شكك الكثيرون منذ الوهلة الاولى في النوايا والاهداف لاقامة ملتقى السرد الذي يحتضنه ادبي الشرقية في الوقت الذي كان فيه نادي القصة التابع لجمعية الثقافة والفنون بالدمام في أوج نشاطاته. ففي حين رأى البعض ان هناك نوايا مبيته لضرب النادي واعضائه الذين استلموا نشاطاتهم مؤخرا اشار آخرون الى النفعية التي يسعى اليها مؤسسو الملتقى للافادة من قدرات النادي المادية وطباعة الكتب والمجاميع السردية الخاصة بهم والتي تكون خارج قدرات جمعية الثقافة والفنون بالدمام، اليوم الثقافي التقى بجميع مؤسسي الملتقى والذين ابدوا سعادتهم لطرح وجهات نظرهم بعدما شوهت نواياهم من بعض الكتابات الصحفية على حد تعبيرهم ولم يعتذر منهم سوى واحد نجهل الى الآن السر وراء امتناعه. بداية ينفي الدكتور مبارك الخالدي المشرف على ملتقى السرد بالمنطقة الشرقية ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول محاولة الملتقى توجيه ضربة لنادي القصة التابع لجمعية الثقافة والفنون بالدمام او وجود نيات مبيتة وقال الخالدي في بداية انطلاق ملتقى السرد بأمسية قصصية لعبدالرحمن الدرعان ان الهدف من انشاء الملتقى هو ايجاد جو مناسب يلتقى فيه كتاب القصة والرواية والنقاد ومتذوقو الابداع السردي ولاوجود لنظريات المؤامرة التي آمل ان نتخلى عنها. واضاف الخالدي ان الدمام تتسع للجميع والمؤسف ان يصدر مثل هذا الكلام في فترة تتكاثر فيها المناداة بالتعددية وتأسيس ملتقى آخر للسرد في المنطقة بأي تجسيدا لفكرة التعددية والتي تعني وجود الاختلاف باختلاف القائمين على المنتديين. وأشار الخالدي الى ان الملتقى مشروع جديد وتجربة جديدة وربما توريطة جديدة على المستوى الذاتي والطموح وتقديم الجديد وتحقيق حلم يلتف الجميع حوله للاستفاده منه لتقديم الجميل واثراء الحركة الابداعية والادبية بالمنطقة وبين الخالدي ان الاختلاف لا يعني المفاضلة بانه سيقدم الملتقى الافضل ولكن المختلف ان يعبر كل عن وجهات نظره والتي بالضرورة مختلفة عن غيرها وربما قد تلتقي في نقطة ما وعن اهتمامات الملتقى قال الخالدي انه سوف يركز على النشاط المنبري المفتوح للجمهور بشكل عام وكذلك على التأليف والطبع ويطمح ان يكون للمتلقى سلسلة منشورات سردية وكذلك الاهتمام باتاحة الفرصة للشباب والكتاب من الجنسين على اصدار مجاميعهم سواء قصصية او روائية وهذا ما لا يستطيع ان يقدمه نادي القصة بالجمعية في ظل فقر امكانياته. واوضح الخالدي انه في المحصلة يمكن ان يكون هناك تواصل وتكامل بين الاثنين النادي والمتلقى وهذا ما سنحاول تحقيقه مع نادي القصة من خلال اقامة وتنظيم فعاليات مشتركة يساهم كل منهما بدوره ولا يوجد ما يمنع ذلك. وعما تمت الاشارة اليه من مميزات لنادي القصة عن ملتقى السرد وخاصة حضور الابداعات النسائية اجاب الخالدي كانت المطالبة بمشاركة المرأة من اولى المطالب التي قدمت لادارة النادي بالشرقية وكان ردهم مطمئنا على ان يكون ذلك مستقبلا عندما تتوافر قاعة للنساء ويمكن تجاوز هذه المرحلة من خلال التعاون مع نادي القصة ويمكن كذلك ان تحفيز المرأة بالمشاركة في طباعة اصداراتها في الملتقى من خلال تقديم العمل الابداعي الى المكتبة وهو المفقود والاهم بدلا من الطباعة الخارجية وختم الخالدي حديثه بنفى وجود صراعات حول المراكز والسلطة لان التصدي لمثل هذه الاعمال وخاصة الادبية تكليف اكثر من كونه تشريفا وضع ذات للانتقاد والمهاجمة مثل ما هو يحصل الآن واشار الى تواصله مع الجمعية اكثر من النادي وحضوره لنادي القصة اكثر من بعض اعضائه وتحدى الخالدي من يقول غير ذلك. من جهته يقول امين سر النادي الادبي بالشرقية القاص خليل الفزيع ان اهتمام النادي بفنون السرد اهتمام مبكر منذ ان انشاء النادي وسبق ان نظم النادي أمسيات وملتقيات قصصية واصدار مجموعات لبعض كتاب القصة وليس ذلك بجديد ان يحتفى النادي بالسرد لان هذا ضمن دائرة اهتمامه الواسعة وقد رأى بعض منسوبي النادي تكوين ملتقى للسرد وتقدموا للنادي بهذه الفكرة فتبناها كما هو الحال بالنسبة لجميع المشاريع الثقافية التي يجد