منتزه الملك فهد بالدمام تبلغ مساحته مليونا ومائتي الف متر مربع تقريبا ويتوسط مدن حاضرة الدمام ويمتاز بموقع جغرافي ممتاز ومداخل ومخارج عبر طرق سريعة مع سهولة الوصول اليه بعيدا عن زحمة المواصلات وصخب المدينة. هذا المنتزه الذي يحمل اسما غاليا علينا جميعا وبالرغم من مساحته الكبيرة الا ان زائره لايحاول اعادة الزيارة مرة اخرى لعدم تميزه عن غيره من المنتزهات او الحدائق او المناطق الترفيهية الاخرى الا بكثرة الحشرات والقوارض والناموس. ويعتبر المنتزه قبل افتتاح الواجهة البحرية متنفسا مقبولا لاهل المنطقة وبعد افتتاح الكورنيش عزف اهل المنطقة عن ارتياده لتوافر المناطق الخضراء ومياه البحر والمطاعم ومحلات الترفيه بالواجهة البحرية وكان على الامانة في حينه القيام بدراسة ظاهرة العزوف واسبابها وايجاد الحلول والبدائل لاعادة تأهيل المنتزه بالصورة التي تليق به. وقد قرأت في مجلة (امانة) العدد الثاني بتاريخ 7/4/1424ه تحت عنوان (اعادة تاهيل منتزه الملك فهد بمشاريع استثمارية) خبرا بانه تم عرض الدراسة الميدانية الاستطلاعية لمعرفة رغبة المستثمرين وكان ابرز ماتوصلت اليه الدراسة الرغبة في انشاء مطاعم الوجبات السريعة وحديقة الحيوانات وملاعب وسوق شعبي وناد رياضي وشقق سكنية ومواقع للفروسية وعربات خيول. وهنا اتساءل اين رغبات وحاجات المواطنين والمقيمين من مرتادي هذه المشاريع في الدراسة وثانيا هل هذه المشاريع ستعيد الحياة للمنتزه وتجعل الدماء تضخ بعروقه واشلائه وبالتالي اعادةتاهيله ليصبح مشروعا بناء وعلما من الاعلام المميزة للسياحة في المنطقة الشرقية. ان في المجتمع شريحة كبيرة تقضي معظم وقت فراغها بالتسوق بالمجمعات التجارية المغلقة وقد يكون من المناسب ان تتضمن الدراسة المقترحة لتأهيل المنتزه انشاء مجمع تجاري ضخم يلبي تطلعات المنطقة ويكون ذلك من خلال استثمار جزء من ارض المنتزه لاطول فترة يسمح بها النظام 50 سنة مع الابقاء على المناطق الخضراء والمفتوحة والترفيهية والمطاعم وهذا سيلبي حاجة الاسرة بالتسوق والترفيه في مكان ووقت واحد وقد يكون من المفيد ان تقوم الامانة بدراسة ميدانية فعلية اضافة لعمل استبيان عبر وسائل الاعلام المختلفة لمعرفة رغبات المواطنين والمقيمين في مثل هذه المواقع ودراستها ومحاولة تلبيتها من خلال مشاريع استثمارية تعود بالنفع على الجميع (المواطن، المستثمر، الامانة والسياحة). ختاما يقال: (ماخاب من استشار وافلح من استخار)...