يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يوم غد السبت الخامس من جمادى الاولى 1424ه زيارة رسمية للجمهورية اليمنية تستغرق ثلاثة ايام يترأس خلالها الجانب السعودي في اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - اليمني في دورته الخامسة عشرة التي تعقد في صنعاء بمشاركة دولة رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية عبدالقادر باجمال رئيس الجانب اليمني في المجلس.وينقل سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز خلال زيارته رسائل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ويرافق سمو النائب الثاني في زيارته للجمهورية اليمنية وفد رفيع المستوى يضم 17 وزيرا الى اجتماعات المجلس الذي سيبحث ملفات التعاون السياسي والامني والاقتصادي والثقافي والتعليمي والشباب والرياضة الى جانب توقيع خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتفعيل آليات التعاون بين البلدين في كافة المجالات. كما يتناول الجانبان السعودي واليمني آخر تطورات الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية خاصة الوضع في العراق والاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لدعم خطة خارطة الطريق بين الفلسطينيين والاسرائيليين لاحلال السلام العادل والشامل في المنطقة. ويبحث الجانبان الارهاب العالمي ومحاربته وملاحقة المطلوبين وسبل تعزيز التنسيق والتعاون الامني بين السعودية واليمن في ضوء الاحداث الاخيرة لمواجهة عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود وكل الاعمال التي تمس امن واستقرار البلدين.. وسيقوم سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز.. ورئيس الوزراء في اليمن خلال الزيارة بوضع حجر الاساس لعدد من المشروعات التنموية في اليمن ومنها مشروع محطة توليد الكهرباء في مأرب ووضع حجر الاساس لعدد من المعاهد الفنية والتقنية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية. وقد اكد دولة رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية على اهمية اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - اليمني وقال ان الاجتماعات تتزامن مع تطورات جديدة تشهدها المنطقة وتوجه جاد من قبل البلدين لتعزيز علاقات الشراكة والتكامل بين البلدين والتي تشهد تطورات ايجابية تعززها المشاورات والاتصالات المتبادلة حول القضايا الهامة. ووصف العلاقات بين البلدين بأنها علاقات نموذجية وتاريخية في شتى مجالات التعاون منوها بما تحقق في السابق من منجزات. وندد باجمال بحوارات العنف والارهاب التي شهدتها المملكة وعدد من الدول في الفترة الاخيرة ودعا الى ضرورة مواجهة كل مظاهر التخريب والارهاب والاخلال بأمن المجتمع.. وبين ان اليمن ستواجه بقوة كل تلك الاعمال الاجرامية ولن تتهاون في ملاحقة المتهمين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. ولفت الى ان اعمال العنف والتخريب التي تقوم بها جماعات متطرفة لا تنتمي الى الاسلام بصلة وخارجة عن الانظمة والقوانين لا هم لعناصرها سوى الاضرار بمصالح الأمتين العربية والاسلامية والاساءة لعقيدتها ودينها ووضعها في موقف الاستهداف المباشر. من جهته قال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني احمد محمد صوفان ان الدورة الخامسة عشرة لمجلس التنسيق السعودي اليمني التي ستبدأ اعمالها غدا السبت ستقف امام عدد من القضايا التنموية والسياسية باتجاه تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين والشعبين الشقيقين. واضاف ان الدورة الحالية ستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية في الجانب السياحي تستهدف تطوير آلية العمل اللازمة لتمكين الشعبين من الاستفادة في المجال السياحي وتأهيل العاملين وتطوير المواقع السياحية والثقافية واتفاقية اخرى في مجال التدريب المهني والفني. كما سيتم توقيع اتفاقية بين المركز الوطني للوثائق ودائرة الملك عبدالعزيز تستهدف تنظيم العلاقة بين المركزين وتبادل الخبرات وتتضمن الاتفاقيات كذلك اتفاقية بين المركز اليمني لتنمية الصادرات ومجلس اتحاد الغرف التجارية السعودي اضافة الى برنامج للتعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين تستهدف ايجاد آلية عمل بين الوزارتين بشأن تنسيق المواقف المتعلقة بالشئون الاقليمية والدولية. من جهة اخرى اوضحت مصادر يمنية ان عدد المشروعات الاستثمارية السعودية في اليمن ازدادت خلال العامين الماضيين كما حصلت على مساعدات من المملكة تصل الى حوالي 3 بلايين دولار خلال الاعوام من 1976 - 1987م. وقالت تقارير نشرت مؤخرا ان العلاقات الاخوية الحميمة القائمة بين البلدين حققت منجزات واسعة تحققت في شتى الميادين ومن ينظر الى هذه العلاقة عن قرب سيجد تناميا عاليا وملموسا وبالذات في المجال الاقتصادي والمنتجات غير النفطية. وتناولت التقارير عرضا للميزان التجاري بين البلدين حيث تعد المملكة شريكا تجاريا اوليا لليمن حيث يشير التقرير الى ان الميزان التجاري بين البلدين عام 2002م بلغ 63 مليونا و542 ألفا و799 ريالا يمنيا من الواردات فيما بلغت الصادرات لنفس العام 21 مليونا و313 ألفا و705 ريالات بميزان تجاري وصل الى 15 مليونا و229 ألفا و940 ريالا يمنيا. وتطرق التقرير الى لقاء رجال الاعمال السعوديين واليمنيين الذي عقد في صنعاء إثر زيارة وفد اقتصادي رفيع المستوى من 44 شركة ومؤسسة من كبرى الشركات السعودية في قطاع التجارة والاقتصاد وقد بت اللقاء في مستقبل التعاون الاقتصادي وكيفية زيادة حجم التبادلات التجارية والخروج بحلول ناجحة لكل الصعوبات والمعوقات التي تقف امام تسهيل عملية التبادل التجاري في مختلف المجالات. واكد التقرير ان المنتجات المتبادلة بين البلدين لا تقتصر على المنتجات البسيطة بل تتضاعف في المنتجات الغذائية الضرورية التي ينتجها البلدان. وشدد التقرير على ان العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة من التطورات والنماء والدخول في اتفاقيات تعاون تجاري واقتصادي واستثماري فضلا عن ترسيم الحدود الذي عكس تعاونا ايجابيا في مختلف الجوانب.