عند وصولك الى احدى المدن في العالم المتقدم وبعد الانتهاء من اجراءات الجوازات والجمارك ومتابعة اللوحات التي توضح بوابات الخروج الى محطات المواصلات المؤدية الى المدينة او الموقع المطلوب الوصول اليه لاقامتك في هذه المدن حيث يفترض منك عنوان هذا الموقع فما عليك إلا تقديم هذا العنوان لوسيلة المواصلات المستخدمة للوصول الى هذا الموقع. فعلى سبيل المثال اذا كانت هذه الوسيلة القطار او الباص فما عليك إلا شراء التذكرة المطلوبة للوصول الى هذا الموقع ومن ثم البحث عن هذا العنوان عند وصولك الى محطة الوصول. وبعد الوصول الى هذه المحطة تتجه مباشرة الى العنوان المطلوب وذلك بقراءة أسماء الشوارع وأرقام المواقع الموجودة على جنبات هذه الشوارع والأرقام الموجودة على هذه المواقع. اما إذا كانت وسيلة المواصلات المستخدمة سيارة الليموزين فيأخذك السائق الى الموقع المطلوب حين تعرفه على هذا العنوان مباشرة، حيث لديه الخبرة بمواقع هذا العنوان او بمتابعة أسماء الشوارع وأرقام المواقع المتوافرة عليها او استخدام الخرائط الرقمية للمدينة حيث يتم ادخال العنوان المطلوب ويقوم النظام المتوافر لدى السائق بتحديد هذا الموقع والمسار المطلوب. اما في حالة استئجارك سيارة من المطار ما عليك سوى اتباع اللوحات المتوافرة على الطرق والشوارع للوصول الى العنوان المطلوب او استخدام الخرائط الورقية التي تساعد في تحديد المسار للوصول الى الموقع المطلوب. وعند توافر خرائط رقمية للمدينة والاجهزة والبرامج الخاصة بهذه الخدمة فيمكن استخدامها ليس فقط في تحديد الموقع والمسار بل تساعد أيضا في تحديد أفضل وأقصر الطرق للوصول الى الموقع المطلوب مع الاخذ في عين الاعتبار أوقات الذروة والأنفاق والكباري والتحويلات وغيرها من المتغيرات التي تحدث على المسار المطلوب استخدامه للوصول الى الموقع المطلوب. إن توافر هذه الخدمات التي تأخذك من المطار الى موقعك داخل المدينة من قطارات وباصات وسيارات الليموزين وسيارات الاجرة والخرائط الورقية او الرقمية بأجهزتها وبرامجها المتخصصة ليس فقط تعطي الراحة والطمأنينة للزائر لهذه المدن في الدول المتقدمة بل انها توفر الجهد والوقت والمال لجميع الزوار بتقليص المسافات والازدحام في شوارع وطرق هذه المدن، الأمر الذي ان دل على شيء فإنما يدل عى تقدم هذه المدن والدول. وبالرجوع الى المدن والدول النامية فعند وصولك الى احد مطاراتها وبعد الانتهاء من اجراءات الجوازات والجمارك من غير مشاكل ونرفزة اذا كنت من المحظوظين والتوجه الى خارج بوابات هذه المطارات للبحث عن محطات النقل العامة او الخاصة والتي تنقلك الى العنوان المطلوب. فان كانت هناك خدمات نقل عامة في هذه المدن فيتم شراء التذاكر باستخدام القطار او الباص فيأخذك الى أقرب موقع يمكن الانطلاق منه الى العنوان المطلوب حيث تقوم بعملية البحث عن هذا العنوان بطريقة شخصية وذلك بسؤالك المارة وأصحاب المحلات حتى الوصول الى العنوان المطلوب خاصة اذا لم تتوافر لوحات توضح اسماء الشوارع وأرقام المنازل الأمر الذي يستغرق وقتا وجهدا كبيرا وأعصابا باردة هذا ان لم تتعرض لمضايقات شخصية او نظرات انتقادية التي تزيد من احراجك وغضبك قبل الوصول الى العنوان المطلوب. أما اذا كنت من الزوار الميسورين وقررت استخدام وسيلة نقل خاصة مثل سيارات الأجرة وعند ظهورك من بوابة المطار تفاجأ بالمستقبلين من سائقي سيارات الأجرة أو المواطنين بتقديم خدماتهم الخاصة لأخذك الى العنوان المطلوب بعد مساومة لا أخلاقية من ناحية السعر والمعاملة خاصة اذا لوحظ انك من غير سكان هذه المدينة او الدولة. وبعد الاتفاق يأخذك سائق سيارة الأجرة الى سائق السيارة الخاصة الى المدينة ليبدأ بالسؤال عن العنوان المطلوب ليسلك مسارا تم تحديده من خبرته بطرقات وشوارع المدينة حتى الوصول الى الموقع المطلوب ومن ثم تبدأ عملية البحث عن العنوان المطلوب ان لم يكن معروفا لدى هذا السائق الأمر الذي يستغرق وقتا وجهدا كبيرين من قبل السائق والزائر. فان كنت من المحظوظين فتصل الى العنوان المطلوب بأجرة مناسبة وبحث متواضع عن هذا العنوان, اما اذا كنت من غير المحظوظين كما جرت عليه العادة فانك سوف تدفع أجرة باهظة ناهيك عن ارتفاع ضغط الدم والسكر والنرفزة قبل وصولك الى العنوان المطلوب. أما اذا كنت من رجال الأعمال او المسؤولين وقررت استئجار سيارة من