الرجل الالماني لم تعجبه البيتزا فرفع فأسه في وجه الطاهي محاولا كسر دماغه.. منتهى الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، ومن لا يعجبه الحال عليه ان يطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن تجري تحقيقا ميدانيا عن القضية، باعتبار ان الشروع في استخدام الفأس عمل ارهابي يستحق النفي في معسكر غوانتانامو على الاقل، كما ان جماعات حماية حقوق المستهلك تستطيع ان تدافع عن حق (الهر) الالماني في تذوق بيتزا تذكره بأيام وليالي زمان، وفي الحصول على مقابل معقول لماركاته.. ايضا يستطيع اللوبى الصهيوني في المانيا ان يتهم الرجل بالنازية ومعاداة السامية، لان صاحب المطعم يهودي. ولان البيتزا من المعجنات، فالمشكلة تبدو معجونة بكثير من البهارات والتوابل، لان البيتزا من ملامح الهوية الوطنية الايطالية، لهذا قد تحتج احزاب اليمين الايطالي على هذا الاعتداء السافر على احد الرموز الايطالية المعروفة مثل صوفيا لورين وفيلا بورغيزي والرأس الحليق للدوتشي بنيتو موسيليني.. مع فيات طبعا.. وربما تثور خلافات تقليدية طواها الزمن بين اهالي الراين وحوض نهر البو، وقد تنجح صلوات بابا الفاتيكان في تهدئة الموقف، لكنها لن تفلح في اقناع عصابات المافيا في صقلية بعدم الاقدام على افعال طائشة في بلاد الرايخ الثالث.. ثأرا لكرامة البيتزا الجريحة. العالم كله معجون الآن في بيتزا من نوع آخر يعد لها طاه امريكي رافض للبيتزا الالمانية والكرواسون الفرنسي.. وعجينه سيكون باللبن الرائب وقوارير من دم العراقيين ولا بأس من اضافة بعض مشتقات النفط للبيتزا السامة غير المستساغة.. ولو عرف الرجل الالماني ان كل هذه التداعيات واردة بعد ان اشهر فأسه في وجه طاه عجوز، فربما يغير رأيه ويسعى الى ان يملأ بطنه بالسجق الالماني. الوطن العمانية