تكثر التساؤلات عن راتب الزوجة العاملة هل هو نقمة أم نعمة؟ ويكثر الحديث عن المشكلات التي تحدث بسبب هذا الراتب الذي لم يكن يوما فقط طريقا لاثبات الذات. كما يعتقد البعض من الناس وانما هو ايضا مطلب أساسي يخضع للظروف الاقتصادية خاصة عندما يكون الزوج من ذوي الدخل المحدود وفي حالة زيادة عدد أفراد الأسرة وفي هذه الحالة يجب ان يكون هناك تعاون بين الزوجين في أمور الحياة كلها, وان تساهم الزوجة في بيتها بطيب خاطر وفي ظل المتغيرات الحياتية التي تفرض عليها ان تساهم بجزء من المسؤوليات ولكن عندما يعتبر الزوج راتبها حقا مكتسبا فهذا ظلم خاصة انها تقوم بدور مضاعف فوق طاقتها بالاضافة الى ما قد يترتب عليه من اهمال للأولاد وللزوج ايضا نتيجة عدم تفرغها الكامل لهم, والتضحية من الطرفين والتفاهم ضروري طالما ان الهدف توفير الحياة الأفضل للأسرة وتأمين مستقبل الأولاد, كثر الجدل في هذا الموضوع وبالرغم من ذلك تزايد وجود المرأة في سوق العمل نتيجة التطورات التكنولوجية والاجتماعية وبالطبع الظروف الاقتصادية الملحة وربما تكون قد وجدت بعض الحلول لهذه المشكلة بسبب اصرار مثقفي المجتمع للقضاء عليها. وطالما ان المجتمع اليقظ يتابع هذه المشكلة فلا بد ان يجد لها حلا, وأما الشق الثاني من المشكلة والذي أود ان اتكلم عنه فلا يختلف كثيرا في الأهمية عن الأول بل هما موضوع واحد وهو ان المرأة العاملة ليست زوجة فقط, وانها لم تعش الدوامة وحدها بل ان هناك من هن الأكثر تضررا وظلما رواتبهن ايضا حق مشاع لولي الأمر ولعنة على حياتهن الاجتماعية ونقمة, نتكلم عن مشكلة راتب الزوجة العاملة فقط وننسى المشكلة الأعظم وهي (العانس) التي ظلمها المجتمع بوضع هذا اللقب ولا أحب ان تلقب به, الذي من أسبابه جشع بعض أولياء الأمور سامحهم الله الذين يشكلون قيودا تكبل فتياتهم وتحرمهن من التمتع بحقهن الشرعي في الزواج والأمومة بسبب الراتب الذي استحق لقب النقمة بلا منازع, جشع بعض الآباء وحبهم للمادة والسيطرة والتحكم في كد بناتهم ورفضهم كل من يتقدم لطلب الزواج منهن بكل الوسائل.. باختلاق الأسباب الواهية, او بوضع شروط تعجيزية كالمبالغة في المهور وفرض تكاليف باهظة للزواج تعرقل الزواج وبعضهم يمتنع حتى عن اعلام الفتاة بمن يتقدم لها, ويمضي الزمان والمسكينة مغمضة العينين تدير عجلة الساقية, وتصحو على تهميش تام من المجتمع وتلاحقها النظرات دائما والتساؤلات غالبا وكأنها تملك قدرها ومصيرها, تعامل معاملة تختلف عن معاملة غيرها من البنات, تكفيها الكسرات التي تسحق روحها, أليس من حقها ان يكون لها زوج تسكن اليه ويسكن اليها ويتبادلان المودة والرحمة التي جعلها الرحمن بين الزوجين, أليس من حقها ان تكون أما وان تشارك في اعمار الأرض؟ تعطيل الزواج ايقاف سنة الله في الحياة وسبب من أسباب تحطيم قلوب فلذات الأكباد والقضاء على زهرة شبابهن دون ذنب جنينه, فاذا كان ولي الامر في حاجة لمساعدة ابنته لفقره ولكثرة الأولاد فلا عيب في ذلك وتجب المصارحة ولكن دون ان يعضلن ودون احتكار ومع ترتيب الأمر معها ومع المتقدم لطلبها لا اعتقد ان تكون هناك مشكلة, وعليها واجب المساعدة وربما الوالد يخجل من مصارحة ابنته فيجب عليها هي ان تكون البادئة, يجب القضاء على هذه المشكلة حتى لا تتحول بناتنا الى حالات مرضية تكثر من زيارة العيادات النفسية او تتحول لا قدر الله الى قنبلة موقوتة تهدد سلامة المجتمع.