اختتمت مساء امس أعمال الاجتماع الثامن للوزراء المسؤولين عن البيئة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التى عقدت بدولة الكويت الشقيقة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وقد بدأت الجلسة الختامية بكلمة لمعالى وزير الصحة رئيس مجلس ادارة الهيئة الاتحادية للبيئة بدولة الامارات العربية المتحدة حمد عبدالرحمن المدفع عبر فيها عن الشكر والتقدير لدولة الكويت حكومة وشعبا على استضافتهم هذا الاجتماع وعلى التسهيلات المقدمة من أجل نجاح الاجتماع وتحقيق اهدافه التى تسهم فى تطور مسيرة العمل البيئى بدول مجلس التعاون فى ظل القيادة الرشيدة لاصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول المجلس . وأبرز ما تحظى به البيئة فى دول الخليج من عناية واهتمام ودعم قادة دول مجلس التعاون لجهود حماية البيئة وحرصهم على تحقيق اقصى درجات التعاون والتنسيق مما كان له بالغ الاثر فى المستوى الرفيع الذى تحقق فى هذا المجال. وقدم معاليه باسم حكومة دولة الامارات العربية المتحدة الدعوة الى أصحاب السمو والمعالى الوزراء المسؤولين عن البيئة بالخليج لعقد الاجتماع الوزارى القادم فى العاصمة أبوظبى مؤكدا الحرص على توفير التسهيلات لإنجاحه. بعد ذلك تلا معالى الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية البيان الختامى للاجتماع فيما يلى نصه: عقد الاجتماع الثامن للوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة فى دولة الكويت يوم 13 رجب 1424 الموافق 10 سبتمبر 2003م تنفيذا لقرارات الاجتماع الاول للوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة فى دول المجلس والمتعلق بتنظيم التعاون البيئى المشترك فى اطار مجلس التعاون. وفى هذه المناسبة قدم أصحاب السمو والمعالى الوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة شكرهم وامتنانهم لدولة الكويت قادة وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال ودقة التنظيم. وأكد الوزراء المسؤولون عن شؤون البيئة ان الهموم البيئية هى من أبرز الامور التى يوليها قادة دول المجلس الاهتمام الذى تستحقه خاصة بعد اجتماعى قمة الارض الاولى والثانية للتنمية المستدامة اللذين عقدا فى مدينتى ريويديو جانيرو وجوهانسبرج عامى 1992 و2002 م ولتعدد الآثار السلبية لمشاكل البيئة التى تعانى منها كل دول العالم وفى مقدمتها دول مجلس التعاون وللحفاظ على حماية البيئة وصيانة الموارد الطبيعية فى اطار التنمية المستدامة وانطلاقا من السياسات والمبادىء العامة التى أقرها قادة دول المجلس فى القمة السادسة بمسقط عام 1985 اتخذ الوزراء فى اجتماعهم الثامن العديد من القرارات للتصدى لمختلف القضايا البيئية وبصفة خاصة الحد من التلوث وحماية الموارد الطبيعية وادارتها بطريقة أكثر ترشيدا وادخال العنصر البيئى فى الخطط التنموية للدولة. كما أكد الوزراء على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية للحفاظ على البيئة واستكمالا للانظمة والقوانين التى اعتمدها المجلس الاعلى فى دوراته السابقة مثل النظام العام للبيئة ونظام حماية الحياة الفطرية ونظام التقويم البيئى لمشاريع ونظام النفايات الخطرة فقد أقر الوزراء اللوائح التفسيرية لتلك الانظمة فى مجال الهواء والحمأة والمياه العادمة لضمان جودة وسلامة الاوساط البيئية المختلفة وحيث أن البيئة لا تعترف بالحدود الجغرافية والظروف الطبيعية وتمشيا مع المستجدات والتطورات الدولية فدول مجلس التعاون تشارك العالم همومه فى كثير من القضايا ولعل فى مقدمتها المواضيع المتعلقة بتغيير المناخ والاوزون والتنوع البيولوجى والتصحر وغيرها فوضعت الخطط والبرامج والانشطة وشكلت اللجان الوطنية والاقليمية لمتابعة برامج التنمية المستدامة وتفعيل القرارات الخاصة بها وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة على المستويين الوطنى والاقليمي. واكد الوزراء على تفعيل وتنفيذ البرامج والانشطة الداعمة لاتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواقعها الطبيعية فى دول المجلس على المستوى الاقليمى التى اعتمدها المجلس الاعلى. كما أقر اصحاب السمو والمعالى برامج للتعاون مع عدد من المنظمات