تبلغ حديقة سنترال بارك أحد اشهر المساحات الخضراء في الولاياتالمتحدة 150 من عمرها المديد هذا العام. الاحتفالات بعيد ميلاد المتنزه العريق ستشمل معارض فنية واوبريتات وموسيقى وخاصة الجاز واجتماعات أكاديمية ومسرحيات لشكسبير تستمر هذا الصيف وحتى الخريف. وذروة البرنامج في 19 يوليو تموز عندما يغني في المرجة الرئيسية للمتنزه التينور الايطالي أندريا بوتشيللي. وحديقة سنترال بارك أكبر من امارة موناكو وتغطي مساحة 843 فدانا 340 هكتارا. يتنزه فيها نحو 25 مليونا سنويا يتمشون على ممرات مجموع طولها 93 كيلومترا وعندما يجهدهم السير يجلسون على 9000 مقعد منتثر في مختلف ارجائها التي تضم 26 الف شجرة. ودفعت بلدية نيويورك حوالي 14 مليون دولار لشراء الارض التي اقيم عليها المتنزه اي نحو 400 مليون دولار بأسعار اليوم. وكان السعر ضعف الثمن الذي دفعته الولاياتالمتحدة لشراء ولاية ألاسكا من روسيا عام 1867. وبهذه المناسبة اقام متحف المتروبوليتان للفنون معرضا عن تاريخ المتنزه عنوانه سنترال بارك.. الذكرى الخمسون بعد المئة. وتم تصميم الحديقة في مسابقة طرحت عام 1857 تنافس فيها 33 متسابقا. وقدم الخطة المعروضة حاليا بالمتحف المهندس المعماري كالفرت فوكس وفريدريك اولمستد الذي اصبح اشهر مهندس للمناظر الطبيعية في امريكا. واستغرق تحقيق حلمهما الفيكتوري 16 عاما وتطلب تغييرا شاملا في المنطقة. قال ادوين بوروز المؤلف الشريك لكتاب جوثام.. تاريخ مدينة نيويورك حتى 1898 انه من اهم سمات سنترال بارك انها تمثل المنظور الطبيعي الاصلي لمانهاتن. وبجانب التكاليف الباهظة لبناء المتنزه كان هناك ثمن بشري ايضا. فرغم ان مانهاتن العليا كانت قليلة السكان في ذلك الوقت فانه كان على سلطات المدينة اخلاء نحو 1600 مقيم في احياء عشوائية يسكنها ايرلنديون وألمان كما تم ازالة منطقة سكانية سوداءاسمها قرية سينيكا. وتقول محمية سنترال بارك ان مولده كان في 21 يوليو تموز 1853 عندما سمح مجلس نواب المدينة باقامة متنزه عام في قلب المدينة التي تزدهر سريعا على الحافة الجنوبية للولاية. قال روي روزنفيج المؤلف المشارك لكتاب المتنزه والشعب ان اقامة سنترال بارك كانت لاسباب مختلفة منها ان تجار الاراضي ارادوا تطوير المنطقة باقامة متنزه ضخم يشبه هايد بارك في لندن وغابة بولونيا في باريس وايضا اراد الاثرياء مكانا للتنزه بمركباتهم. ورغم ان المتنزه حاليا لا يختلف كثيرا عن تصميم فوكس/اولمستد فانه مستمر في التطور. بعد اغتيال جون لينون عضو فريق البيتلز في 1980 امام مبنى داكوتا حيث كان يعيش والذي يطل على سنترال بارك تبرعت ارملته اليابانية يوكو اونو بمليون دولار لتجميل الجزء المواجه للمبنى ومساحته نحو فدان. ويقول بوروز ان مصممي المتنزه قد يتعرفون عليه اليوم ولكنهم قد لا يوافقون على الانشطة التي تجري فيه حيث يجلس الناس على العشب يأكلون ويشربون أو يلعبون بالاقراص الطائرة.