النادي انها ضمن اختصاصه وقد بدأ ملتقى السرد وأعضاؤه في تنظيم اول نشاطاتهم بأمسية الدرعان وفي حقيبتهم الكثير لتقديمه للمتلقي. وعما نشرته بعض وسائل الاعلام عن وجود نية مبطنة لاسقاط نادي القصة قال الفزيع ليقل كل ما يقوله والحقيقة ان هذا الملتقى عندما وضع اعضاءه الاستراتيجية المستقبلية رأوا ان يكون الوضع تكامليا مع نادي القصة وليس منافسة واعتقد - والكلام للفزيع - ان الساحة الثقافية تستوعب الجميع بدليل وجود مؤسسات ثقافية كبيرة ووجود مؤسسة جديدة لا تلغي ما سبقها بل تضيف مساحة اكبر وهو المطلوب. ويرى الناقد أسامة الملا احد الاعضاء المؤسسين للملتقى ان الهدف الرئيسي من الملتقى هو تنشيط النادي الادبي والاستفادة من الامكانيات التي يمتلكها ويتعذر توافرها في الجمعية وعلى رأسها طباعة المجموعة القصصية لدى فئة الشباب اضافة الى اقامة ملتقى سردي موسع على مدى عدة ايام مما يولد نشاطا مكثفا وموسعا وهاما للسرد قد نتميز به عن غيرنا. وأضاف الملا: ان الملتقى سيساهم في تكريم رواد الكتابة السردية في المملكة مع اقامة الأمسيات المتخصصة لهم. واشار الى ان الملتقى جاء من خلال عناية بعض المهتمين بشؤون النقد والسرد في المنطقة وبدورهم تقدموا باقتراح وتصور مبدئي مع توضيح اهم الفعاليات والروئ التي يعتزمون تنفيذها من خلال خطة عمل تحوي عناصر للمشاريع القادمة لادارة أدبي الشرقية مع وضع خطوط سياسة مغايرة عما هو الحال في نادي القصة في الجمعية وتمت الموافقة عليه وبين الملا ان هذا التوجه لا يوجد فيه تعارض مع نادي القصة معللا ذلك بان اعضاء ملتقى السرد هم نفسهم اعضاء نادي القصة مما يدل على ان المرئيات والتصورات التي تنطلق سواء في النادي او الملتقى تكاملية ويظهر ذلك جليا - على حد تعبير الملا - من خلال اعتماد نادي القصة بالجمعية على اقامة ورش عمل نقدية في أساسها واستضافة الأصوات الشابة في الساحة القصصية بينما يقدم ملتقى السرد عددا من الرواد وبهذا نرى ان المشهد تكاملي لخدمة المعنيين بالسرد ولا وجود لتعارض مفتعل. ودعا الملا الى اقامة اكثر من منبر للعناية بالمنتج الثقافي المحلي وعدم الاقتصار على منبر واحد وبدلا من سماع أمسية في كل اربعة أشهر فلتكن أمسية كل شهر كما دعا الى التحرر من إشكالية الذهنية العربية التي توثق الاستحواذ على منطقة معينة وتمنع الغير من الدخول فيها او مقابلتها بمثلها. وقال الملا: ان العضوية للملتقى مفتوحة ونحن نرحب بكل الآراء الجديدة والملتقى قرر عدم استمرارية الاعضاء والمؤسسين منذ اول اجتماع له اكثر من ستة اشهر لكل دورة. واكد القاص عبدالله الوصالي امين سر الملتقى وأحد أهم الاعضاء المؤسسين لنادي القصة بالمنطقة الشرقية ان ارتباطه بالنادي والملتقى ليس فيه ازدواجية وانه مازال يعمل في النادي كما يعمل في الملتقى. وأشار الوصالي الى ان تعدد المنتديات يثري الساحة الثقافية ويعزز الملتقيات ويحقق صفة التكامل دون ضرب الآخر كما هو الحال في بعض منتديات المنطقة كمنتدى القصة بسيهات والذي احد اعضائه عضو بنادي القصة. وأوضح الوصالي ان ما تم تناوله في بعض الصحف نظرة قاصرة ومتعجلة وفي نفس الوقت متناقضة فهي نادت بإعطاء السرد مكانا في الساحة ثم الآن تهاجم ما دعت اليه؟ واضاف قائلا: اما الأحزاب التي وردت في الخبر لذلك الصحفي والتي رمانا بها فاننا لسنا احزابا سياسية لأن الاحزاب تتناول برامج مختلفة ونحن في نادينا والمتلقى نهتم بنفس المجال (السرد والطباعة) وعليه ان لا يرث العداوة وينقلها من جيل الى آخر. وعما اثير حول تحوله من النادي الى الملتقى قال الوصالي انا مازلت مع النادي ولم يكن ما قمت به من اجل مصلحة نفعية رغم ان من حق المجتهد والنشط ان ينال جزاءه وحتى الساعة لم يكن هناك نقاش حول الامور المالية الا ما يتعلق بدعم الانشطة واما طباعة مجموعتي فهي مقدمة للنادي منذ زمن والموضوع لم يحسم فيه بعد وهو قابل للرفض. وبين الوصالي ان صلته بالنادي الادبي جاءت قبل انشاء نادي القصة حيث هو احد اعضاء لجنة متابعة الانشطة الأسبوعية. أسامة الملا - عبدالله الوصالي