لا ادري متى يظل الناس عندنا أسيري تلك الحقبة الغابرة التي اظلتنا وقتا ثم غادرتنا شأنها في ذلك شأن كل السنن الكونية التي لا تبقى على حال, واعني بتلك الحقبة تلك الفترة الزمنية التي ارتفع فيها مدخول الفرد ارتفاعا جعل من اليسير على الأغلب الأعم منا زيارة أي بقعة سياحية على وجه البسيطة ولو لمدة محدودة! نعم, الم يرعوي الناس بعد ويؤوبوا الى رشدهم ليبصروا بأن الوضع العام لاقتصاد الافراد ليس كما الأمس, وان ماكان بالأمس ممكنا اضحى اليوم صعبا وعند البعض مستحيلا! في ظل حمى (توسيع الصدور) التي يدندن حولها راغبو السفر والخارجي منه بالذات, تطيش العقول الراشدة فتفوت عنها الحقيقة الساطعة والمرة ايضا! فلا تستطيع استقراء الوضع من جميع جوانبه, ايصح ان يصر رب أسرة على انفاق اموال طائلة في مشارق الأرض ومغاربها - كما كان بالأمس يفعل! في الوقت الذي مازال يعول فيه افرادا بالغين لما تواتهم الفرصة لشغل وظيفة! اليس الواحد منا بحاجة والآن بالذات لأن يدخر شيئا ينفعه وبنيه - والمستقبل بالنسبة لهم غير واضح المعالم في ظل المستجدات الحالية, اليس من الاولى ان تستغل تلك الأموال الضائعة هنا وهناك ليستفيد منها الأبناء الذين قد لا تحالفهم الظروف في الحصول على عمل رسمي, فيبدأوا بها عملا تجاريا بسيطا من الممكن ان يكون لهم المنفذ لعيش لاحق رغيد, فيفيدوا ويستفيدوا. أنني ايها الأحبة لست من دعاة الكبت, بل انا من أشد الداعمين لفكرة الترويح عن النفس وفك اسارها من بعض القيود الاجتماعية الرازحة تحتها, على الا يتجاوز ذلك محذورا دينيا!, وفي الوقت نفسه الا يحيق بالمرء ضررا ماليا كبيرا يسحقه فيضعه تحت طائلة الديون بسبب (فشخرة كاذبة) جراء انسياق وراء القوم في مصايف خارجية. فاصلة: اذا كانت الأموال الطائلة للعمالة الوافدة التي يتم تسريبها عبر الحدود الى ديارهم تصيب الكثير منا بالحنق مع أنها حق لهم ومكسب, فماذا يمكن ان يقال عن أناس من بني جلدتنا يجمعونها بالتي واللتيا طوال سنة كاملة, فيأبون الا صرفها خارجا فيحرموا بلدهم منها, اوليس هذا التصرف اولى بالاشمئزاز و(القرف)! وسامحونا!!