المطار للتنقل داخل المدينة فان العملية تكون في منتهى الصعوبة خاصة ان لم تتوافر خرائط ارشادية ولوحات توضح اسماء الشوارع وأرقام المنازل لهذه المدينة لتبدأ رحلة مليئة بالمفاجآت والمخاطر من تحويلات وحفريات وكباري تأخذك الى خارج المدينة بدلا من الوصول الى العنوان المطلوب. اما اذا تم الوصول الى الموقع المحدد وبدأت تبحث عن العنوان المطلوب فما عليك إلا السؤال عن هذا العنوان من قبل احد المارة او أصحاب المحال التجارية الموجودة في ذلك الموقع, فاذا كنت من سعداء الحظ وجدت من يوصلك الى العنوان المطلوب او يقوم بوصف دقيق يمكنك اتباعه لتصل الى ذلك العنوان. وكما هو معروف في معظم الدول النامية خاصة الخليجية منها فعند سؤالك احد المارة, هذا ان وجد, عن العنوان ليتضح لك أن هذا الشخص ليس من أبناء المدينة رغم ارتدائه الملابس الخليجية والذي يبادر بالإجابة ما في معلوم صديق حيث تقوم بالبحث عن شخص آخر يمكن الاستعانة به لوصف او تحديد موقع العنوان المطلوب. وبهذه الطريقة يقضي الزائر او الباحث وقتا طويلا وجهدا كبيرا في البحث عن عنوان معين داخل المدينة او خارجها الامر الذي يجعل عملية الوصول الى هذا العنوان من المهام الصعبة لدى الزائرين او المسؤولين او غيرهم من الذين يجوبون المدن يوميا بحثا عن هذه العناوين او المواقع لزيارتها او لتوصيل خدمة. ومن هذا المنطلق يمكن تقدير الخسائر الناجمة بملايين الريالات بسبب عدم توافر خدمة التسمية والترقيم في معظم المدن النامية خاصة الخليجية منها نتيجة الوقت والجهد وعدد الباحثين عن العناوين في جميع المدن والقرى. هذا بالاضافة الى زيادة ازدحام الطرق بالسيارات الخاصة وسيارات الشحن وتوصيل الخدمات خاصة مثل سيارات الشرطة والدفاع المدني والإسعاف حيث تشاهد السرعة الجنونية في شوارع المدينة وقطع الإشارات وارباك المرور للوصول الى الموقع المطلوب في الوقت المناسب الذي قل ما يحدث ذلك بسبب عدم توافر نظام مدني للتسمية والترقيم لهذه المدن. ان توافر نظام مدني تقليدي لتسمية الشوارع وترقيم المنازل بطريقة بسيطة ومقبولة من قبل السكان في جميع المدن والقرى ضرورة ملحة والتي يمكن اعتبارها من الخدمات الضرورية الواجب توافرها في هذه المدن من أجل توصيل الخدمات والتعرف على مواقع العناوين من قبل الزوار والمسؤولين بطريقة حضارية منتجة واقتصادية. اما توافر نظام تسمية وترقيم آلي للشوارع والمنازل للمدن والقرى أسوة بالمدن المتقدمة فيكون ليس فقط في تسهيل عمليات الوصول الى العناوين, بل يوفر ذلك قاعدة معلومات شاملة لجميع عناوين المنازل التي تحتوي على جميع المعلومات السكانية والعمرانية والتي يمكن استخدامها في التعداد السكاني الذي يعتبر من أهم مصادر المعلومات التخطيطية المستخدمة في تخطيط المدن وتنميتها وتوسعها وتوفير الخدمات والمرافق المطلوبة لهذه التنمية. ومع توافر وتطور تقنية نظم المعلومات حيث يوجد برامج متخصصة لهذا العرض والتي تقوم بربط عناوين المنازل المتوافرة في قاعدة المعلومات بالخرائط الرقمية المتوافرة للمدينة والتي هي عبارة عن خارطة الطرق التي يحتوي كل طريق على رقم بداية ورقم نهاية واسمه واتجاهه واسم الحي والمدينة والرمز البريدي وغيرها من المعلومات المتوافرة والمطلوبة لهذه الخارطة بطريقة آلية يتم من خلالها تحديد مواقع هذه العناوين على الخارطة الرقمية. ومع توافر هذه العناوين على الخارطة الرقمية للمدينة يمكن التعرف على العناوين المطلوبة وذلك عند ادخال هذا العنوان في الحاسب الآلي ليتم تحديد موقعه على الخارطة, بالاضافة الى امكانية التعرف على أقرب موقع خدمة له وأقصر وأقرب الطرق المؤدية له كما هو موضع بالشكل. كما ان توافر خرائط وعناوين رقمية للمدينة والمنازل يساعد على توفير معلومات سكانية وعمرانية على مستوى البلكات والأحياء والمدن بطريقة آلية تساعد في تجميع هذه المعلومات على المستويات المطلوبة في التخطيط والتنمية والتطوير لجميع المستخدمين والمطورين الأمر الذي يوفر الجهد والمال والوقت في البحث عن العناوين او توصيل الخدمات او تجميع المعلومات وتصنيفها لاستخدامها من قبل المختصين الذين يعانون نقص ومصداقية المعلومات المتوافرة والمستخدمة والتي تكون نتائجها غير واقعية وغير صحيحة. قسم التخطيط الحضري كلية العمارة والتخطيط جامعة الملك فيصل الدمام تقاطع بلا هوية والنتيجة ولا توضيحات