عزيزي رئيس التحرير نعلم جميعا ان الوالدين هم أكثر الناس عطفا وحنانا وخصوصا مع الابناء الإناث منهم فالله سبحانه وتعالى جعل الرأفة والرحمة في قلوب الوالدين اللذين يحرصان دائما على سعادة فلذات أكبادهم ولكن حالة واحدة اعتقد فيها ومن وجهة نظر خاصة ان الأب يكون (ظالما) نعم هذا ما يرسخ في ذهني دوما وبالتحديد عندما اسمع ان احد الاباء , وافق على تزويج أو (بيع) ابنته الى رجل يفوق عمر والدها بل أحيانا قد يكون في عمر جدها !! أتألم كثيرا حينما يقال لي أن فتاة في عمر الزهور كالوردة المتفتحة تفوح بأطيب رائحة وتتألق نضارة وبهاء زوجت الى (شيخ) قد بلغ من العمر عتيا واخذت منه التجاعيد كل مأخذ !! لماذا يحدث هذا أليس للفتاة رأي في زواجها ؟! وهل المهم عند بعض الآباء هو كم سيأخذون من المهور لفتياتهم ؟! يجب أن يعي الاباء انه لا يجوز لهم تزويج بناتهم كرها وغصبا دون موافقتهن ثم ليعلموا أنه لابد من استشارة البكر في زواجها وأخذ أذنها فيه وليدركوا انه ليس بالمال تتحقق السعادة والوئام وإنما بالحب والتفاهم والتجانس وتوافق الطباع وتماثل الصفات وأين ذلك كله من زواج رجل السبعين بابنة السابعة عشرة ؟! لو سألتم أية فتاة عن رغبتها في الزواج وهل تفضل الثرى ولو كان مسنا !؟ لأجابتكم انها ترغب الزواج من شاب محدود الدخل وسط حب وتناغم وتوافق عن الزواج من ثري مسن. أيها الآباء لا تظلموا فتياتكم ولا تزجوا بهن الى التعاسة والشقاء ان كنتم فعلا تحبوهن وتعطفون عليهن لانكم بتصرفكم ذلك تلغون كل ذلك الحنان الذي كنتم تغدقونه عليهن حيث ينتهي ذلك العطف في لحظة (بيع) و(صفقة) فاشلة وغير متوائمة !! إذ كيف سيكون هناك توأمة بين المسن والوردة ؟! وهل هناك تشابة في التصرفات أو العواطف أو الرغبات بل وحتى الطاقات ؟! بالتأكيد ان ذلك من المستحيل. أنصح كبار السن بعدم السعي لاشباع الرغبات المراهقة المتأخرة من خلال عرض مئات الألاف لأولياء أمور الفتيات!! كما أنصح أولياء الأمور أن يتقوا الله في فتياتهم ولا يبعنهن !! وأنصح أيضا الفتيات أن يقفن وقفة جادة في وجه أولياء امورهن ويرفضن أن يتزوجن بالإكراه او الإغراء! وأود أن اوضح هنا انه من الناحية الشرعية لا اعتراض على زواج المسن بالفتاة ولكن قصدت فقط الناحية الاجتماعية حيث قد يجر ذلك الى مفاسد لا يعلمها إلا الله نتيجة عدم توافق قدرات الطرفين. والله من وارء القصد عبد العزيز بن صالح الدباسي