ايران التي ضربها زلزال بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر وتسبب بمقتل عشرين الف شخص على الاقل حتى الآن، تقع في منطقة معرضة باستمرار لخطر وقوع زلازل. وعرفت ايران عبر التاريخ العديد من الكوارث الكبيرة في هذا الاطار. ويعود الزلزال الذي حصد اكبر عدد من الضحايا (40 الف قتيل) الى يونيو 1990 وقد ضرب محافظتي غيلان وزانجان (شمال). وبلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر وألحق اضرارا جسيمة في ثوان قليلة على مساحة 2100 كيلومتر مربع تضم 27 مدينة و1871 قرية.. وعرفت دول اخرى في المنطقة مثل تركيا وسوريا وارمينيا وافغانستان كوارث كثيرة ايضا. ووجد تفسير لهذه الكوارث في اعماق المحيطات التي اظهرت آثار تحرك لشبه القارة الهندية باتجاه المنطقة الاوروبية-الاسيوية. فالهند التي كانت تبعد قبل حوالى 70 مليون سنة مسافة سبعة آلاف كيلومتر من المنطقة الاوروبية-الاسيوية، اقتربت منها تدريجيا حتى باتت متصلة بالقارة الواقعة شمالا. ومنذ اربعين مليون سنة تمارس الهند دفعا كبيرا باتجاه المنطقة الاوروبية-الاسيوية. ومع ان هذه الظاهرة تباطأت واصبحت تمثل عشرة سنتيمترات سنويا، بيد ان هذا الانحراف يمكنه ان يتسبب بصدمات وهزات ارضية عنيفة. وهذا الانحراف نفسه مسؤول عن تشكل تضاريس متناقضة تمتد من الهضبات المنخفضة في الهند الى اعلى قمة في العالم في جبال هملايا.