الاقليمية والدولية لتعزيز العمل البيئى المشترك على المستويين الاقليمى والدولى وفى هذا المجال وحفاظا على سلامة البيئة البحرية واعلان الخليج العربى منطقة خاصة يحظر فيها القاء مياه التوازن والمخلفات الاخرى من السفن أكد الوزراء على أهمية الاسراع لاستكمال الاجراءات المطلوبة لانشاء مرافق للاستقبال. كما رحب الوزراء المسؤولون عن شؤون البيئة بإقامة بعض المراكز المتخصصة ذات العلاقة البيئية فى دول المجلس بعد استكمال التصورات الخاصة بها مثل مشروع انشاء مركز اقليمى للتدريب ونقل التقنية فى مجال ادارة النفايات الخطرة ومختبر اقليمى متخصص ومؤهل للقضايا البيئية ومركز اقليمى لادارة الازمات والكوارث البيئية. وانطلاقا من حرص قادة دول المجلس على صحة الانسان من انبعاثات عوادم السيارات وبالذات الرصاص فقد اقر المجلس الاعلى انتاج البنزين الخالى من الرصاص فى كل دول المجلس بحلول عام 2003 م وتعمل الامانة العامة مع هيئة المواصفات والمقاييس لدول المجلس على ايجاد مواصفات خليجية للسيارات المستخدمة للبنزين الخالى من الرصاص ولتفادى مخاطر النفايات الطبية فقد أكد الوزراء على تفعيل النظام الموحد لنفايات الرعاية الصحية الاولية ووضع دليل ارشادى موحد وكيفية التعامل معها. كما أكد الوزراء على اهمية دعم التعاون والتنسيق بين دول المجلس والامانة العامة الفنية لمجلس وزراء البيئة العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وبرنامج الاممالمتحدة لغرب آسيا والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة وبرنامج الاممالمتحدة لتدعيم مسيرة العمل المشترك على المستويين الاقليمى والدولى ..وفى هذا الاطار فقد اقر الوزراء مجموعة كبيرة من الانشطة والفعاليات تنفذها الدول الاعضاء بالتعاون مع الامانة العامة وبعض المنظمات الدولية والاقليمية المتخصصة. ولتعميق روح المواطنة البيئية ولتدعيم الجهود وتعميق الوعى والتثقيف البيئى وابراز دور المؤسسات التعليمية والبحثية والمصانع وغيرها فقد تم تكريم الفائزين بجائزة مجلس التعاون لافضل الاعمال البيئية فى حفل شارك فيه أصحاب السمو والمعالى الوزراء وعدد من كبير من المهتمين والمختصين والشركات والمؤسسات والجامعات ومراكز الابحاث حيث كرم العديد من الشخصيات والمؤسسات فى مجالات متعددة وهى : أفضل بحث فى مجال البيئة والتوعية البيئية وشخصية البيئة وأفضل مؤسسة صناعية وأفضل مؤسسة علمية وبحثية. ولتفعيل دور الجائزة وتحقيق أهدافها بالصورة التى يتطلع اليها الوزراء المسؤولون عن شئون البيئة فقد كلف الوزراء الامانة العامة وهيئة الجائزة والدول الاعضاء بإعادة النظر فى تحديث وتطوير اللائحة . ولقد عبر أصحاب السمو والمعالى عن سعادتهم الكبيرة بهذا الحفل الاسرى الكبير وهذا التجمع الذى ينبع من قناعة الجميع بأن حماية البيئة وصيانة مواردها هى مسؤولية الجميع وعبروا ايضا عن شكرهم وتقديرهم للجنة التنسيق البيئى على الجهد المتميز الذى بذل لتسهيل مهمة الوزراء كما قدموا تقديرهم لمعالى الامين العام والعاملين معهم فى الامانة العامة عن خالص شكرهم وتقديرهم عن الجهود الطيبة التى بذلوها وشكروا دولة الكويت على استضافتها وتنظيمها الجيد للاحتفال. عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس الجلسة كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالى الوزراء وأعضاء الوفود معبرا عن شكره لدولة الكويت الشقيقة على استضافة هذا الاجتماع متمنيا لدولة الامارات العربية المتحدة التوفيق فى الاجتماع القادم ان شاء الله . كما قام سموه مساء أمس بزيارة إلى مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين بدولة الكويت. وكان في استقبال سموه في مقر السفارة سفير خادم الحرمين الشريفين بدولة الكويت أحمد اليحى وأعضاء السفارة . وقد قام سموه بجولة داخل متحف ومعرض السفارة اطلع خلالها على محتوياتهما وتحدث إلى أبنائه أعضاء السفارة واطمأن على أوضاعهم. وحضر الزيارة معالي وزير الصحة بدولة الكويت الدكتور محمد الجار الله وسفير الصومال عميد السلك العربي الدبلوماسي بدولة الكويت والقائم بأعمال سفارة سلطنة عمان. بعد ذلك قام سموه بزيارة إلى منزل عبدالله بن أحمد الغنام و إخوانه.