شدد منسق برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" الدكتور عبدالله وهبي، على أن بيئة المملكة "الهشة" ومناخها "الصحراوي"، يحتمان الاستفادة من كل قطرة، وذلك من خلال استخدام أحدث التقنيات؛ لتجميع وتخزين مياه الأمطار، سواء على السطح أو في الطبقات الجوفية، وترشيد استخدامها مع مراعاة الأخذ بالطرق المناسبة لجعل تلك المياه تحقق أكبر إنتاجية، وتحافظ على البيئة، وكذلك تطوير الآليات التي تمكّن من تفادي الهدر المائي. وقال خلال حفل اختتام ورشة "إدارة مساقط المياه ومكافحة انجراف التربة في الغابات والمراعي الجبلية"، التي نظمتها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بمركز الملك عبدالعزيز الحضاري، بمدينة الباحة: "نظراً لتدني معدلات تساقط الأمطار في المملكة، حيث تبقى دون ال100 ملم في أكثر من 60% من المساحة الكلية، ولا تتعدى 200 ملم إلا في نسبة تقل عن 4% منها بالمنطقة الجنوبية الغربية، ومنطقة الباحة، ما يتسبب في فترات جفاف حادة في بعض الوقت وسيول جارفة ومدمرة في فترات أخرى، فإن ذلك يجعل من الأهمية بمكان توفير الإدارة الجيدة لمساقط المياه كوسيلة حديثة وناجعة للتحكم في مياه الأمطار، وتوجيهها التوجيه الصحيح وتسخيرها لتنمية الإنتاج النباتي والحيواني وخدمة الإنسان، مع تفادي الانجراف وفقد التربة وترسبها في السدود مما يؤدي إلى إهلاك التربة الزراعية"، مبرزاً أهمية دور الغطاء النباتي في دينامكية مياه الأمطار، حيث يخفف من أثر قوة هطولها وقدرتها على جرف التربة ويساعد على تسربها لتستفيد منها النباتات، وتتسرب أجزاء منها لتصبح مخزوناً ضمن المياه الجوفية كاحتياطي مستقبلي. واستعرض منسق برنامج المنظمة منجزات التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مجال المراعي، وتطوير تقنيات حصاد مياه الأمطار واستزراع الأشجار المحلية للرفع من الإنتاج الرعوي الغابي وزيادة الغطاء النباتي، والحد من تدهور غابات العرعر من الموت الجزئي والكلي الذي تعاني منه، إلى جانب تنفيذ مشروع التنمية المستدامة للغابات والمراعي الطبيعية الذي بدأ مؤخراً، بهدف دعم جهود وزارة الزراعة في مجال البناء المؤسسي من خلال دعم إنشاء المركز الوطني لتنمية الغابات، ومقره مدينة الباحة، وتعزيز بناء القدرات في مجال الغابات والمراعي عن طريق التدريب وتبادل التجارب مع الدول ذات السبق في هذه المجالات، مشيراً إلى أن الأيام القريبة القادمة ستشهد تنظيم دورة تدريبية حول نفس الموضوع يشارك فيها 25 متدرباً من عدة مناطق بالمملكة، علاوة على مشاركة مختصين وخبراء من المملكة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. بدوره، ثمن وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة المنسق الوطني لبرنامج التعاون الفني بين الوزارة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور خالد الفهيد، حرص سمو أمير منطقة الباحة على رعايته للورشة، ولوكيل إمارة المنطقة الحضور، لافتا إلى دعم ورعاية سموه مختلف الأنشطة الداعمة لتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الباحة، ومنها دعم إقامة جمعية إنتاج الرمان والجمعيات التعاونية الزراعية الأخرى، التي تعتزم الوزارة بالتنسيق مع منظمة "الفاو" دعم تطوير تقنيات إنتاج وتسويق منتجات هذه الجمعيات. وأشار إلى أن وزارة الزراعة تقوم حالياً على أعمال لإعادة تأهيل ثلاث غابات بمحافظة بلجرشي، وإعادة تأهيل مدرجات زراعية لحصد مياه الأمطار في موقعين آخرين بمحافظة المندق، إلى جانب السعي الحثيث لإنشاء المركز الوطني لتنمية الغابات في منطقة الباحة. عقب ذلك أعلن خبير منظمة "الفاو" مصطفى ضرفاوي توصيات الورشة.