقف الواقعية والطريفة بنفس الوقت بقصد مشاركتكم هذه اللحظات التي أقل ما يمكن التعليق عليها بقول (شر البلية ما يضحك) وإليكم هذا الموقف اللطيف: @ اتصل بي ذات يوم شخص ما لا أعرفه على الخط المباشر ( والذي لا يعرفه إلا القليل) ولا أعلم كيف حصل على الرقم وقد كنت حينها في اجتماع عمل مع بعض الموظفين، وغالبا لا أرد على الهاتف أثناء الاجتماعات ولكن عندما يرن الخط المباشر فالموضوع مختلف فقد يكون الأمر في غاية الأهمية أو المكالمة ممن لا نستطيع تأجيله، لذلك بادرت بالاعتذار من الحضور وقطعت الاجتماع للرد على المكالمة المجهولة وبعد أن رحبت بالمتصل سألته عن طلبه فأجاب ببرود شديد أود أن أسألك إن كنت تعرف فلانا ( وذكر لي أسما مألوفا جدا !) فقلت له ولماذا تسألني بالذات فهل الموضوع مهم لهذه الدرجة ؟ أجاب بنفس البرود سأقول لك لو جاوبتني بأنك تعرفه! فسكت برهة متحيرا هل يطالبه بمبلغ اقترضه ولم يعده ؟ هل لديه مشكلة كفالة بنكيه أو ضمان مالي لم يسدده؟ هل هو متورط معه بحادث أو غيرة ،وهل يرغب مني أن أدله على عنوانه، وهل ،، مجموعة أسئلة واحتمالات كثيرة أخذت تلف وتمر سريعا في بالي ! فقلت له أسمع يا أخ أنا مشغول الآن وأنت تستفسر عن أمر لست متفرغا حاليا للرد عليه فلماذا لا تتصل بي مرة أخرى لاحقا ولكن عبر السنترال وأعطيته رقم التحويلة بدلا من الخط المباشر، وقفلت الخط وأنا متحير ! ماذا يريد من معرفتي بفلان ؟ ولماذا أنا بالتحديد؟. @ واصلت الاجتماع وكان يبدو علي الانزعاج من هذه المكالمة وكيف قطعت علينا اجتماعنا، ولم تمض فترة قصيرة بعد أن انتهينا إلا ونفس الشخص الذي أتصل مسبقا يتصل مرة أخرى ولكن عبر السنترال هذه المرة (حسب نصيحتي له ) وبدون مقدمات أو اعتذار بدأ يسأل مرة أخرى هل تستطيع إجابتي الآن إن كنت تعرف فلان ؟ فقلت له مترددا أعتقد أني أعرفه أن كان هو صاحب الاسم !، فسألني إن كنت أعرفه جيدا وعن قرب؟ (بدأت أتململ وأقول في بالي ما هذا الأسلوب؟ هل هو برنامج صيد الكاميرا أم ماذا؟) فجاوبته لا ليس ذلك القرب ولكني أحادثه بين الحين والآخر، فهل توضح لي ما الأمر ولماذا تسأل؟ ، أجابني لا تستعجل سأوضح لك الأمر، أنني (أي هو) علمت من فلان الذي أسألك عنه بأنه صديق مقرب لك وهو ( أي فلان) يعرفني منذ زمن طويل( يقصد نفسه) وحيث كنت أرغب بالذهاب لأداء فريضة الحج هذا العام ( وهنا قاطعته أفكاري وبدأت أقول لنفسي وما دخلي أنا بهذه الحكاية ؟ ولكني واصلت الاستماع مرغما و متأففا). @ وبدأ يسرد كلامه ببرود أكثر فقال لقد سمعت أن لديكم فرص عمل وأنكم تستقبلون طلبات التوظيف ورأيت أن هذه فرصة لي كي أرسل لكم طلبي بعد عودتي من الحج ولكني خفت أن تأخرت عليكم بإرسال الطلب أن تذهب علي فرصة العمل والحياة فرص، والفرص هذه الأيام قليلة جدا ولا تأتي إلا بالواسطة، لذا سألتك أن كنت تعرف فلان، فستكون خير واسطة لي، وأستطيع أن أطلب منك بأن تحجز لي الوظيفة كي لا تفوتني و أوعدك بإرسال طلب التوظيف فور عودتي مباشرة من السفر والحضور لمقابلتك وتوقيع عقد العمل؟ وبالمناسبة ما هي الوظيفة وكم الراتب والبدلات؟ @ لقد دار رأسي لبرهة ولم أستطع إخراج الكلمات من فمي إلا مبعثرة حيث قلت له، راتب أي راتب؟ وأي وظيفة؟ وأي فلان تقصد؟ لا يا أخ أنت أكيد غلطان لأن فلان اللي أعرفه مقيم منذ سنوات طويلة خارج المملكة ولم أره منذ مدة ولكني أحادثه هاتفيا أو عبر البريد الإلكتروني وليس هو صاحبك اللي تسأل عنه، لذلك أرجو أن لا تضيع وقتي أكثر، وأتمنى لك حجا مقبولا مقدما ومع السلامة، وقد أقفلت الخط وأنا ألعن في نفسي فلان اللي سألني عنه واللي وزع أرقام هاتفي لكل من هب ودب ويا غافلين لكم الله! ، سأحاول أن أسرد بعض المواقف الطريفة والواقعية الأخرى في حلقات متفاوتة وعسى أن تنال الفكرة استحسانكم والسلام.