يمكن لمرضى سرطان الجهاز الهضمي النادر الذين أظهروا مقاومة لعقار (جليفك) الاستفادة من المركب الجديد الذي يستهدف بعض التحولات الوراثية في خلايا سرطان الجهاز الهضمي. وفي الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان في شيكاجو قدم علماء من معهد دانا فاربر للسرطان بجامعة هارفارد معلومات عن مرحلة مبكرة من تجربة علمية لعقار جديد يسمى (إس يو 1248) على مرضى سرطان المعدة الذين أبدوا مقاومة لعقار جليفك. وأظهرت الدراسة التي ترأسها جورج ديميتري أن 11 من 18 مريضا 61 بالمائة الذين يعانون من حالات متقدمة من تفشي السرطان في أجسامهم أظهروا انحصارا للورم أو استقرارا لانتشاره باستخدام العقار الجديد الذي يستهدف بعض التحولات الأنزيمية التي تؤدي إلى انتشار الخلايا السرطانية. ويشخص نحو من خمسة إلى عشرة آلاف حالة إصابة بسرطان الجهاز الهضمي في الولاياتالمتحدة سنويا. وتنجح الجراحة في الحالات التي لم تنتشر بأجسامهم الخلايا السرطانية. ولكن هناك أيضا بعض الخيارات العلاجية لمن انتشر لديهم المرض. وبدأ استخدام (جليفك) في الولاياتالمتحدة عام 2002 وحقق نجاحا كبيرا مع مرضى سرطان الجهاز الهضمي بلغت نسبته 85 بالمائة إلا إن بعض المرضى أبدوا مقاومة للعقار مع مرور الوقت. وفي العام الماضي نجح ديميتري وزملاؤه في معهد دانا فاربر وجامعة أوريجون للعلوم والصحة لتحديد ماهية هذه التحولات وتصميم هجوم مضاد عليها. واستعرضوا العديد من المركبات المعروفة التي تقاوم الانزيمات الشاذة. وكانت النتائج التي حققها عقار (إس يو 1248) مبشرة. وقال ديميتري أن الدراسات المعملية والتجارب الحيوانية تظهر أن العقار الجديد يمكن أن يكون فعالا مع خلايا سرطان الجهاز الهضمي التي قاومت جليفك. وهو يمنع تحول إنزيم (في إي جي أر) لذلك فهو عقار جيد لمنع تكوين الخلايا الدموية التي تغذي الأورام. كما يمنع نشاط تحول الأنزيمات الأخرى داخل الخلايا السرطانية. يعمل ديميتري وزملاؤه الآن على تحديد الجرعة المناسبة للعقار الجديد. وجرب العقار الجديد على مجموعات متعاقبة من المرضى بجرعات يومية مختلفة بدأت من 25 و50 و75 ملليجرام لمدة أسبوعين. وكانت أفضل الجرعات هي 50 ملليجرام بعد أن عانى المرضى الذين تناولوا جرعة بلغت 75 ملليجراما من أعراض جانبية مؤقتة مثل الإرهاق والغثيان والقيء.