دانت منظمتان بريطانيتان للدفاع عن حرية الصحافة تقرير القاضي البريطاني براين هاتن حول انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي، معتبرة انه يشكل تهديدا لصحافة التحقيقات وحماية المصادر. وقال الامين العام للنقابة الوطنية للصحافة جيريمي دير ان هذا التقرير انتقائي ومنحاز بشكل واضح ويشكل تهديدا لمستقبل صحافة التحقيقات. وكان القاضي هاتن انتقد هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لانها سمحت لاحد صحافييها اندرو غيليغان بتوجيه اتهامات لا اساس لها الى حكومة توني بلير. وقال المنسق الوطني للحملة من اجل حرية الصحافة ووسائل الاعلام باري وايت ان الوقائع التي ذكرها غيليغان صحيحة في اساسها وهذا اهم ما في الامر وما تريد ان تخفيه الحكومة. ورأى ان القاضي هاتن كان بعيدا عن الموضوعية عندما برأ ساحة الحكومة واتهم هيئة الاذاعة البريطانية. من جهة اخرى، اعتبر دير ان الامر الاسوأ في التقرير هو ان القاضي هاتن وجه ضربة خطيرة لحق حماية المصادر بتأكيده ان الحكومة لم تخطىء وان اسم ديفيد كيلي كان سيكشف في نهاية الامر. واضاف ان هذا يعني انه لا احد في الادارة الحكومية سيجرؤ على كشف الفساد او الخلل خوفا من ان يتعرض لما تعرض له كيلي (...) وسيكون هناك صحافيون يخشون من ان يتعرضوا لما حدث لغيليغان. واشار دير الى ان صحافيين في ايرلندا الشمالية مهددان حاليا بالسجن لرفضهما كشف مصادرهما في تحقيق ادى الى فتح تحقيق ثان في 1997 في مجزرة الاحد الدامي (1972) بعد ان برأ تحقيق اول الجيش. واكد باري وايت علينا الا نخشى ترهيب الحكومة التي تستخدم التحقيقات من اجل اهدافها الخاصة، معبرا عن اسفه لانهيار ادارة هيئة الاذاعة البريطانية في الوقت الذي عليها ان تقف لتدافع عن الصحافيين. وعلى ذات الصعيد افاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة (ديلي تلغراف) نتائجه امس ان 56% من البريطانيين يرون ان التقرير الذي قدمه القاضي براين هاتن حول الظروف التي ادت الى انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي برأ توني بلير من تهمة التلاعب بالمعلومات. واكد 67% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي اجراه معهد يوغوف انهم يثقون بهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) معتبرين انها قالت الحقيقة، على الرغم من الانتقادات التي وجهها تقرير هاتن لها بينما عبر 37% عن ثقتهم بالحكومة. وافاد استطلاع آخر اجراه معهد آي سي ام ونشرت صحيفة الغارديان نتائجه ان بريطانيا واحد من كل عشرة يثق بحكومة بلير مقابل 31% يثقون بهيئة الاذاعة البريطانية. واشار هذا الاستطلاع الذي شمل 532 شخصا ان 49% من البريطانيين لا يثقون بهيئة الاذاعة ولا برئيس الوزراء، بينما قال 38% منهم انهم مرتاحون للطريقة التي يمارس فيها بلير مهامه كرئيس للوزراء، مقابل 55% يتبنون موقفا مخالفا.