عزيزي رئيس التحرير إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الموجهة الى المجمع الفقهي المنعقد في مكةالمكرمة تضمنت كثيرا من المضامين العالية التي يجب ان يقف عندها كل عالم وفقيه وباحث ومفكر وهي في الحقيقة دستور عملي في كيفية التعامل مع ظاهرة التكفير لدى البعض ممن هو محسوب على العلم.. وواجب العلماء ان يردوهم الى الصواب ويبعدوهم عن التعصب وتشويش أفكار الناس بما فيهم الشباب وان يوجهوا جهودهم لخدمة المجتمع لما يعود عليهم وعلى مجتمعهم وعلى بلدهم بالخير والرفعة وتزول السمعة التي لحقت بالمسلمين من جراء تصرفات وفتاوى بعض من ينسبون أنفسهم للإسلام وان يكونوا دعاة صادقين وان يفتحوا صدورهم الى كل من يخالفهم في التوجهات وان يتقبلوا وجهة النظر الأخرى بكل رحابة صدر وان يجادلوا بالتي هي أحسن وان يعطوا الفرصة للآخرين كي يعبروا عن آرائهم بكل صدق واخلاص لما يخدم المسلمين من غير تعصب وتشنج كي تتلاقح الأفكار ويخرج انتاج فكري عظيم يخدم المسلمين والأمة المسلمة وان ينفض الغبار عن الصورة العالقة في أذهان العالم الغربي وغيره من غير المسلمين بل ويزيد يقين المسلمين بعقيدتهم وهم يرون علماءهم يرشدونهم الى الإسلام النقي الخالي من التعصب. ان اضطراب الرؤى بسبب الجهل من أخطر التحديات الداخلية التي عادت اليوم للظهور ولقد أشار خادم الحرمين الشريفين في كلمته الى الدواء الناجع لهذا الفكر المنحرف. 1 تصحيح الخلل في مناهج التكفير التي ظهرت لدى بعض المسلمين من خلال الحوار عبر الندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام ونشر الكتاب الإسلامي. 2 التصدي للفتاوى الفردية الشاذة بالحجة الشرعية وإبطالها ومعالجة سوء الفهم عند أصحابها لقد عشنا ويلات الفتاوى الفردية التي تكتب في الكهوف المظلمة وراح ضحيتها أناس أبرياء. 3 تعريف الغلو وتوضيح أنواعه وبيان خطره على عقيدة المسلم وعلى سلوكه والتحذير من خطره على شخصية الأمة المسلمة وبيان علاجه. 4 معالجة فتنة التكفير التي تطل برأسها في بعض المجتمعات الإسلامية وان تتضافر الجهود مع العلماء والفقهاء والكتاب ووسائل الإعلام وأن يوضحوا لهم ذلك بجلاء. 5 تحديد دلالات المصطلحات الشرعية التي تثار بشكل خاطىء بسبب الجهل بحقيقته. وهذا واجب آخر على المجمع الفقهي ان يوضحوا المصطلحات ودلالات كل مصطلح للناس. وتحذير المجتمع من تلك المصطلحات الجذابة والرنانة مثل الجهاد والولاء والبراء والطائفة المنصورة لبعض الشباب الجاهل. وطلب خادم الحرمين الشريفين مع المجمع الفقهي ان ينظر الى الموضوعات التي قدمت في ورقة العمل لهو خير للعالم الإسلامي والعالم كله لما يؤول منه على الأمة بالنفع والكثير.