عندما تولى الخلافة عبدالملك بن مروان بن الحكم, بدأ الخوف على الامة الاسلامية ينمو في تفكير خالد بن يزيد لان عبدالملك الخليفة الجديد عرف بتسلطه بسيفه ولسانه, فصار خالد بن يزيد يعقد صداقة مع المعارضين لعبدالملك وحكمه, ويتزوج منهم لعله يقيم الموضوع عن قرب وكثب. فعلى سبيل المثال تزوج برملة بنت الزبير, فحاول عبدالملك ان يحول بين خالد ورملة, ولكنه فشل فشلا ذريعا. يقول سعيد الديوه جي في كتابه آنف الذكر (ان النزاع السياسي لخالد كان هادئا, فان لم يرق - في سبيل ذلك - دما, فقد استعاض عن السنان باللسان, لانه يعلم حق العلم ان الناس مع القوي انه لا يتمكن ان يستميلهم اليه طالما سيوفهم مع الخليفة الذي لا يتأخر عن ذبح اقرب الناس اليه في سبيل توطيد الملك, والذي هدد الناس بقوله (من قال اتق الله - بعد موقفي هذا - ضربت عنقه), ولذا فان خالدا لم يقم بثورة, او حركة فعالة. وكان ابناء ابي سفيان يستفزونه في كل مناسبة, ويحاولون ان يحركوه على القيام بحركة فعالة, ولكن دون جدوى). اما موضوع زواج خالد بن يزيد بن معاوية من رملة بنت الزبير فهو في الحقيقة اسطورة غريبة لها ابعاد مهمة اولها توضح ضعف الرجال امام النساء اللاتي يجمعن بين العقل والجمال. واحببت ان اعرض هذه المسألة على القارئ بصيغتها الحقيقية لانها تخص خالد بن يزيد الذي عندما يئس من الفوز بالخلافة اتجه بجميع ما اتاه الله من قوة وعقل الى العلم حيث امر في بادئ الامر بنقل جميع الكتب التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بعلم الكيمياء الى اللغة العربية من اللغات المختلفة. ويقول سعيد الديوه جي في كتابه السابق (حج عبدالملك بن مروان, ومعه خالد بن يزيد بن معاوية, وكان هذا من رجال قريش المعدودين, وكان عظيم القدر عند عبدالملك, فبينما هو يطوف بالبيت , اذ بصر برملة بنت الزبير بن العوام, فعشقها عشقا شديدا, ووقعت بقلبه وقوعا متمكنا, فلما اراد عبدالملك القفول, هم خالد بن يزيد بالتخلف عنه, فوقع بقلب عبدالملك تهمة, فبعث اليه فسأله عن امره, فقال (يا أمير المؤمنين رملة بنت الزبير, رأيتها تطوف بالبيت فأذهلت عقلي, فوالله ما ابديت اليك ما بي حتى عيل صبري, ولقد عرضت النوم على عيني فلم تقبله, والسلو عن قلبي فامتنع عنه), فاطال عبدالملك التعجب من ذلك, وقال ما كنت اقول ان الهوى يستأثر مثلك, قال (فاني لاشد تعجبا منك.... الخ). وقد نظم خالد بن يزيد بن معاوية ابياتا من الشعر في مناسبة زواجه برملة بنت الزبير بن العوام ومنها:==1== أليس يزيد السير في كل ليلة ==0== ==0==وفي كل يوم من احبتنا قربا أحن الى بنت الزبير وقد بدت ==0== ==0==بنا العيش خرقا في تهامة او نقبا اذا نزلت ارضا تحبب اهلها ==0== ==0==الينا, وان كانت منازلها حربا وان نزلت ماء - وان كان قلها ==0== ==0==مليحا - وجدنا ماءه باردا عذبا تجول خلاخيل النساء ولا ارى ==0== ==0==لرملة خلخالا يجول ولا قلبا ولا تكثروا فيها الضجيج فانني ==0== ==0== تنخلتها عمدا زبيرية قلبا احب بني العوام طرا لحبها ==0== ==0== ومن اجلها احببت اخوالها كلبا خليلي ما من ساعة تذكر انها ==0== ==0==من الدهر, الا فرجت عني الكربا.==2== (1) الخرق: الفلاة الواسعة. (2) النقب: الطريق في الجبل. (3) القلب: سوار المرأة.