بشواطئها النائية وحركتها السياحية النشطة وعلاقاتها مع أوروبا، تعتبر هذه الزاوية الهولندية المحاطة بأشجار النخيل في منطقة الكاريبي جنة لمهربي المخدرات. وقد أحضرت تجارة المخدرات موجة جديدة من العنف مع انتقال الكارتيلات من كولومبيا القريبة اليها حاملة معها الكوكائين المرسل إلى أوروبا وإلى هولندا بصورة رئيسية. وأحد المؤشرات هو نسبة جرائم القتل. وقد وقعت 20 جريمة قتل في العام 2001 لكن الرقم قفز الى 45 جريمة، منها 40 جريمة قتل ذات صلة بالمخدرات في السنة الماضية و19 جريمة منها 17 ذات صلة بالمخدرات حتى شهر تموز الماضي. وقد أعلن وزير العدل نوربرتور بيرو مؤخرا ان الشركة ستقوم بعمليات دهم وتفتيش وترسل الدوريات وقال: اننا نواجه الآن عصابات الاجرام المنظم الدولية التي تجند حتى الأحداث لنقل المخدرات. كورساو ليست وحيدة علىهذا الصعيد. فحسب شعبة مكافحة المخدرات الامريكية (DEA). تجد السلطات في العديد من جزر المنطقة نفسها في مواجهة لوردات المخدرات المدعومين بالأموال والمسلحين والذين ينقلون حوالي 650 طنا من الكوكائين عن طريق منطقة الكاريبي سنويا. إلا أن مسؤولي الشرطة في الجزيرة البالغ عدد سكانها 150.000 نسمة إلا أنها أصبحت جذابة بصورة خاصة للمهربين. وخاصة أولئك الذين لهم اتصالات مع عصابات هولندية. تقع كوراساو على بعد 60 ميلا من ساحل امريكا الجنوبية مما يتيح للزوارق السريعة أن تفرغ حمولتها على الشواطىء المهجورة خلال رحلة ذهاب وغياب لا تزيد على ثلاث ساعات من بلدان مثل كولومبيا. وتستطيع العصابات أن تمرر كميات هائلة عبر ميناء فيلمساتد. وثمة سياح ومواطنون يبتلعون حناجر الكوكائين ويطيرون بها الى أوروبا دون توقف، مقابل بضعة ألوف من الدولارات. ويقول فرانك كالميرو، الناطق باسم حرس سواحل الانتيل: اننا في موقع مثالي بين البلدان المنتجة للمخدرات والبلدان المستهلكة، ونعتبر أنفسنا محظوظين اذا صادرنا 10 في المائة مما يصل الى هنا. وقد صادرت شرطة كوراساو 2000 رطل (حوالي الطن) من الكوكائين في السنة الماضية، أي ضعف الكمية المصادرة في السنة السابقة. وأبلغ حرس السواحل عن زيادة مماثلة. غير أن قوة الشرطة المحلية المؤلفة من 220 فردا لديها 14 ضابط مخدرات فقط والعمل الذي يقومون به خطر. وقد أصيب ضابط جمارك بجروح في السنة الماضية وأطلقت النيران على منزل أحد ضباط الشرطة. والاثنان يعملان في البحث عن المهربين في المطار. وفي شهر أيار الماضي تلقى مدعيان عامان وقاضيان ينظرون في قضايا المخدرات تهديدا بالقتل. ووفرت الحكومة حراسا لمسؤولين بعد أن توعد رجل يتكلم الاسبانية وزير المالية في أحد المطاعم قبل سنة. وقال أحد كبار ضباط الشرطة طالبا عدم الكشف عن اسمه: ليس بوسعنا أن نعمل شيئا غير ازعاجهم قليلا. اننا نحتاج الى مزيد من المساعدة من هولندا اننا ننظف مداخل منازلهم، أليس كذلك. وقالت ليزا دينديال، نائبة حاكم الجزيرة، انه يجري توقيف ما معدله 50 شخصا في المطارات في كوراساو أو هولندا وهم يحاولون تهريب الكوكائين. وقد ساعدت الأمور الى درجة أن شركة KLM الجوية الهولندية هددت بوقف رحلاتها من كورساو الى هولندا. وللحؤول دون ذلك وافقت الحكومة على المساعدة في التعرف على الركاب الخطرين على أساس ادانات سابقة وتاريخ لأسفار أو الاشتباه بتهريب المخدرات، وبدأت شركة الطيران المذكورة بإرسال جداول الركاب الى وزارة العدل في كوراساو للتحقيق. وفي الشهر الأول من التحقيق المسبق للرحلات، منع 404 ركاب من الصعود الى الطائرات المقلعة الى أمستردام، وكان 80 في المائة من هؤلاء كوراساوبون. وهذه السنة قدمت الحكومة الهولندية أجهزة تصوير شعاعية لمطار الجزيرة لتفتيش الركاب المشبوهين. ومع ذلك أصبحت كورساو نقطة ترحيل للمخدرات، حيث يعمل مواطنون في تغليف وتوضيب الكوكائين وتحضير مادة الكراك المخدرة القوية. وقال أونو كوبرتن، الممثل الهولندي كوراساو وأربع جزر أخرى تشكل معا ما يسمى جزر الانتيل الهولندية: المخدرات يتم انتاجها في كولومبيا ولكن الفقراء هنا اعتادوا على التعامل معها وتوزيعها. لقد اصبح كثيرون هنا معتمدين على اقتصاد المخدرات. وتقول السلطات انه مع الانكماش الاقصادي ووصول نسبة البطالة الى 15 في المائة أخذت اعداد الشبان الذين يقبلون على التجارة غير الشرعية تزداد. ويروي معلمو المدارس وآباء كيف ان تلامذة المدارس يختفون عدة أيام، ثم يعودون الى الصفوف ليفاخروا بخواتمهم المرصعة بالمجوهرات وأسنانهم المرصعة بالذهب. والمستوصف الحكومي الوحيد المتخصص لمعالجة حالات الادمان وقد أقيم قبل سنتين سجل 1.900 مريض معظمهم أدمنوا على تعاطي الكراك. ويقول ويلفريد ايزينا (47 سنة) الذي عمل عدة سنوات في توضيب الكراك، ان الأوضاع في كورساو تزداد سوء يوما بعد يوم وكل ما يريده الأطفال الآن هو المزيد من المال. ايزينا كان يتقاضى أجوره أحيانا بشكل مخدرات، إلا أن ضربه أسياده وحطموا أسنانه للاشتباه بأنه يعمل مخبرا للشرطة. وفي حين يطالب البعض بمزيد من المساعدات من هولندا، يقول آخرون ان المشكلة كامنة في سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين الذين يأتون ليستولوا على العمل الذي يقوم به أبناء البلاد، وأكثرهم من بلدان امريكا الجنوبية. وفي السنة الماضية شكل الكولومبيون أكبر جالية مهاجرة حيث تم تسجيل 640 مهاجرا كمقيمين. وهذا ضعف العدد في العام 2001.