رغم المناظر الخلابة في (آخر الساموراي) ومشاهد معاركه الملحمية والجمال البسيط لفلسفته الشرقية، من الصعب ألا يحس المتفرج أنه قد شاهد هذا الفيلم من قبل. ذلك لأنك فعلت في العام 1990 بالتحديد عندما كان بنجومية كيفن كوستنر وبعنوان (الرقص مع الذئاب). يلعب توم كروز في (آخر الساموراي) دور الكابتن ناثان الغرين، الجندي السكير المتذمر السابق الذي يتم تجنيده للذهاب الى اليابان لتدريب الجنود على مقاتلة الساموراي الذين يتمسكون بعناد بتقاليدهم في غمرة العصرنة المتزايدة. إلا أن الغرين نفسه ينتهي به المطاف في معركة مع أولئك المحاربين الساموراي الذين يختطفونه في النهاية لتعريفه على ثقافتهم. وبعد ن يشفى الغرين من الإدمان على الخمر ولا يعود جسمه يرتجف، يقول عنهم: (انهم أناس مذهلون. لم أشاهد مثل انضباطهم من قبل. وعليه، انك ترى أين سيقودنا ذلك: الغرين سيجلب الاحترام للساموراي ويصبح واحدا منهم، مثلما اتخذت شخصية الملازم كوستنر لنفسه اسم أحد هنود قبيلة السيو، وانضم الى قبيلتهم. ومع اقبال الغرين على تعلم الكلمات اليابانية للأرز، والملاعق الخشبية، تتوقع منه أن يرى جاموس بافالو ويلفظ كلمة تاتونكا (مثل كوستنر في فيلم "الرقص مع الذئاب". في الحقيقة يلعب توم كروز هنا نفس الأدوار التي لعبها في كل أفلامه تقريبا. ولكن فيلم (آخر الساموراي) هو عمل جدي يعتمد على أفلام كوروساوا التي يحبها ويوقرها كروز والمخرج ادوارد زويك. ان النص السينمائي الذي كتبه زويك مع جون لوغان ومارشال هرسكوفتينر، مثقل بالتخلي عن القدر والشرف، وشخصياته يستخدمون آخر زفرة نفس في أجسامهم ليقولوا أشياء ملفتة ومأثورة في أكثر اللحظات حرجا ودراماتيكية. وقد يبدو ذلك تماما، ولكن شيئا آخر سيجعل الفيلم نسخة طبق الأصل عن الأعمال الهوليوودية. الفيلم يصبح مثيرا للاهتمام عندما يمضي الغرين وكاتسوموتو وقتا أكثر مع بعضهما البعض، ولدى كل منهما عطش شبه صبياني للتعرف على ثقافة الآخر، ويتمتع وتانابي بكاريزما وحضور طاغ يجعل من الصعب مقاومته. وينجرف الغرين أيضا بالحسناء (تاكا) (العارضة الممثلة كوبوكي)، زوجة المحارب الذي قتله في المعركة والتي تستقبله في منزلها. وعند هذه النقطة يتحول الفيلم الى كليشيه هوليوودية غير لازمة: تاكا تخدمه، بجفاء ولكن بهدوء، لأنه ضيفها. ولكنهما في النهاية يقعان سرا في هوى بعضهما البعض، والقبلة التي يتبادلانها في النهاية تبدو في غير مكانها. ولكن هذه شائبة صغيرة. فالمهم أكثر هو التصوير السينمائي الغني الذي حققه جون تول. فالمعارك ملطخة بالدم والوحول والضباب، وهي معارك وحشية ومؤثرة. إلا أنها منعشة بشكل لا يصدق وجذابة وطريفة تقريبا لأن فيها أشخاصا حقيقيين يتحاربون ويقتل بعضهم البعض، وليس مجرد (بيكسلات) كومبيوترية تقدم تشبيها للأكشن، التي مع الأسف، أصبحت الأسلوب المتبع من (سيد الحلقات) إلى (حرب النجوم). آخر السموراي من توزيع وورنر برذرز، ويستغرق عرضه 147 دقيقة.